وحيد حقانيان.. متنفذ سابق في مكتب المرشد الأعلى الإيراني يترشح للرئاسة الإيرانية

قدم اليوم السبت القائد العسكري السابق وحيد حقانيان الذي كان ناشطاً في الشؤون الخاصة بمكتب المرشد الإيراني الأعلى في السنوات الأخيرة، أوراق ترشحه في الانتخابات الرئاسية.

ميدل ايست نيوز: قدم اليوم السبت القائد العسكري السابق وحيد حقانيان الذي كان ناشطاً في الشؤون الخاصة بمكتب المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، في السنوات الأخيرة، أوراق ترشحه في الانتخابات الرئاسية المبكرة المزمع عقدها في 28 يونيو/ حزيران المقبل بعدما أصبح المنصب الرئاسي شاغراً بعد حادث تحطم مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي ووفاته في الـ19 من مايو/ أيار الماضي.

وولد حقانيان عام 1962 في محافظة أصفهان وسط إيران، وكان مسؤولاً عن توصيل قرارات المرشد الأعلى ووجهات نظره إلى مختلف المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية حين اشتغاله في مكتب المرشد، وكان قائد دوريات “ثار الله” الأمنية للحرس الثوري الإيراني عام 1985 في طهران. ولا توجد معلومات وافية عن حقانيان في وسائل إعلام إيرانية، ما دفع على ما يبدو صحافيين إلى مطالبته فور دخوله مقر وزارة الداخلية الإيرانية لتقديم أوراق ترشحه بإظهار هويته أمام كاميرات التصوير.

وأكد وحيد حقانيان في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية أنه ترشح بقرار شخصي، قائلاً إن تجاوز هذه المرحلة “التاريخية” والأزمات الناتجة من النظام العالمي الجديد في حاجة إلى استغلال “العقل الجماعي والمشاركة الواسعة للشعب واستخدام القدرات المادية والمعنوية للبلاد”.

وانقطع التيار الكهربائي لدقائق أثناء كلمة حقانيان في مقر وزارة الداخلية الإيرانية، ما دفعه إلى القول “آمل ألا يكون ذلك متعمداً”، مضيفاً أنه على معرفة كاملة بقضايا البلاد، وداعياً إلى ضرورة أن يكون لعقلاء إيران مكانتهم.

وشدد حقانيان على أنه طيلة مسيرة عمله خلال 45 عاماً في المواقع العليا للمنظومة الإدارية والتنفيذية وصناعة القرار في البلاد لم ولن يكون عضواً في الأحزاب ولا منتمياً إلى التيارات السياسية في البلاد، قائلاً إنه تمكن من خلال مشاركته المباشرة في الحرب الإيرانية العراقية وعمليات الاستجابة لأزمات بيئية مثل السيول والزلازل من نسج “علاقات كافية مع جميع أطياف المجتمع” ومعرفة مواطن القوة والضعف والنواقص.

وأكد أن ما دفعه إلى الترشح هو “المرحلة التاريخية المهمة” التي تمر بها إيران والعالم، مضيفاً أن بلاده اليوم في حاجة إلى “فن الإدارة” لتوظيف قدرات جميع المواطنين والمسؤولين وأصحاب الفكر والرأي فيها.

بدأ يسطع نجم وحيد حقانيان في عالم السياسة الإيرانية، بعد انضمامه إلى مؤسسة القيادة، رغم أنه لا معلومات دقيقة عن بداية التحاقه بالمؤسسة، لكن بدأ يظهر بشكل لافت في نشاطاتها منذ عام 2008 تقريباً، إلى أن أصبح شخصية متنفذة فيها، ويعرف باسم “سردار وحيد” أي العميد وحيد، ومن كبار مسؤولي المكتب ومساعده للشؤون التنفيذية، فكان يرافق المرشد الأعلى في كل نشاطاته تقريباً، ويظهر في لقاءاته وزيارته.

وفي عام 2009 بعد انتخابات رئاسية مثيرة للجدل، أعلن فيها فوز محمود أحمدي نجاد، وفي مراسم تسليم الرئاسة من المرشد الإيراني، كان حقانيان هو الذي سلّم ورقة التنصيب إلى  المرشد الأعلى ليسلمها إلى أحمدي نجاد، في حين كان النهج السائد في البلاد، هو أن يقوم الرئيس الإيراني السابق أو رئيس مجلس خبراء القيادة بذلك، لكن راج حينها أن الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي كان في خلاف شديد مع أحمدي نجاد، رفض المشاركة في حفل التنصيب.

أدرجته وزارة الخزانة الأميركية، في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، على قائمة العقوبات إلى جانب 9 شخصيات من المسؤولين والمقربين من المرشد الإيراني الأعلى. وفي بيانها، وصفت الخزانة الأميركية، وحيد حقانيان بأنه “اليد اليمنى للزعيم الأعلى”، فضلاً عن اتهامات له وللشخصيات الأخرى التي شملتهم العقوبات، بأنهم “ينفذون سياساته المزعزعة للاستقرار”.

وحيد حقانيان المثير للجدل

لكن منذ قرابة أربع سنوات تقريباً، أي بعد الانتخابات الرئاسية السابقة، بدأ يتراجع دور حقانيان في مؤسسة القيادة وأصبح يغيب بالتدرج عن الأضواء حيث لم يعد يرافق المرشد خلال السنوات الأخيرة كما في السابق. حينها، كتب حقانيان مقالاً حول الانتخابات التي فاز فيها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، نشرته وسائل إعلام إيرانية، ما أثار غضب وانتقادات أوساط محافظة ووسائلها الإعلامية.

وقال حقانيان في مقاله إن وجود المرشحين الآخرين إلى جانب رئيسي كان “مدداً ربانياً”، مضيفاً أن هؤلاء المرشحين ضحوا بأنفسهم لأجل الثورة الإسلامية، حيث قال إنه “في ظل الظروف الناتجة من رفض الترشيحات (من قبل مجلس صيانة الدستور)، ومقاطعة الانتخابات عن طريق الأجانب وحتى أحمدي نجاد، لو كان هؤلاء المرشحون الثلاث قد انسحبوا من السباق بعد انسحاب مرشحين آخرين لكان ذلك يشكل تحدياً كبيراً أمام النظام المقدس للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حتى لو كانت الداخلية ترفض ذلك”، أي طلبات انسحابهم.

حينها، اعتبرت وسائل إعلام محافظة أن تصريحات حقانيان تحمل دلالات على أن الانتخابات “استعراضية”، حيث انتقدته وكالة “تسنيم” المحافظة، حينها، واصفة مقاله بأنه “مسبب للخسارة”، مخاطبة إياه بالقول “يحق لك أن يكون لك رأيك ناشطاً، لكن عندما تعلن خروجك من مكتب القائد”.

كما انتشر مقطع جدلي مصور لحقانيان، خلال تفقده المتضررين من الزلزال في مدينة سربل ذهاب في محافظة كرمانشاه، عام 2017، سب فيه إسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الإيراني السابق. إثر تداول المقطع على شبكات التواصل، قال حقانيان إنه لم يكن ينبغي نشر الفيديو وإن تصريحاته كانت في لقاء خاص مع عدة أشخاص، وإنه لم يقصد الإساءة إلى جهانغيري.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى