تقرير: إيران تفقد مكانتها في سوق صادرات النفط لصالح العراق
إن تشديد العقوبات ضد إيران وزيادة مبيعات النفط العراقي في العقدين الماضيين دفع العراق إلى تولي موقع وسوق النفط الإيراني في المنطقة.
ميدل ايست نيوز: تظهر إحصائيات بريتيش بتروليوم في العقدين الأخيرين أن تشديد العقوبات ضد إيران وزيادة مبيعات النفط العراقي في هذين العقدين قد دفع العراق إلى تولي موقع وسوق النفط الإيراني في المنطقة.
عند الحديث عن الاقتصاد الإيراني، يعتبر النفط أحد أهم المتغيرات التي يجب فحصها. فقد أثر هذا الذهب الأسود على الاقتصاد الإيراني بحيث أنه مع فيضان مبيعاته في الأسواق العالمية، يشهد الاقتصاد الإيراني ازدهارا كبيرا، ومع انخفاض مبيعاته، يصبح على طريق الركود.
وسبق أن أشارت دراسات إلى أهمية عائدات النفط واختلاف إحصاءات مبيعات النفط عن ثلاثة مصادر موثوقة. كما تمت مناقشة سبب هذا الاختلاف بالتفصيل. وفيما يلي، نعتزم دراسة التغيرات في حصة مبيعات النفط الإيرانية بين الدول الغنية بالنفط في المنطقة.
تعد العراق والسعودية والإمارات وقطر دول رائدة في صناعة النفط في المنطقة على غرار إيران. فلو أردنا اليوم أن نرى أداء مبيعات النفط الإيراني مقارنة بهذه الدول، فعلينا أن نلقي نظرة على إحصاءات مبيعات النفط ونفحصها بعناية.
ويستعرض هذا التقرير الذي أعده موقع أكوايران الاقتصادي، حصة إيران من مبيعات النفط في العقدين الماضيين.
العراق يتصدر المشهد
وتظهر الإحصائيات النفطية التي قدمتها شركة بريتيش بتروليوم (BP) أنه منذ عام 2004، أصبحت إيران ثاني دولة مصدرة للنفط بين هذه الدول النفطية الخمس بعد المملكة العربية السعودية. وفي هذا العام، بلغت صادرات السعودية من النفط 6 ملايين و800 ألف برميل يوميا، فيما بلغت صادرات إيران 2 مليون و700 ألف برميل.
وكان العراق آنذاك رابع مصدر للنفط بين هذه الدول ويبيع فقط مليون و500 ألف برميل من النفط يوميا.
ومع مرور الوقت ظلت إيران تحافظ على مكانتها بين هذه الدول الخمس حتى عام 2011، غير أن صادرات العراق لم تبق ثابتة كما كان الحال في إيران بل ارتفعت لتصل إلى 2 مليون و400 برميل نفط في اليوم.
وفي عام 2011، ومع بداية مسلسل العقوبات النفطية على إيران، تعرضت مبيعات النفط الإيراني فجأة لضربة شديدة، واستمرت هذه الضربة، حتى بعد الاتفاق النووي في عام 2015، بحيث أطاح العراق بإيران واحتل المرتبة الثانية في المنطقة وتراجعت إيران إلى الرابعة.
وساهم التأثير الإيجابي لخطة العمل الشاملة المشتركة على سوق النفط الإيراني في ارتفاع مركز صادرات النفط الإيراني بنقطة واحدة بين الدول الخمس والوصول إلى المركز الثالث في عام 2017، لكن هذا النجاح لم يدم طويلًا. فمع وصول ترامب إلى السلطة الأمريكية وانسحابه من الاتفاق النووي، وكذلك بداية جائحة كورونا، عاودت إيران للتراجع مجددا في عام 2021، واحتلت المرتبة الثانية بتصدير يومي قدره 1.9 مليون برميل.
يأتي هذا في وقت صدرت فيه العراق في ذلك العام 3.4 مليو برميل من النفط يوميا واحتلت المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية بين الدول الخمس المنتجة للنفط في المنطقة.
وتسببت زيادة مبيعات العراق من النفط وتشديد العقوبات النفطية على إيران في هذين العقدين في تغير مكانة إيران والعراق في مبيعات النفط، وتمكن العراق من الاستيلاء على مكانة إيران وأسواقها النفطية.