“منازل تحترق من تلقاء نفسها”… سلسلة حرائق في قرية نائية تنسب إلى الجن

تحولت الحرائق في إحدى المناطق الريفية شبه النائية في سيستان وبلوشستان إلى أغرب قصص الحرائق المجهولة في تاريخ إيران.

ميدل ايست نيوز: تحولت الحرائق في إحدى المناطق الريفية شبه النائية في سيستان وبلوشستان إلى أغرب قصص الحرائق المجهولة في تاريخ إيران.

وقالت وكالة خبرآنلاين إن المنازل في إحدى مناطق محافظة سيستان وبلوشستان الريفية تتعرض للحرق الواحد تلو الآخر. أصاب هذا الأمر سكان القرى بالرعب لغموض السبب وراء هذه الحرائق.

“بارود” هي قرية أثارت غضب “الجن” بحسب سكان هذه المنطقة. خلال الأسبوعين الأخيرين وحتى تاريخ نشر هذه المادة، التهمت النيران خمسة منازل في بارود بمعدل مرة واحدة كل أربعة أيام.

ووصف السكان المحليون هذه الحرائق المتسلسلة بغير الطبيعية، تقول امرأة من قرية بارود: من المحتمل أن تكون هذه الحرائق بسبب الثعبان الذي قتل في الصحراء على يد أحد السكان.

وتتابع هذه المرأة التي تؤمن بالخرافات القديمة: “لم يكن ثعباناً بالطبع؛ لا بد أنه كان جني”.

في المعتقد الشعبي، يعزو القرويون هذه الحرائق المتسلسلة إلى غضب الجن. وهو ما دفعهم خلال هذين الأسبوعين إلى طلب العون من الملالي المحليين لإبطال التأثير الغامض لهذه الأحداث.

تقول فاريبا فولادي، إحدى سكان قرية بارود، عن هذه الأحداث: تعيش حاليًا 10 عائلات في هذه القرية، وللأسف اشتعلت النيران في نصف منازلهم واحترقت.

وأشارت فولادي إلى اعتقادات أهل القرية حول سبب الحرائق، فقالت: نعتقد في هذا المكان أن هذه الأحداث من عمل الجن. شخص من قريتنا قتل وأحرق ثعبانًا في الصحراء، والذي ربما لم يكن ثعبانًا.

وفي إشارة إلى حالة مماثلة، توضح هذه السيدة: منذ فترة، وقعت حادثة مماثلة في قرية جورناجان، واحترقت المنازل بنفس الطريقة. وهناك اعتقاد سائد هناك أن هذا من فعل الجن.

وتصف السيدة فولادي الوضع الحالي بأنه صعب ومثير للقلق بالنسبة لأهالي هذه القرية وتتابع: خلال هذه الفترة، ينام سكان بارود خارج منازلهم خوفًا من التعرض للحرق. علما أن القسم الآخر من القرية لم يعد صالحا للحياة.

وتعتبر هذه القرية من المناطق التي يعاني أهلها من الفقر الثقافي والاقتصادي الشديد.

ويقول الملا جان محمد فولادي، أحد الناشطين الشعبيين في قرية كهيري، في معرض الإشارة إلى هذه الثقافة والمشاكل التي تواجه سكان القرية: يرى أهل هذا المكان أن قيمة الناس تقاس على أساس مكانتهم العرقية والعشيرية، وللأسف منذ أن تم تحرير سكان قرية بارود من نظام السيادة السابق، فإنهم باتوا يعيشون في نوع من العزلة المحلية.

يضيف: كما ترون، تعتمد حياة سكان بارود إلى حد كبير على المساعدات الحكومية والمتبرعين الخيريين.

ويتابع فولادي، الذي توجه بنفسه إلى المكان لإطفاء الحريق يوم الحادثة: مع توالي هذه الأحداث أصبحت معيشة هؤلاء السكان صعبة. بعد يوم على الحريق، تم تقديم قدر بسيط من المساعدة من قرية أو قريتين مجاورتين، وهو ما لا يكفي على الإطلاق. في الوضع الطبيعي، وبسبب بعد سكان هذه القرية عن سوق المدينة، يواجهون مشاكل في توفير الاحتياجات اليومية الأساسية لحياتهم، في كثير من الأحيان.

ويعاني سكان بارود اليوم من عجز في إعادة بناء منازلهم، فضلا عن شعور الخوف والقلق من حدوث حريق جديد وتدمير منازلهم مرة أخرى.

وأشار أهالي القرية إلى حضور فرق الهلال الأحمر واللجنات الإغاثية، لكنهم قالوا إن المساعدات اقتصرت على نصب خيم لا يمكن الاستفادة منها كثيراً في هذا الحر الشديد، وتقديم بعض المعلبات والأرز وغيرها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى