مشروع قرار أوروبي يدين إيران لعدم تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية

قدّمت لندن وباريس وبرلين إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشروع قرار يدين إيران لعدم التعاون مع الوكالة، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة.

ميدل ايست نيوز: قدّمت لندن وباريس وبرلين إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء الاثنين، مشروع قرار يدين إيران لعدم التعاون مع الوكالة، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة، وفق ما أفاد دبلوماسيان. ويعد هذا التحرك المناورة الدبلوماسية الأحدث لقوى غربية تخشى من أن تكون طهران تسعى لتطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه الأخيرة على الدوام. وأفاد مصدر وكالة فرانس برس بأنه “تم تقديم النص رسمياً”، ثم أكد مصدر آخر هذه المعلومات.

وفي معرض تبرير الخطوة، أشارت لندن وباريس وبرلين إلى “الحاجة الملحة للرد على خطورة الوضع”. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة على السلاح النووي التي قامت بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى مرتفع يبلغ 60%، بينما تواصل مراكمة مخزونات هذا المعدن المشع. ومع تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% صارت إيران أقرب إلى مستوى 90% اللازم لصنع القنبلة الذرية، وتجاوزت بكثير نسبة 3.67% المستخدمة في محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية. ويعود آخر قرار يدين إيران أقره مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وقد دفع طهران إلى الإعلان عن تكثيف أنشطة تخصيب اليورانيوم.

ولدى افتتاح الاجتماع، الاثنين، عبّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي مجددا عن مخاوفه قائلا إنه “من غير المقبول الحديث عن الأسلحة النووية، كما يفعل البعض في إيران”. وفي إشارة إلى الرقابة المحدودة المتاحة للوكالة حاليا على برنامج طهران النووي، حذّر غروسي من أن “الفجوة المعرفية الحالية… تجعل من الصعب للغاية العودة إلى النهج الدبلوماسي”.

وخلال الاجتماع الأخير في مارس/آذار الفائت، أعدّت لندن وباريس وبرلين نصا قبل أن تتراجع بسبب غياب الدعم الأميركي. ورغم أن واشنطن تنفي رسميا عرقلة جهود حلفائها الأوروبيين، إلا أنها تخشى أن يفاقم توجيه اللوم إلى طهران التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

“أساسي وملح”

إلا أنّ مصادر دبلوماسية تعتبر أن السياسة الحالية غير قابلة للاستمرار نظرا إلى التصعيد الحاصل، مضيفة أن “الموقف الأميركي قد يتبدل” بحلول موعد التصويت على مشروع القرار في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وتدهورت العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كبير، وتواجه الوكالة الأممية صعوبة في الحصول على ضمانات بشأن “الطابع السلمي” لبرنامج طهران النووي.

في مطلع مايو/أيار الفائت، زار المدير العام للوكالة رافاييل غروسي إيران لمعاودة الحوار، داعيا إلى “نتائج ملموسة بأسرع وقت ممكن”. لكن مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث مروحية أدى إلى تعليق المحادثات. لكن دبلوماسيين يعتبرون ذلك ذريعة للمماطلة.

ورفض غروسي تلك الانتقادات وقال، الاثنين، إن التعليق “ليس جزءا من أي تكتيك للمماطلة” من جانب إيران. وأضاف أنه مستعد “للجلوس مع السلطات الجديدة” بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 يونيو/حزيران الحالي.

وينص مشروع القرار الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس على وجوب أن توفر إيران وعلى نحو “ملح” تفسيرا “مقنعا من الناحية التقنية” لوجود آثار يورانيوم في موقعين غير مصرح عنهما. بالإضافة إلى ذلك، يتعيّن على إيران “التراجع عن سحب تصريحات العديد من مفتشي الوكالة أصحاب الخبرة، وإعادة توصيل الكاميرات المستخدمة لمراقبة الأنشطة النووية دون تأخير”.

من جهة أخرى، يشير مشروع القرار إلى “القلق” الناجم عن “التصريحات العلنية الأخيرة في إيران حول قدرتها من الناحية الفنية على إنتاج السلاح النووي واحتمال حصول تغييرات في عقيدتها النووية”.

رد إيران سيكون “جدياً وفعالاً”

تخلت إيران تدريجياً عن التزاماتها ضمن الاتفاق الدولي المبرم العام 2015 مع الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بشأن برنامجها النووي. وكان من شأن هذا الاتفاق أن يحد من الأنشطة الذرية الإيرانية في مقابل رفع العقوبات الدولية عنها. إلا أن الاتفاق انهار بعد الانسحاب الأميركي الأحادي منه بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2018.

وقال المحلل الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية نيسان رافاتي، لوكالة فرانس برس، إن “المواجهة بين أعضاء المجلس تعكس مأزقا أوسع بشأن إيران، في ظل ضعف النشاط الدبلوماسي وتزايد القلق حيال برنامج يتسع نطاقه تحت إشراف دولي محدود”. وحذّر المستشار السياسي للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي علي شمخاني، السبت، على منصة إكس من أنه إذا “تبنت بعض الدول الأوروبية المضلَّلة… موقفا عدائيا تجاه إيران… في المجلس، فإنها ستواجه ردا جديا وفعالا من بلادنا”.

أما موسكو التي تقرّبت من طهران في السنتين الأخيرتين، فقد حذّر سفيرها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ميخائيل أوليانوف عبر منصة إكس من أن مشروع القرار هذا “معاد لإيران … ومن شأنه أن يفاقم الوضع على نحو جدي”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى