هل تقوم إسرائيل بضربة استباقية قبل رد إيران وحلفائها؟

تواصل إسرائيل الاستعداد لهجوم محتمل من قبل إيران و"حزب الله" وحلفائهما، وهي في حالة تأهب قصوى، فضلا عن صياغة رد إسرائيلي في حالة وقوع هجوم على أراضي البلاد.

ميدل ايست نيوز: تواصل إسرائيل الاستعداد لهجوم محتمل من قبل إيران و”حزب الله” وحلفائهما، وهي في حالة تأهب قصوى، فضلا عن صياغة رد إسرائيلي في حالة وقوع هجوم على أراضي البلاد.

وقد اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة الماضية (الأحد) برؤساء الأجهزة الأمنية لتقييم الوضع، في تل أبيب، في إطار الاستعدادات لإحباط الهجوم، وشارك في الاجتماع وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي، ورئيس الموساد دافيد بارنياع ورئيس الشاباك رونين بار.

في إسرائيل، الافتراض هو أنه سيكون هناك هجوم ردا على اغتيال المسؤول الكبير في “حزب الله” فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، وهو هجوم لا مفر منه، ولكن على المستوى السياسي يصرون على أن إسرائيل قادرة على الصمود في وجه مثل هذا الهجوم، وأنه لا مجال لسيناريوهات الإرهاب والترهيب أو المبالغة في التهديد والوعيد،  كما تعتقد إسرائيل أن أيا من الطرفين ليست لديه الرغبة أو النية للوصول إلى حرب إقليمية، وفق ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

وعلى المستوى السياسي الإسرائيلي، يدركون عدم الوضوح إعلاميا، ويعترفون بأن هناك مشكلة في إيصال الحقيقة إلى الجمهور.

المشكلة والقلق في إسرائيل ليسا في الرد نفسه، بل في ردود أفعال الطرف الآخر على الرد الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، فإن أحد الخيارات المطروحة على الطاولة، خلافا لما هو ظاهر حتى الآن، هو أنه إذا علمت إسرائيل مسبقا بالهجوم، فإنها ستفعل ما يمكنها فعله في مجال الردع، حسب ما ورد في “يديعوت أحرونوت”.

وتشير إسرائيل إلى أنه – مقارنة بالمعرفة المسبقة التي كانت موجودة قبل الهجوم الإيراني في 13 أبريل – حتى لو كان الهجوم الحالي مختلفا – فإننا سنعرف شيئا ما قبل حصوله.

وفي إسرائيل يؤكدون أنه إذا كانت هناك معلومات استخباراتية مؤكدة تقول بنسبة يقين 100% أنه سيكون هناك هجوم ضد إسرائيل في مكان معين، فإن خيار الضربة الوقائية الاستباقية مطروح على الطاولة كجزء من هذا الإعداد للإجراءات المضادة.
فهل سيحدث هذا بالتأكيد؟ الجواب لا، ويعتمد الأمر على ما إذا كانت إسرائيل والولايات المتحدة ستتشاطران هذه المعلومات الاستخبارية، حسب الصحيفة.

أما بالنسبة للرد الإسرائيلي على هجوم محتمل على أراضيها، فيقال إن الأمر يعتمد بشكل أساسي على الردع المبكر.

وبحسب ما نقلت “يديعوت أحرونوت” عن مصدر إسرائيلي مطلع على الاستعدادات للتصعيد: “إذا شنت إسرائيل هجوما مضادا وقائيا.. فتكون انت قد قمت بالتستر على الحادث.. وإذا فشلتَ في إحباط الحدث مسبقا وتمكنت من اعتراضه في السماء، فهذا أيضا حدث تحتاج فيه إلى معرفة التهديد الذي يمثله لك بالضبط وما إذا كان يحدث في الوقت الفعلي..هناك العديد من المتغيرات (البارامترات). إذا نجحنا في اعتراض التهديد من إيران وليس من لبنان فماذا سيحدث بعد ذلك؟ الجواب هو أن هناك سلة خيارات يمكن أن تحدث، وبالتالي هناك سلة ردود أفعال يمكن أن تحدث”.

ويجب إضافة المعلومات الاستخبارية إلى المرحلة الثانية من الاعتراض والاستعدادات للجبهة الداخلية، حيث أنهم يقولون في إسرائيل: “يمكننا أن نتوقع استعدادا رائعا للجبهة الداخلية”.

ويوضح المسؤولون أن قوة إسرائيل والمساعدات الأمريكية في أفضل حالاتها وفي ذروتها، ويشيرون إلى أهمية الوجود الأمريكي الهائل في المنطقة.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد، إن إسرائيل تخوض حربا متعددة الجبهات ضد “محور الشر بقيادة إيران”، متوعدا بالرد بكل قوة على أي اعتداء على إسرائيل.

وزار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في ذات اليوم، وحدة تكنولوجيا الأرض المسؤولة عن الرد التكنولوجي العملياتي للقوات في الميدان، حيث صرح بالقول: “لقد قمت اليوم بتفحص انتشار قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في الدفاع والهجوم”، مضيفا: “نحن مستعدون بقوة دفاعيا، على الأرض وفي الجو، وعلى استعداد للتحرك بسرعة للهجوم أو رد الفعل.. سنجبي الثمن من العدو، كما كنا نفعل في الأيام الأخيرة.. إذا تجرأ أحد على مهاجمتنا، فسوف يدفع ثمنا باهظا”.

وإلى جانب ذلك، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “نحن في جاهزية دفاعية قوية للغاية، في الجو، في البحر، وعلى الأرض.. ونحن مستعدون لأي تهديد ناشئ”.

وسئل لماذا تنتظر إسرائيل الانتقام الإيراني وعدم توجيه ضربة استباقية، فأجاب: “لدينا خطط، ولدينا مستوى عال من الاستعداد للتنفيذ، وأي تعليمات نتلقاها من المستوى السياسي سيتم تنفيذها على الفور”.

وهكذا، تعيش المنطقة على صفيح ساخن وسط حالة من ترقب رد إيراني محتمل على اغتيال هنية في العاصمة طهران بعد أن وجه “الحرس الثوري الإيراني” أصابع الاتهام إلى تل أبيب في ضلوعها بالجريمة وأشرك معها واشنطن في هذا الأمر.

ويوم أمس تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجهوزية والاستعداد لمواجهة أي هجوم محتمل على البلاد سواء من إيران و”حزب الـله” اللبناني وغيرهما.

كما وصل قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق أول مايكل كوريلا إلى منطقة الشرق الأوسط صباح الأحد، ومن المتوقع أن يزور إسرائيل الاثنين، وسط الاستعداد للرد انتقاماً عليها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
RT

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر + 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى