من تزيين الأضحية إلى مراجيح الخطيئة… تقاليد غريبة للإيرانيين في “عيد الأضحى”
عيد الأضحى هو أحد أكبر الأعياد الدينية لدى المسلمين، والذي يتم الاحتفال به في عدة مدن إيرانية بأشكال وصور مختلفة.

ميدل ايست نيوز: عيد الأضحى هو أحد أكبر الأعياد الدينية لدى المسلمين، والذي يتم الاحتفال به في عدة مدن إيرانية بأشكال وصور مختلفة، ولكن مع ذلك، تستعد معظم الأقوام الإيرانية والعرقيات لهذا العيد قبل عدة أيام عبر عدة أمور مشتركة منها ارتداء الملابس الجديدة، وإعداد الحلويات المتنوعة، وتزيين الحي والمنطقة.
وكتبت وكالة إيسنا في تقرير لها، أنه يتم الاحتفال بالمناسبات الدينية في إيران بعادات وتقاليد خاصة لها ألوان ونكهات تختلف من منطقة إلى أخرى. ورغم أن بعض العادات هذه الأيام لم تعد تُمارس كما كانت في الماضي، إلا أن تبادل الزيارات والتبرع باللحوم وزيارة العائلات الفقيرة وأخذ الهدايا من أهل العريس للعروسين وما إلى ذلك لا تزال تُمارس في بعض المدن. لكن في بعض المدن يتم الاحتفال بعيد الأضحى بأجواء مختلفة.
بالنسبة للتركمان، يبدأ “قربان بايرام” أو عيد الأضحى في اليوم السابع من ذي الحجة. في هذا اليوم تقوم هذه العرقية بتنظيف جميع أثاث المعيشة في المنزل. واليوم التالي، الثامن من ذي الحجة، يسمى لديهم بـ “عيد الموتى” ويتبرعون فيه بـ “باسدق” (نوع من الخبز) للفقراء.
وفي التاسع من ذي الحجة هو “ديري عيد” أو يوم الأحياء، ويلبس الجميع في هذا اليوم أحسن وأنظف الثياب. وفي العاشر من ذي الحجة أو “القربانليق” هو يوم التضحية في سبيل الله. اليومان الحادي عشر والثاني عشر هما أيام تقديم الصدقات أو “جاقر مق” والتي تعني الدعوة. وبحسب العادات التركمانية، يجب على كل عائلة في يوم عيد الأضحى أن تذبح خروفاً أو ماعزاً أو بقرة حسب قدرتها.
وفي صباح العيد يصوم الجميع حتى تتم الأضحية، ولا يفطرون حتى يأكلوا لحم الأضحية. يذهب الرجال إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة وصلاة عيد الأضحى. ثم عند الذبح يحفرون حفرة في الأرض ويتركون كومة صغيرة من التراب في وسطها ويضعون عليها بعض الملح والدقيق. وعندما يسكب دم الضحية في الحفرة، يخلطونه بالمكونات المذكورة ويفركونه على جباههم للتبرك، لاعتقادهم أن هذا الدم مقدس. لکن هذه الرسوم وبعض العادات الأخرى تفقد رونقها وتختفي مع مرور الأيام.
كما أنهم في أيام العيد يتأرجحون على المراجيح وفقا لرسم “سالانجق” الذي يتيح الفرصة للجميع للتأرجح. ويعتقد التركمان أن حمل الخطيئة يقع على عاتق الإنسان، وبالتأرجح تسقط الخطيئة من الكتفين.
ويختار سكان كرمان خروفًا له خصائص مظهرية خاصة للتضحية به في هذا اليوم. يشترون خروفًا يبلغ من العمر عامًا واحدًا وله قرون سليمة ولا توجد به جروح في أجزاء جسده.
ويعد تزيين الخروف المراد التضحية به أمر في غاية الأهمية بالنسبة لسكان هذه المحافظة الإيرانية. إذ يقوم الكرمانيون بدهن جسم الخروف بالحناء أو الأصباغ الكيماوية في الليلة السابقة للعيد، ويربطون أيضا بعض الجرمل واللبان بقطعة قماش حول رقبته، ويعتقدون أن دخان هذا الجرمل مفيد للتخلص من التهاب العيون. كما يقومون بوضع الكحلة على عيون الخروف.
ويتم ذبح الخروف عند غروب أول يوم العيد بسكين بعد أن يقرأوا عليه دعاء خاص، ويوزع لحمه على الأقارب والمعارف والفقراء بنية الرحمة إلى الأموات. ويرى سكان كرمان أن وضع مكعب قطعة من مكعبات السكر في فم الحيوان قبل الذبح يجعل الحيوان لا يشعر بمرارة الموت.
ويطلق سكان سواحل وجزر الخليج على هذا العيد اسم “عيد الأضحى” على عكس الإيرانيين الآخرين الذين يدعونه بـ “عيد قربان”. وبعد صلاة الصبح يزورون المقابر، ثم يعودون إلى بيوتهم فيغتسلون لأداء صلاة العيد في المسجد. كما أن العرب في خوزستان يتبعون التقاليد العربية في عيد الأضحى ورسم يدعى “يزله”. وتعد مراسم “بيرق زنون” إحدى الطقوس التي تحظى بشعبية كبيرة بين بعض العائلات في خوزستان.
وفي أذربيجان، عادة ما يقوم أفراد العشيرة أو الأسرة بشراء حيوان للأضحية من أجل التضحية به في يوم العيد. ثم يقومون بطهي لحم الأضاحي وتوزيعها فيما بينهم.