أسعار النفط عند أدنى مستوى في 8 أشهر بفعل مخاوف الركود.. والأسواق تترقب توترات المنطقة
حومت أسعار النفط عند أدنى مستوى في ثمانية أشهر، إذ تفوق تأثير مخاوف من الركود في الولايات المتحدة على القلق من أن يؤثر تصاعد التوتر في الشرق الأوسط على الإمدادات من أكبر منطقة لإنتاج النفط في العالم.
ميدل ايست نيوز: حومت أسعار النفط عند أدنى مستوى في ثمانية أشهر، اليوم الاثنين، إذ تفوق تأثير مخاوف من الركود في الولايات المتحدة على القلق من أن يؤثر تصاعد التوتر في الشرق الأوسط على الإمدادات من أكبر منطقة لإنتاج النفط في العالم. وبحلول الساعة 00.35 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت أربعة سنتات، أو 0.1%، إلى 76.77 دولارا للبرميل. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 13 سنتا، أو 0.2%، إلى 73.39 دولارا للبرميل.
ماذا لو تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط؟
وتلقت الأسعار دعماً من استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ قال مسؤولون فلسطينيون إن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت مدرستين، وهو ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 30 شخصا، أمس الأحد، بعد يوم من انتهاء مفاوضات في القاهرة دون نتيجة. وتترقب إسرائيل والولايات المتحدة تصعيداً خطيراً في المنطقة بعدما تعهدت إيران وحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، بالرد على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران وفؤاد شكر القائد العسكري البارز في حزب الله في بيروت الأسبوع الماضي.
وذكر موقع أكسيوس الأميركي، الاثنين، أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ نظرائه لدى دول مجموعة السبع (G7)، بأن إيران وحزب الله اللبناني قد يبدآن مهاجمة إسرائيل خلال الساعات الـ24 أو الـ48 المقبلة. وأضاف الموقع نقلاً عن ثلاثة مصادر أن بلينكن أبلغ نظراءه هاتفيا عن اعتقاد الولايات المتحدة بأن إيران وحزب الله سيشنان هجوماً على إسرائيل. وأبلغ بلينكن وزراء خارجية دول مجموعة السبع بأنه من غير الواضح كيف سترد إيران على إسرائيل (على خلفية اغتيال إسماعيل هنية)، ولا التوقيت الدقيق للهجمات، لكنه قال إن الهجوم “قد يبدأ خلال الساعات الـ24 أو الـ48 القادمة”.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي تحظى بدعم أميركي مطلق، عن أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. وللمطالبة بإنهاء الحرب على غزة، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول قصفاً يومياً عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، معظمهم بالجانب اللبناني.
وكتب إيه.إن.زد في مذكرة: “إذا تكثف القتال، فقد تتأثر صادرات الخام”. وعلى الرغم من المخاوف بشأن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، هبطت عقود برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 3% لتغلق عند أدنى مستوياتها منذ يناير/ كانون الثاني، يوم الجمعة، في أسبوع شهد معاملات متقلبة. وفي الأسبوع الماضي، سجلت العقود الأسبوع الرابع على التوالي من الخسائر، وهي أكبر سلسلة خسائر منذ نوفمبر/تشرين الثاني.
أسباب انخفاض أسعار النفط
وانخفضت أسعار النفط بسبب مخاوف من الركود في الولايات المتحدة، وتباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في يوليو/تموز وارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، ما يشير إلى ركود محتمل. وأظهرت بيانات اقتصادية من الصين، أكبر مستورد للنفط، ومسح ضعف نشاط الصناعات التحويلية الشهر الماضي في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، وهو ما يزيد خطر ضعف التعافي الاقتصادي العالمي بما يؤثر على استهلاك النفط.
كما ساهم تراجع نشاط التصنيع في الصين في تراجع الأسعار، إذ فاقم المخاوف إزاء نمو الطلب بعدما أظهرت بيانات يونيو/ حزيران انخفاض الواردات ونشاط المصافي مقارنة بالعام السابق. وأظهرت بيانات من قسم أبحاث النفط بمجموعة بورصات لندن انخفاض واردات آسيا من النفط الخام في يوليو/ تموز إلى أدنى مستوى لها في عامين بسبب ضعف الطلب في الصين والهند.
وتمسكت أوبك+، وهو تحالف بين منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجين آخرين مثل روسيا، بخطتها للتخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج الطوعية اعتبارا من أكتوبر/ تشرين الأول. وأظهر مسح لوكالة رويترز، يوم الجمعة، أن إنتاج أوبك النفطي ارتفع في يوليو/تموز رغم تخفيضات الإنتاج التي تنفذها المجموعة.