بايدن في الخطاب السنوي: خلق الاستقرار في الشرق الأوسط يعني أيضا احتواء التهديد الذي تشكله إيران

أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، في الخطاب السنوي عن حالة الاتحاد، أن "الحرية الديمقراطية" تتعرض لهجمات "داخلية وخارجية".

ميدل ايست نيوز: أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، في الخطاب السنوي عن حالة الاتحاد، أن “الحرية الديمقراطية” تتعرض لهجمات “داخلية وخارجية”.

ومازح بايدن في بداية خطابه أمام الكونغرس في مبنى الكابيتول: “لو كنتُ ذكيا لعدت إلى منزلي الآن”، حسب ما أوردت وكالة “الحرة” الأمريكية.

ووجه الرئيس بايدن انتقادات واضحة لمنافسه الجمهوري دونالد ترامب، رغم أنه لا يذكره بالاسم، وانتقد أيضا معارضي الإجهاض الجمهوريين، قائلا إنه “ليست لديهم أدنى فكرة عن قوة المرأة في أميركا”.

وتحدث عن الاقتصاد الأميركي وقال إنه “في آلاف المدن والبلدات، يكتب الشعب الأميركي أعظم قصة عودة على الإطلاق لم يعهدها أحد من قبل”.

وحض الكونغرس على إقرار المساعدات لأوكرانيا لمواجهة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

تهديدات خارجية على الديمقراطية

وأكد بايدن أنه يخاطب الكونغرس “في لحظة غير مسبوقة في تاريخ الاتحاد”، محذرا من أن القيم الديمقراطية تتعرض للهجوم في داخل الولايات المتحدة وخارجها.

وقال: “منذ عهد الرئيس لينكولن والحرب الأهلية، لم تكن الحرية والديمقراطية عرضة للهجوم في الوطن كما هو الحال عليه اليوم”، مضيفا “ما يجعل لحظتنا الآن نادرة هو أن الحرية والديمقراطية تحت الهجوم في الداخل والخارج على حد سواء”.

وأشار بايدن إلى أن “هدفنا إيقاظ الكونغرس”.

وقال إنه في “الخارج يتقدم بوتين في زحفه لغزو أوكرانيا وزرع الفوضى في جميع أنحاء أوروبا وخارجها”، مشددا على أن بوتين “لن يتوقف عند أوكرانيا”.

وحث الكونغرس على إقرار المساعدات لأوكرانيا، لأنه “إذا وقفنا إلى جانب أوكرانيا ووفرنا لها الأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها” يمكنهم مواجهة بوتين، لافتا إلى أنهم لا يطلبون “جنودا أميركيين.. ولا يوجد جنود أميركيون في أوكرانيا”.

وأعاد التذكير بما قاله “الرئيس الجمهوري، رونالد ريغان: ‘سيد غوربتشوف اهدم هذا الجدار’، بينما الرئيس الجمهوري السابق يقول لبوتين ‘افعل ما تريد’ وهو ينحني للقائد الروسي”، واصفا هذا الأمر بـ”الخطير وغير المقبول”.

وأكد على أهمية دور أميركا في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وقال: “لقد جعلنا الحلف أقوى من أي وقت مضى”، ورحب بانضمام فنلندا والسويد.

ودعا الكونغرس إلى “الوقوف في وجه بوتين.. أرسلوا لي مشروع قانون الأمن القومي المقدم من الحزبين للتوقيع عليه”، ووجه رسالة إلى بوتين “نحن لن نبتعد عن أوكرانيا.. أنا لن أنحني”.

وألقى بايدن الضوء على التهديدات الداخلية على الديمقراطية الأميركية، وقال: “التاريخ يراقب كما راقب قبل ثلاث سنوات في السادس من يناير.. حيث اقتحم متمردون الكابيتول ووضعوا خنجرا على حلق الديمقراطية الأميركية”.

وأضاف “رأينا جميعا بأعيننا أن هؤلاء المتمردين لم يكونوا وطنيين.. والذين جاءوا لتعطيل التداول السلمي للسلطة وقلب إرادة الشعب”.

واعتبر أن “ما حصل في السادس من يناير والأكاذيب حول انتخابات 2020 والمؤامرات لسرقة الانتخابات شكلت أخطر تهديد للديمقراطية منذ الحرب الأهلية.. لكنهم فشلوا ووقفت أميركا بقوة وانتصرت الديمقراطية”.

وأكد أن “التهديد لا يزال قائما ويجب الدفاع عن الديمقراطية.. إذ يسعى الرئيس السابق والبعض دفن حقيقة لسادس من يناير.. هذه لحظة لقول الحقيقة ودفن الأكاذيب.. وأبسط حقيقة لا يمكن أن تحب بلادك فقط عندما تفوز”.

تهديدات من نوع آخر على الحرية

وتحدث بايدن عما أسماه بـ”تهديدات” على الحرية، حيث أوقفت محكمة عليا في ولاية ألاباما علاجات التلقيح الصناعي في جميع أنحاء الولاية، ناهيك عما سببه قرار المحكمة العليا الذي أبطل قضية “رو ضد ويد” الذي حظر الإجهاض من إرباك للنساء في العديد من الولايات.

وأشار إلى الفوضى التي نتجت عن حظر الإجهاض، حيث قالت المحكمة العليا في قراراها إن “النساء لسن من دون قوة سياسية أو انتخابية”، ولكن من الواضح أن من أسقطوا قضية رو ضد ويد (القانون الذي كان يوفر حقا دستوريا بالإجهاض) “ليست لديهم أدنى فكرة عن قوة المرأة في أميركا”.

وقال إنه إذا “أرسل لي الأميركيون مجلس كونغرس يدعم حق الاختيار، أعدكم أنني سأعيد قضية رو ضد وايد كقانون للبلاد مرة أخرى”.

وأشاد الرئيس بايدن بوضع الاقتصاد الأميركي القوي وتعافيه بعد أزمة جائحة كوفيد.

وقال بايدن: “لقد ورثت اقتصادا كان على حافة الهاوية… الآن أصبح اقتصادنا موضع حسد العالم بكل ما للكلمة من معنى. 15 مليون وظيفة جديدة في ثلاث سنوات فقط وهذا رقم قياسي، والبطالة عند أدنى مستوياتها منذ 50 عاما”.

كما “بدأ عدد قياسي من الأميركيين بنحو 16 مليونا أعمالا تجارية صغيرة، وكل واحدة منها تمثل الأمل”.

ولفت إلى وجود “800 ألف وظيفة جديدة” في مجال الصناعة، حيث يتمتع عدد أكبر من الأشخاص بالتأمين الصحي، فيما تراجعت فجوة الثروة منذ 20 عاما، حيث ترتفع الأجور وينخفض التصخم من 9 إلى 3 في المئة وهو الأدنى في العالم.

وأكد أن الولايات المتحدة أصبحت تصدر المنتجات الأميركية وتخلق وظائف أميركية.

وتحدث عن قانون دعم صناعة أشباه الموصلات والعلوم، حيث تستمر الولايات المتحدة في البحث والتطوير أكثر من أي وقت مضى، وقال: “بدلا من الاضطرار إلى استيراد رقائق أشباه الموصلات التي اخترعتها أميركا، أصبحت الشركات الخاصة تستثمر مليارات الدولارات لبناء مصانع جديدة هنا في الولايات المتحدة”.

منافسة أم صراع مع الصين؟

وأكد بايدن أن واشنطن “تقف ضد ممارسات الصين الاقتصادية غير العادلة”، و”الدفاع عن السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان”.

وأشار إلى أن إدراته قامت “بتنشيط الشراكات والتحالفات في منطقة المحيط الهادئ”، ناهيك عن التأكد من أن “التكنولوجيا الأميركية المتقدمة لا يمكن استخدامها في أسلحة الصين”.

وتابع أنه الولايات المتحدة تريد “المنافسة وليس الصراع مع الصين”، مؤكدا أن واشنطن في وضع أقوى للفوز في أي منافسة ضد الصين أو أي دولة أخرى.

الكيان الصهيوني وحماس

دعا بايدن في الخطاب إلى “وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع” بين إسرائيل وحماس.

وقال إنه “لا يمكن لإسرائيل أن تستخدم المساعدات ورقة مساومة”، مشيرا إلى أن واشنطن تقود جهود دولية لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وأضاف أنه وجه “الجيش الأميركي لقيادة مهمة طارئة لإنشاء رصيف مؤقت في البحر الأبيض المتوسط على ساحل غزة لاستقبال السفن الكبيرة التي تحمل الغذاء والماء والدواء وملاجئ مؤقتة”، مشددا أنه “لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض”.

وحث إسرائيل على القيام بدورها بـ”السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وأن تضمن عدم وقوع العاملين في المجال الإنساني في مرمى النيران.. ويجب أن تكون حماية أرواح الأبرياء وإنقاذها أولوية”.

وأعاد بايدن التأكيد إلى أن “الحل الحقيقي الوحيد هو حل الدولتين.. إذ لا يوجد طريق آخر يضمن أمن إسرائيل وديمقراطيتها، ولا يوجد طريق آخر يضمن للفلسطينيين أن يعيشوا بسلام وكرامة، ولا يوجد طريق آخر يضمن السلام بين إسرائيل وجميع جيرانها العرب، بما في ذلك السعودية”.

وأكد أن الأشهر الخمسة الماضية كانت مؤلمة لكثير من الإسرائيليين والفلسطينيين والكثيرين في الولايات المتحدة، حيث بدأت “هذه الأزمة في السابع من أكتوبر بمجزرة ارتكبتها حماس الإرهابية” على حد تعبيره.

وأشار بايدن إلى أنه تم ذبح 1200 شخصا بريئا من النساء والفتيات والرجال والشباب وعانى العديد منهم من العنف الجنسي وأخذ 250 شخصا كرهائن، واصفا هذا اليوم بـ”الأكثر دموية للشعب اليهودي منذ المحرقة”.

وتعهد بايدن لجميع العائلات بـ”إعادة أحبائهم إلى منازلهم”، مؤكدا بحق إسرائيل في ملاحقة حماس.

ويرى أن حماس يمكنها أن تنهي الصراع من خلال “إطلاق سراح الرهائن، وإلقاء السلاح، وتسليم المسؤولين عن أحداث السابع من أكتوبر”.

وقال إن “إسرائيل تتحمل عبئا إضافيا لأن حماس تختبئ وتعمل بين السكان المدنيين، ولكن إسرائيل عليها تحمل مسؤولية أساسية لحماية المدنيين الأبرياء في غزة”.

وذكر بايدن أن هذه الحرب تسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين الأبرياء أكثر من كل الحروب التي وقعت في غزة، حيث قتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، معظمهم لا ينتمون لحماس، ومن بينهم الآلاف من النساء والأطفال الأبرياء.

ولفت إلى أن “أكثر من مليوني فلسطيني آخرين يعيشيون تحت القصف أو نازحين، حيث دمرت المنازل والأحياء والمدن في حالة خراب.. وعائلات بلا طعام وماء ودواء”، واصفا ما يحدث بـ”الأمر المفجع”.

وذكر أن “خلق الاستقرار في الشرق الأوسط يعني أيضا احتواء التهديد الذي تشكله إيران”.

وسلط بايدن الضوء على الخطوات التي اتخذتها إدارته للتعامل مع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر، مؤكدا أنه لن يتوانى عن اتخاذ إجراءات إضافية لحماية الشعب والجيش الأميركيين.

رد بايدن في خطابه على منتقدي ترشحه لولاية ثانية رغم سنه المتقدم بالقول إن سنواته الـ81 جعلته يرى الأمور “أوضح أكثر من أي وقت مضى”.

وقال: “أعلم أن الأمر قد لا يبدو كذلك، لكني مولود منذ فترة طويلة…في سني تصبح بعض الأمور أوضح أكثر من أي وقت مضى”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة − تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى