استهلاك الطاقة في إيران 4 أضعاف انجلترا وضعفَي المعدل العالمي

تظهر الإحصائيات الأخيرة أن كثافة استهلاك موارد الطاقة في إيران أعلى بكثير مقارنة بالدول الأخرى، بما في ذلك الدول الغنية بالنفط.

ميدل ايست نيوز: تشير الدراسات إلى وجود علاقة عكسية بين التنمية الاقتصادية وكثافة موارد الطاقة، مما يعني أن المجتمعات الأكثر تقدما وتمتلك اقتصادات أكثر كفاءة لديها كثافة أقل في استخدام موارد الطاقة. كذلك، تظهر الإحصائيات الأخيرة أن كثافة استهلاك موارد الطاقة في إيران أعلى بكثير مقارنة بالدول الأخرى، بما في ذلك الدول الغنية بالنفط وحتى الصين، التي تعد قطب الإنتاج الصناعي في العالم.

ووفقا لآخر الإحصائيات التي نشرها البنك الدولي ووكالة الطاقة الدولية، وأوردها موقع إكوايران، ورغم امتلاك إيران لموارد نفطية ضخمة، إلا أنها من بين الدول ذات كثافة الطاقة العالية. (تشير كثافة الطاقة المرتفعة إلى ارتفاع سعر أو تكلفة تحويل الطاقة إلى الناتج المحلي الإجمالي. وتشير كثافة الطاقة المنخفضة إلى انخفاض سعر أو تكلفة تحويل الطاقة إلى الناتج المحلي الإجمالي). وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن كثافة استهلاك الطاقة في إيران تبلغ 4 أضعاف استهلاك إنجلترا، و2.7 ضعف استهلاك اليابان، و3.2 أضعاف استهلاك ألمانيا، وضعفي استهلاك الهند، و3.4 أضعاف استهلاك تركيا، و1.4 أضعاف استهلاك السعودية، وضعفي معدل استهلاك الطاقة في العالم أجمع.

وفي تقرير مؤسسة الدراسات الاقتصادية لغرفة طهران والذي حمل عنوان “نظرة على مؤشرات استهلاك الطاقة وسياسات كفاءة الطاقة في دول مختارة”، يشار إلى أن تحليل التغيرات في كثافة الطاقة في الدول الصناعية يظهر أن هذه الدول شهدت انخفاضا كبيرا في هذه الساحة في السنوات الأخيرة. ويرجع ذلك أساسًا إلى تحسين كفاءة موارد الطاقة من خلال استخدام التقنيات المتقدمة بالإضافة إلى اعتماد تدابير مختلفة لتوفير استهلاك الطاقة.

استهلاك مكيفات الهواء في إيران يعادل استهلاك الكهرباء لـ 120 مليون نسمة

وتظهر الدراسات الاستقصائية أن كثافة الطاقة قد انخفضت في معظم مناطق العالم في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، تم استبعاد إيران وقطر من هذا الاتجاه، إذ ما زالت هاتين الدولتين تشهدان مستويات عالية من كثافة موارد الطاقة.

انخفاض بنسبة 1.7% في كثافة الطاقة العالمية

وبحسب هذا التقرير يمكن القول إن كثافة الطاقة في العالم قد انخفضت بنسبة 1.7% في المتوسط بين عامي 2010 و2020. وفي حال تحقق سيناريو الانبعاثات الصفرية للكربون بحلول عام 2050، فإن كثافة الطاقة في الاقتصاد العالمي ستنخفض بنسبة 35% بحلول عام 2030 مقارنة بالمستوى الحالي. ما هو مؤكد أن هذا التحسن في مؤشر كثافة الطاقة يتطلب جهدًا أساسيًا ومنسقًا من قبل الحكومات لتنفيذ السياسات والتدابير المتعلقة بكفاءة الطاقة. ووفقا لتقرير كفاءة الطاقة لعام 2023 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، كانت الصين الرائدة عالميا في السنوات الأخيرة في تحسين مؤشر كثافة الطاقة بمتوسط تحسن سنوي قدره 3.8% خلال الفترة 2010-2020.

“أكثر من ضعفي المتوسط ​​العالمي”… استهلاك المحروقات في إيران يعادل 7 ملايين برميل من النفط يوميا

ويشار في هذا التقرير إلى أن العلاقة بين كفاءة الطاقة وسعر الطاقة هي أحد المواضيع التي حظيت باهتمام صناع السياسات والمخططين في قطاع الطاقة بعد أزمة الطاقة العالمية الأولى. ولهذا السبب، شجع ارتفاع الأسعار في بعض البلدان على انخفاض الطلب من الشركات والأسر، بحيث مع ارتفاع أسعار الطاقة في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب فصل الشتاء المعتدل نسبيا في هذه المنطقة، انخفض استهلاك الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي في الفترة من أغسطس إلى نوفمبر 2022 بنسبة 20% مقارنة بالسنوات السابقة.

وتشير التقييمات إلى أن مؤشر أسعار الطاقة ارتفع من 47.9 عام 1992 إلى 299.5 عام 2022. ونما مؤشر أسعار الطاقة عام 2022 مقارنة بعام 2021 بنحو 63.6% نتيجة الطلب على المزيد من الوقود والطاقة بسبب تعافي الاقتصادات بعد وباء كورونا والتوترات الجيوسياسية.

ولفت البنك الدولي إلى أن الاتجاه الحالي لأسعار الطاقة في إيران قد أدى إلى انخفاض كبير في كفاءة استخدام موارد الطاقة، وأن إصلاح أسعار الطاقة في البلاد يعد ضرورة لا يمكن إنكارها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 − 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى