الخارجية الأميركية: يصعب التكهن برد إيران على اغتيال هنية

قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية إن واشنطن لا ترى أي حل للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "إلا عبر المفاوضات".

ميدل ايست نيوز: قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، سامويل وريبرج، في مقابلة مع قناة “الشرق“، إن واشنطن لا ترى أي حل للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة “إلا عبر المفاوضات”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة على تواصل مع الإسرائيليين لـ”معرفة أهداف العملية العسكرية” في الضفة الغربية، فيما أكد أنه من “الصعب التكهن” بشأن الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، في طهران.

وقال ريبرج إن الولايات المتحدة على تواصل مع الإسرائيليين لـ”معرفة أهداف العملية العسكرية” في الضفة الغربية المحتلة، مضيفاً: “نريد أن نرى كيف سيتخذ الجيش الإسرائيلي كل التدابير، والإجراءات اللازمة لتجنيب المدنيين أي ضرر”.

وتابع: “بعض المجموعات الفلسطينية، ومنها حماس، و(حركة) الجهاد، ومجموعات أخرى، قالت إنها ستشن هجمات ضد الجيش الإسرائيلي، والأماكن المدنية في إسرائيل، انطلاقاً من الضفة الغربية.. إسرائيل، كأي دولة، لديها الحق والمسؤولية للدفاع عن مواطنيها ضد هذه المجموعات”.

ورداً على سؤال بشأن التصريحات الإسرائيلية بشأن تهجير المدنيين الفلسطينيين في الضفة، قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، إن “الولايات المتحدة ضد أي تهجير قسري للفلسطينيين، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.. سبق وأن عبّرنا عن مخاوفنا من ارتفاع العنف في الضفة، ولذلك فرضنا عقوبات جديدة على بعض المستوطنين” المتطرفين.

وتابع: “لكن لا بد من التفرقة بين الإجراءات ضد المستوطنين الذين يمارسون العنف ضد الشعب الفلسطيني، وبين هذه العملية (الجارية) للجيش الإسرائيلي، ولدينا أدوات وآليات للمحاسبة إذا رأينا انتهاكات من الجيش الإسرائيلي بالنسبة لاستعمال الأسلحة الأميركية”.

وفي هذا السياق، أشار إلى إدانة الولايات المتحدة أي تصريحات إسرائيلية عن تهجير الفلسطينيين، بما فيها تلك الصادرة من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، مضيفاً أن واشنطن “لا تعتبر أن هذه التصريحات تمثل السياسة الإسرائيلية الرسمية”.

وحول اقتصار التواصل الأميركي على الجانب الإسرائيلي في الصراع الدائر، وعدم الاستماع إلى وجهة النظر الفلسطينية، قال وريبرج إن الرئيس جو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن “كانوا على تواصل، وقبل 7 أكتوبر، مع السلطة الفلسطينية، ومحمود عباس (الرئيس الفلسطيني)، والمسؤولين الفلسطينيين”.

وأضاف: “ليس لدينا تواصل مع حماس، ونسمع من المسؤولين الفلسطينيين، والشعب الفلسطيني بشكل عام”.

مفاوضات حرب غزة

وبشأن الدور الأميركي لمعالجة التطورات الحالية في المنطقة، بما في ذلك الحرب الإسرائيلية على غزة، قال المتحدث الإقليمي للخارجية الأميركية: “نستخدم كل الأدوات والآليات الآن لإنهاء حرب غزة، ونرى أن كل هذا العنف والتطورات الخطيرة في المنطقة، مرتبط بما يجري في قطاع غزة، ونبذل كافة الجهود اللازمة.. وخير دليل على ذلك رأينا الأيام الماضية في القاهرة والدوحة، لإنهاء الحرب عبر المفاوضات”.

وأشار وريبرج إلى “القلق” الأميركي من جنوح الصراع إلى مستوى جديد من العنف، أو زيادة التصعيد في الضفة الغربية، أو أي أماكن أخرى.

ورداً على سؤال بشأن مدى واقعية الحديث عن تفاؤل بشأن المفاوضات، في ظل التصعيد الأخير في الضفة، أجاب وريبرج: “واشنطن ترى أنه ليس هناك أي حل آخر لهذا الصراع، بين حماس وإسرائيل، إلا عبر حل دبلوماسي تفاوضي، ولذلك سنستمر، بالرغم من الصعوبات، فليس هناك أي حل آخر عبر العنف أو القتال، الحل دبلوماسي فقط، وسنستمر في جهود الوساطة مع قطر ومصر لحث الطرفين، على التوصل إلى اتفاق”.

وعن التناقض بين الدعوة إلى حل دبلوماسي عبر التفاوض، وإرسال واشنطن السلاح إلى إسرائيل، قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية: “لا بد أن نأخذ في الاعتبار أن العلاقات الثنائية والدفاعية والعسكرية، بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لم تبدأ في 7 أكتوبر، بل منذ أكثر من 70 عاماً، وليس هناك أي تغيير في هذه العلاقة”.

واستطرد: “في نفس الوقت، نرى أنه حان الوقت للشعب الفلسطيني، لتأسيس دولة فلسطينية”.

الرد الإيراني وملف لبنان

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن المنطقة تشهد تهديدات أخرى، تشمل “جماعة حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، وإيران”. وأضاف أن “الولايات المتحدة ستقف إلى جانب الإسرائيليين في وجه كل هذه التهديدات”.

ونفى الدبلوماسي الأميركي وجود أي ارتباط في جهود واشنطن لإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، والانتخابات الأميركية التي ستجرى في نوفمبر المقبل. وقال إن بلاده تسعى إلى إنهاء الحرب “لأن شعوب المنطقة تستحق ذلك”.

وتطرق وريبرج إلى الملف اللبناني، قائلاً إن الولايات المتحدة “تبذل كل ما في وسعها لخفض التصعيد بشكل عام”. وأضاف: “نريد حث الأطراف على خفض التصعيد”، مشيراً إلى حاجة السكان على جانبي الحدود “إلى العودة إلى بيوتهم”.

ورداً على سؤال حول التكهنات بشأن رد إيراني على اغتيال هنية في طهران، قال وريبرج: “يصعب جداً التكهن بأي نتيجة، فقد عملت منذ سنوات على ملف إيران، ورغم انتخاب رئيس إيراني جديد، فإن المرشد الأعلى هو الذي يدير البلد”.

وتابع: “الولايات المتحدة، بالتنسيق مع حلفائها وشركائها في المنطقة، ما زالت مستعدة لأي من السيناريوهات، وسنقف بجانب حلفائنا وشركائنا، لكن ليس من الممكن توقع أي نتيجة حول ردود فعل من إيران، أو توقيتها”.

وأضاف: “إيران ما تزال تمثل أكبر تحدٍ للمنطقة، والنظام الإيراني هو الذي يمول ويسلح كل هذه المجموعات، من حماس إلى الحوثي، وميليشيات العراق، وحزب الله، وإلخ.. وإيران هي التي تستغل الفراغ السياسي في هذه الأماكن”.

وقال سامويل وريبرج أيضاً إن “الولايات المتحدة ترى أن إيران ما تزال تمثل الخطر للمنطقة، ونحن مستعدون لأي تصعيد آخر. كل الإجراءات التي رأيناها من الولايات المتحدة، مثل نقل سفن عسكرية للمنطقة، وغيرها من إجراءات، تستهدف خفض التصعيد، وإرسال رسالة واضحة لإيران، ووكلائها بأن الوقت ليس الآن لتقوم بأي تصعيد آخر”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى