العقوبات على إيران.. فرصة ذهبية لموسكو

إن العقود التي أبرمها الروس مع السعودية والإمارات، كذلك مواقف موسكو وبكين بشأن الجزر الثلاث، تعود إلى التنازلات التي قدمتها الإمارات والدول العربية للروس.

ميدل ايست نيوز: قال خبير إيراني في شؤون الطاقة إن العقود التي أبرمها الروس مع السعودية والإمارات، كذلك مواقف موسكو وبكين بشأن الجزر الثلاث، تعود إلى التنازلات التي قدمتها الإمارات والدول العربية للروس.

قال مير قاسم مؤمني، لوكالة إيلنا العمالية، في تقييمه للتعاون بين إيران وروسيا في مشاريع النفط والغاز: فيما يتعلق بعقد الـ 25 عام مع روسيا، نتفاوض للتعاون في مجال موارد الطاقة والخدمات الفنية والهندسية والاستخراج المشترك والمقايضات والسياسات المشتركة.

وأضاف: بين البلدين اتفاقيات تتماشى مع الإدارة السليمة لأسعار التصدير العالمية ومنع تأثير الدول الأخرى مثل أمريكا وأوروبا في التسعير وعلى القرارات في مجال الطاقة.

وواصل خبير الطاقة: تعد إيران وروسيا من أكبر منتجي النفط والغاز في المنطقة، بحيث توفر روسيا حتى الآن 60% من استهلاك ألمانيا من الغاز و30% من احتياجات أوروبا من الغاز، لكن أحداث أوكرانيا أثرت في الصادرات، وبالطبع لم يكن لإيران حصة في هذا السوق حتى الآن.

وقال قاسم مؤمني: كل من البلدين مصدر للنفط والغاز، ما يعني أنه من المفترض أن يتعاونا في المناقشات الفنية والسياسات المشتركة، لكن المشكلة هي أن كلاً من إيران وروسيا تخضعان للعقوبات والقيود التي تفرضها أمريكا.

وأردف: الصادرات النفطية تتم بشكل غير رسمي عن طريق الالتفاف على العقوبات، حيث نتنافس في هذا القطاع مع روسيا لإيجاد عملاء وبيع النفط، لأن كلاً من الروس وإيران بحاجة كبيرة إلى أموال النفط، إذ إن ميزانيات البلدين تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز.

وأكد الخبير الإيراني أن هذا الأمر لم يخلق مكانا للتعاون فحسب، بل إلى منافسة شرسة، وهو أمر غير مسبوق بالفعل. يقول: بالتالي، إن التعاون بين البلدين يمكن أن يكون في مجال المبادلات (الخدمات الفنية والهندسية وصنع السياسات)، وهو ما يرجع أيضًا إلى العقوبات المفروضة على البلدين.

وذكر مؤمني أن الحصار المفروض على روسيا وإيران قد خلق فرصة للدول المطلة على الخليج، موضحا: خلق غياب إيران وروسيا الفرص للإمارات وقطر والسعودية وبعض دول شمال أفريقيا مثل ليبيا وحتى العراق.

وواصل: على سبيل المثال، قام العراق في السنوات القليلة الماضية بزيادة عدد آباره، بدأ أيضا بإصلاح وتجديد الحقول وجذب الكثير من الاستثمارات في مجال النفط، بحيث يدخل النفط العراقي إلى السوق قدر الإمكان ويصدر 4 ملايين برميل. وعلى وقع هذا، ستنخفض حاجة العالم للنفط الإيراني والروسي لأنه بالإضافة إلى المنتجين السابقين وطرق التصدير، يتم أيضًا إعادة فتح مصدرين جدد مثل النفط من أذربيجان وتركمانستان وحوض قزوين من طريق باكو – تفليس – جيجان وخط زانغزور.

وواصل: معظم الاتفاقيات بين إيران وروسيا تندرج تحت مناقشة خطوط الالتفاف على العقوبات وتبادل الخبرات والتقنيات الفنية والهندسية حتى يتمكنوا من التعاون في الاستخراج المشترك في بحر قزوين والاستثمار في مشاريع مشتركة، وبخلاف ذلك، لن يتمكنا من لعب دور هام في مجال التصدير نظرا للحظر الأجنبي الذي يخضعان له.

ومضى خبير الطاقة هذا إلى القول إن العقود التي أبرمتها إيران مع روسيا ليست بالمستجدة بالنسبة للنفط الإيراني، يقول: سبب هذا الادعاء هو أن العقود التي أبرمها الروس مع السعودية والإمارات، كذلك مواقف موسكو وبكين بشأن الجزر الثلاث، تعود إلى التنازلات التي قدمتها الإمارات للروس. لذلك فإن هاتين الدولتين تربطهما علاقات استراتيجية وعميقة مع العرب، ورغم المساعدات التي يقدمها الروس لإيران والعلاقات الجيدة فيما بينهم، إلا أن موسكو تتفق إلى حد كبير مع الإمارات والعرب.

وقال: يجب أن نضع في اعتبارنا أن الصناعات الروسية تعتمد على الغرب وأمريكا، أي أن أوروبا وأمريكا استثمرتا في النفط والغاز الروسي وجلبتا التكنولوجيا.

واختتم موضحا: إن الفائدة الكبرى للروس هي اللعب بالفرص، فوقوف إيران بجانب روسيا يعد بمثابة امتياز لموسكو. بمعنى إن عدم اتخاذ أي إجراء ضد المواقف الروسية يعد بمثابة يعد خدمة لهم. ومن هذا المنطلق، يستخدمون الدول العربية لكثب الامتيازات والنقاط. أي أنهم بالتأكيد حصلوا على امتيازات مهمة من هذه الدول فيما يتعلق بالجزر الثلاث. في الحقيقة، إن الروس يبتزون العالم باسم إيران والعلاقات معها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 + واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى