كيف تؤثر أزمة العزوبية على الاقتصاد الإيراني؟
تشير التوقعات إلى أن كبار السن سيشكلون أكثر من ثلث سكان إيران خلال العقود الثلاثة المقبلة.

ميدل ايست نيوز: تشير التوقعات إلى أن كبار السن سيشكلون أكثر من ثلث سكان إيران خلال العقود الثلاثة المقبلة، وهم الأفراد الذين سيتركون سوق العمل أو لديهم دور بسيط في هذا السوق. وعلى وقع هذا، يجب أن يكون نظام الرعاية الصحية مستعدا بكل قدرتها لعلاج أمراض الشيخوخة. لكن ووفقا لبعض الروايات الرسمية في قطاع الصحة الإيراني، فإن نحو 40% من أسرة المستشفيات يشغلها كبار السن. ونظرًا للزيادة في عدد كبار السن في المستقبل، فمن المحتمل أن يشغلوا حصة أكبر من أسرة المستشفيات.
وكتب موقع جهان صنعت نيوز، أن بعض كبار السن ليس لديهم عائلة ليقضوا شيخوختهم برفقتها، وربما ينبغي للحكومة أن تفكر في مراكز رعاية المسنين. وبطبيعة الحال، ينبغي تدريب الأفراد على رعاية كبار السن. بمعنى، أن القوى العاملة المتخصصة في مراكز رعاية المسنين تعتبر قضية أخرى مهمة في هذا الصدد.
كل هذه الأمور ليست سوى جزء من تحديات هذه الحقبة التي تمر بها إيران ومشكلة كبيرة لاقتصاد البلاد. في الوقت نفسه، فإن العزوبة المطلقة لجيل (الثمانينيات) تثير مخاوف أخرى، ناهيك عن إحصائيات التسرب المدرسي بين فتيات المرحلة الثانوية والتي تظهر زيادة في زواج الأطفال وهي قضية تشكل أزمة على غرار ما سبقها. ويأتي هذا في وقت لم تجد الحكومات الإيرانية حلاً لها إلى الآن.
17 مليون و800 ألف فتاة تحت سن الثلاثين
وقالت خبيرة السكان شهلا كاظمي بور، في مؤتمر صحفي بوزارة الصحة، في إشارة إلى التوقعات لعام 2021 والتي تم تقديرها بناء على إحصائيات عام 2016: بحسب إحصائيات عام 2021، يبلغ إجمالي عدد الفتيات تحت سن 15 عامًا في إيران 9 ملايين و540 ألفًا وبين 15 و30 عامًا نحو 8 ملايين و520 ألفًا، ومن بينهم هناك 5 ملايين و770 ألف فوق 15 عام غير متزوجة، ومن بين ذلك العدد نحو 3 ملايين و200 ألف فتاة تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 30 عامًا، و640 ألف بين 30 إلى 34 عامًا، و530 ألف بين 35 إلى 39 عامًا.
وفي إشارة إلى العزوبة المطلقة للفتيات المولودات في سبعينيات القرن الماضي، قالت شهلا كاظمي بور: بلغت حتى الآن إحصائيات العزوبة المطلقة للرجال 2% وللنساء 1.8%، لكن في الفترات الأخيرة تزايدت العزوبة المطلقة للنساء، بحيث أصبحت العزوبة المطلقة النساء ما يقرب من 5٪ فيما لم تتجاوز عزوبة الرجال الـ 2%.
الفقر والعزوبة المطلقة
من ناحيته، أكد الطبيب مصطفى آب روشن، أننا شهدنا خلال العامين الماضيين زيادة في نسبة العزوبة بين جيل السبعينيات وخاصة النساء، وقال: لقد حذرنا السلطات من ذلك، لكن حتى الآن لم يكن للحوافز الحكومية ولا قروض الزواج أي تأثير، إذ كيف يمكن لشاب لا يتصور لنفسه مستقبلاً وظيفيًا واضحًا أن يوافق على الزواج؟
وأضاف: القرارات طويلة المدى مثل الزواج تتطلب درجة معينة من الاستقرار الاقتصادي مثل التوظيف والسكن واستقرار الأسعار ورؤية واضحة للمستقبل. وفي الوضع الذي تصبح فيه شروط توفير منزل وحتى الإجار للشباب كل يوم أكثر قتامة وأكثر غموضا، فإن استمرار هذه الأجواء لن يكون له تأثير جيد على سن زواج الشباب.
وأكد هذا الطبيب أن عددا من الشباب يعزون انخفاض معدل الزواج إلى كثرة حالات الطلاق في البلاد والخوف من بدء حياة جديدة.
وقال في هذا الصدد: إن التبعات القانونية والاقتصادية والنفسية للطلاق مقلقة للغاية. هذه العوامل تزيد بشكل كبير من خطر الحصول على حياة جيدة لتكوين أسرة، لذا فإن الطلاق يعد عامل فعال ويسبب الخوف في قبول تحمل المسؤولية من قبل الشباب.
وذكر: تظهر الإحصائيات زيادة في معدل التسرب المدرسي بين فتيات المدارس الثانوية والذي رافقه ارتفاع مخيف في زواج القاصرات والأطفال. ولعلّ الفقر يعد أهم أسباب هذه الظاهرة. الجدير بالذكر أن بعض هذه الزيجات تكون شكلية فقط للحصول على قروض وحوافز أخرى، إلا أن هؤلاء الفتيات يقعن ضحايا الفقر.
ويعتبر عالم الاجتماع هذا أن الرغبة في العمل والدراسة والمنافسة في الحياة الحضرية من الأسباب الأخرى لارتفاع سن الزواج لدى الشباب ويقول: إن تأخير الزواج، الذي يعتبره بعض الخبراء موضة، ليس السبب في ارتفاع سن الزواج، بل الظروف التي فرضت نمط الحياة هذا على الشباب.