أردوغان والسوداني يوقعان اتفاق إطار إستراتيجي ويرعيان اتفاقا رباعيان بشأن “طريق التنمية”

وقع العراق وتركيا، اليوم الاثنين، عدداً مع الاتفاقيات، على هامش زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد، والذي وصف هذه الاتفاقيات بأنّها "نقطة تحوّل" في العلاقات.

ميدل ايست نيوز: وقع العراق وتركيا، اليوم الاثنين، عدداً مع الاتفاقيات، على هامش زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد، والذي وصف هذه الاتفاقيات بأنّها “نقطة تحوّل” في العلاقات.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، توقيع اتفاقات مهمة مع الجانب التركي، مؤكداً أن سياسة بلاده تعتمد على التوازن على أساس المصالح المشتركة وحسن الجوار.

وقال، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع أردوغان في القصر الحكومي وسط بغداد: “سياستنا تعتمد على التوازن، ولدينا مبادئ تقوم على أساس المصالح المشتركة وحسن الجوار”، مضيفاً: “جرى توقيع اتفاقات مختلفة مع الجانب التركي على مستوى المياه، كما جرى توقيع اتفاقات من شأنها تحديث منظومات الري، لمدة 10 سنوات، وسيلمس أثرها بشكل واضح لا سيما ما يتعلق بحصة العراق المائية”.

وأضاف السوداني أنه “جرى اليوم توقيع مذكرة تفاهم رباعية، تتضمن المبادئ الخاصة بمشروع طريق التنمية”، مؤكداً أنّ “طريق التنمية سينقل المنطقة اقتصادياً”. وأشار إلى أنّ “طريق التنمية ليس لاختصار المسافات فقط، بل سيتحول إلى جسر رابط بين شعوب المنطقة وثقافاتها”، مؤكداً في الوقت نفسه أن “طريق التنمية سيدعم الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأوضح أنه جرى “التطرق إلى الأمن الثنائي بين البلدين”، مؤكداً أنّ “أمن تركيا والعراق وحدة واحدة لا تتجزأ”، مشدداً: “ننطلق من الدستور العراقي ونتمسك بعدم السماح لأي قوة أن تستخدم أرض العراق منطلقاً للاعتداء على الجوار”.

وقال رئيس الوزراء العراقي: “نحث على وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والعمل على ضبط النفس بينما تمر المنطقة بوقت حساس”، مشيراً إلى أنّ “القدس رمز إسلامي وإهانة المقدسات الفلسطينية أمر غير مقبول”.

بدوره، قال أردوغان، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع السوداني، إنّ “العراق بلد جار وتربطنا به قواسم مشتركة عديدة، ولدينا إرادة سياسية لدفع علاقات العراق وتركيا إلى الأمام”، مؤكداً أنّ “المذكرات التي وقعت تمثل نقطة تحول في علاقاتنا مع العراق، وسيُوفَّر التنسيق اللازم لضمان تنفيذها بالكامل”.

وأضاف: “جرت، مع رئيس الوزراء، مناقشة التعاون في ملفي الأمن ومكافحة الإرهاب”، مؤكداً استعداده لـ”تقديم الدعم إلى الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب”، مشيراً إلى أنّ “حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا ارتفع إلى 20 مليار دولار، ونحن مصممون على المشاركة في طريق التنمية لتحقيق التنمية التجارية”.

وتابع: “أنشأنا لجنة تركية عراقية لحل مشكلة المياه على أساس علمي وعقلاني، وجرى البحث في إنشاء لجنة دائمة لمتابعة ملف المياه مع العراق”، مشيراً إلى أنه “جرت مناقشة آثار القمع الصهيوني في غزة وتشاورنا بشأن الخطوات المشتركة لتهدئة الأوضاع، ونحن داعمون لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس”.

وحذر أردوغان من أنّ “التطورات بين إسرائيل وإيران تزيد مخاطر انتشار الحرب وتبعد الأنظار عما يحدث في غزة”، مشدداً على أنّ “الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية هو مفتاح السلام”.

ورعى السوداني وأردوغان، في بغداد، مراسم توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات. وتهدف المذكرة، بحسب بيان حكومي عراقي، إلى التعاون المشترك بشأن (مشروع طريق التنمية) الاستراتيجي، وذلك بحضور أعضاء الوفدين التركي والعراقي من وزراء ومستشارين.

وكان وزيرا المواصلات القطري جاسم بن سيف السليطي، والطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، قد وصلا اليوم الاثنين، إلى العاصمة بغداد، بالتزامن مع اجتماعات يجريها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بغداد.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في بيان، رعايته مع أردوغان، اليوم الاثنين، مراسم توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات، تهدف إلى التعاون المشترك بشأن مشروع طريق التنمية الاستراتيجي، وذلك بحضور أعضاء الوفدين التركي والعراقي، من وزراء ومستشارين.

وذكر البيان أنّ المذكرة وقعها عن الجانب العراقي وزير النقل رزاق محيبس، وعن الجانب التركي وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، ووقع عن الجانب القطري وزير المواصلات جاسم بن سيف السليطي، ووقع عن الجانب الإماراتي وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل محمد المزروعي.

وتتضمن المذكرة قيام الدول الموقعة بوضع الأطر اللازمة لتنفيذ المشروع، وفقاً للبيان الذي أكد أنّ “مشروع طريق التنمية الاستراتيجي، سيسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز علاقات التعاون الإقليمي والدولي من خلال تحقيق التكامل الاقتصادي والسعي نحو اقتصاد مستدام بين الشرق والغرب، كما سيعمل على زيادة التجارة الدولية وتسهيل التنقل والتجارة، وتوفير طريق نقل تنافسي جديد، وتعزيز الرخاء الاقتصادي الإقليمي”.

بدورها، ذكرت الرئاسة التركية، في بيان عقب محادثات بين الرئيس التركي ونظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، أنّ “الرئيس أردوغان ذكر أنّ لدى تركيا تطلعات من بغداد حيال مكافحة تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي في العراق، مؤكداً في هذا الإطار ضرورة تطهير العراق من جميع أشكال الإرهاب”.

ونشرت رئاسة الجمهورية العراقية تعليقات لرشيد، أكبر مسؤول عراقي ينتمي إلى الأكراد، أكد فيها “أهمية العمل والتنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب”، كما أشار إلى أنّ “العراق يرفض أن تكون الأراضي العراقية منطلقا للاعتداء أو تهديد دول الجوار، كما نرفض أي اعتداء أو انتهاك تتعرض له المدن العراقية”. وأوضحت الرئاسة العراقية أن رشيد أكد “ضرورة معالجة ملف المياه وضمان حصة عادلة للعراق لسد احتياجاته”.

ووصل أردوغان إلى العاصمة العراقية بغداد، في وقت سابق اليوم، على رأس وفد رسمي حكومي وأمني، في زيارة رسمية من المقرر أن يجرى خلالها التوقيع النهائي على 22 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين العراق وتركيا، تتركز على ملفات الأمن والحدود والطاقة والمياه والاقتصاد والتجارة.

الزيارة التي تُعد الأولى من نوعها للرئيس التركي منذ ما يزيد عن 12 عاماً، جاءت عقب سلسلة لقاءات وزارية عراقية تركية في بغداد وأنقرة للتفاهم على جملة من الملفات المشتركة، كان واضحاً فيها تَصدّر ملفي حزب العمال الكردستاني وأنشطته في العراق ومياه نهري دجلة والفرات، إضافة إلى مشروع طريق التنمية الرابط بين مدينة البصرة على مياه الخليج العربي، جنوبي العراق، مع الأراضي التركية.

ويرافق أردوغان وزراء الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، والداخلية علي يرلي قايا، والتجارة عمر بولات، والنقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، والزراعة والغابات إبراهيم يوماقلي، والطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح قاجر، كما يرافقه رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون، ومستشار الرئيس للسياسات الخارجية والأمنية عاكف تشاغتاي قليج.

ومن المقرر أن يعقد أردوغان في زيارته التي تستغرق يوماً واحداً فقط اجتماعات أيضاً في أربيل، عاصمة إقليم كردستان، حيث يلتقي المسؤولين الأكراد.

ووفقاً لموجز قدمه المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، في وقت سابق اليوم فإنه “من المقرر توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين بين البلدين إلى جانب توقيع 20 مذكرة تفاهم خلال زيارة أردوغان إلى بغداد، وستكون هناك ضمانات لتنفيذها”. وأشار العوادي إلى أن المؤتمر الصحافي المشترك بين الرئيس التركي ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني سيوضح الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، مؤكداً أنّ الاتفاقيات والتفاهمات تتعلق بالأمن والمياه ومشروع طريق التنمية والاقتصاد والتبادل التجاري.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى