عبد الناصر همتي.. اقتصادي إصلاحي يترشح مجدداً إلى الرئاسة الإيرانية
ترشح المحافظ السابق للبنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي للمرة الثانية لانتخابات الرئاسة الإيرانية، بعد توجهه اليوم الجمعة إلى مقر الداخلية الإيرانية، وتقديم طلب ترشحه هناك.
ميدل ايست نيوز: ترشح المحافظ السابق للبنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي للمرة الثانية لانتخابات الرئاسة الإيرانية، بعد توجهه اليوم الجمعة إلى مقر الداخلية الإيرانية، وتقديم طلب ترشحه هناك. وقبل الإعلان عن ترشحه، لمح همتي إلى احتمال ترشحه إلى الرئاسة الإيرانية في منشور عبر منصة “إكس”، بكتابة رقم “14”، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الـ14 في إيران، والتي فرضت نفسها بشكل مبكر على الساحة الإيرانية، بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه في حادث تحطم طائرته في 19 الشهر الحالي. كما كتب همتي في تغريدته أن “المستقبل واضح”.
ويُعدّ همتي المرشح البارز الثاني الذي تقدم بأوراق ترشحه في اليوم الثاني من فتح باب الترشح، وذلك بعد ترشيح الرئيس السابق للبرلمان الإيراني علي لاريجاني، صباح اليوم الجمعة. كما تقدم برلمانيان سابقان اليوم أيضاً بأوراق ترشحهما، هما الاقتصادي المحافظ المعتدل محمد خوش جهره، ومحمود أحمدي بيغش من السياسيين الداعمين للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد.
وبعد تسجيل ترشحه في الداخلية الإيرانية، قال همتي لوسائل إعلام إيرانية، إنه ترشح ليعلن أنه “ما زال لديه الأمل بالمستقبل”، لافتاً إلى أن مستقبل إيران يصنعه الشباب الباحثون عن العزة والرخاء. وأكد همتي في تصريحاته ضرورة خلق “التوافق الوطني لأجل رفع العقوبات”، وإبعاد من وصفهم بأنهم منتفعو العقوبات عن ثروات الشعب، لأجل إحباط مفاعيلها. وتابع أنه حذر قبل ثلاث سنوات من تدهور الوضع الاقتصادي، وهو اليوم أيضاً لا يناسب الشعب، مضيفاً أن “التضخم الواسع والفاحش” في هذه المرحلة، و”الهبوط الحاد” لقيمة العملة الوطنية، وكذلك استمرار العقوبات “الظالمة”، قد جعلت كلها إمكانية النمو والازدهار في البلاد “محدودة بشدة”.
وهذه هي المرة الثانية، التي يترشح فيها الاقتصادي الإصلاحي عبد الناصر همتي للرئاسة الإيرانية، بعد ترشحه عام 2021 إلى جانب مرشحين محافظين، لكن لم تكن له حظوظ بالفوز في ظل عزوف الإصلاحيين عن دعمه والمشاركة في الانتخابات الـ13 التي سجلت أدنى نسبة مشاركة في تاريخ البلاد منذ عام 1979، بعدما بلغت النسبة 48.8 في المائة. وخلال حملته في تلك الانتخابات ومناظراته، وجه همتي انتقادات حادة لمنافسيه المحافظين، بالذات الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وظل خلال السنوات الثلاث الأخيرة ينتقد سياساته وفريقه الاقتصادي.
ويُحسب عبد الناصر همتي على التيار الإصلاحي الإيراني، وهو عضو سابق بالمجلس المركزي لحزب كوادر البناء المحسوب على اليمين الوسط في بداية تأسيسه على يد مقربين من الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، قبل أن يلتحق لاحقاً بالأحزاب والتيارات الإصلاحية الإيرانية. ووُلد همتي عام 1956 في مدينة كبوتر آهنغ في محافظة همدان غربي إيران، وهو حاصل على شهادة الدكتوراة في الاقتصاد بجامعة طهران. ويُعرف همتي بأنه مؤسس قطاع التأمين الأهلي في إيران.
بدأ همتي، مشواره في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، بعد الثورة الإسلامية عام 1979، تقلد فيها مناصب إدارية، في مقدمتها نائب رئيس الهيئة للشؤون السياسية. وتولى لـ12 عاماً رئاسة التأمين المركزي لإيران، فضلاً عن العضوية في اللجنة الاقتصادية بالمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لخمس سنوات. كما عمل همتي في السلك الدبلوماسي الإيراني، حيث كان سفيراً لبلاده لعامين في الصين من 2016 إلى 2018، ثم محافظاً للبنك المركزي الإيراني بين عامي 2018 و2021.