بزشكيان: أولويتنا تحسين العلاقة مع الجيران ولا نزود الحوثيين بصواريخ

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن أولوية حكومته هي تحسين العلاقات مع الجيران.

ميدل ايست نيوز: أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن أولوية حكومته هي تحسين العلاقات مع الجيران، في مؤتمر صحافي يعقده لأول مرة منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية في يوليو/ تموز الماضي، وتطرق فيه إلى الخطوط العريضة لسياسة بلاده الخارجية، وإلى ملفات أخرى، أبرزها الرد على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية، وعلاقات طهران بالحوثيين، والملف النووي.

وقال بزشكيان في المؤتمر الذي عقده في طهران اليوم الاثنين، إن أولوية حكومته هي تحسين العلاقات مع الجيران، داعيا إلى تشكيل اتحاد يضم الدول الإسلامية، وتعزيز الأواصر بين هذه الدول وتسهيل التردد بينهما.

وأضاف “سنسعى إلى تعزيز العلاقات مع السعودية ومصر والأردن وسبق أن وجهت الدعوة لولي العهد السعودي لزيارة طهران واتمنى أن تحصل”، وقال “إذا كانت هناك فرصة سأزور أيضا السعودية”، مضيفاً: “اعتقد أن المسلمين أخوة ولا يجب أن تكون بينهم خلافات وأرحب لتوطيد الأخوة بين الدول الإسلامية”. ووصف مصر بـ”دولة شقيقة لنا”، متمنياً “إحياء العلاقات الدبلوماسية معها ونحن نعمل على أن يحدث ذلك”.

وفي معرض رده على سؤال بشأن العلاقات مع تركيا، قال الرئيس الإيراني إن “تركيا دولة صديقة وشقيقة وهي من أسرتنا”، معربا عن استعداده لزيارة أنقرة واستقبال القادة والمستثمرين الأتراك في إيران.

وأضاف أن تركيا يمكنها الاتصال بدول أخرى مثل باكستان عبر الأراضي الإيرانية. ومضى قائلاً إن “روابط تاريخية وثقافية مشتركة تربط بين إيران وتركيا.. نريد استثمارات مشتركة معها”.

وأضاف الرئيس الإيراني الذي اختتم قبلُ زيارة إلى العراق هي الأولى له إلى الخارج، أن “أميركا تسعى إلى إيجاد الشرخ والصراع بيننا وبين العراق، ونحن إذا كنا عقلاء فلن نسمح بذلك”.

وقال: “أنا ومسعود البارزاني (رئيس إقليم كردستان العراق) ولدنا في مدينة واحدة في إيران وهي مهاباد ونعزز العلاقات مع العراق والإقليم”.
“نحتفظ بحق الرد على اغتيال هنية”

وقال الرئيس الإيراني إن ما تفعله إسرائيل في المنطقة واغتيالها رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران يهدف إلى جر إيران إلى حرب في المنطقة، مضيفا: “حتى الآن التزمنا ضبط النفس لكننا نحتفظ بحق الرد بطريقة مناسبة والزمان والمكان المناسبين”.

ولفت إلى أن بلاده يمكنها تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، مضيفا أن “القوى الأجنبية لا تريد ذلك وتعمل على إثارة صراعات قومية ومذهبية”، ومشددا على أن هذه القوى “صنعت عنا صورة غير صحيحة في الخارج”.

وتطرق الرئيس الإيراني إلى حرب الإبادة في غزة، متسائلا أنه “كيف تسمح القوانين الدولية بقتل إسرائيل للأبرياء وقصف المستشفيات؟”، منتقدا تزويد الولايات المتحدة إسرائيل بالأسلحة لقتل الشعب الفلسطيني، ومشددا على أن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي “أمر لا يقبل النقاش حوله”.

وأوضح أن “حقوق الإنسان في فلسطين في خطر ونحن ننسق مع الحلفاء للتصدي لإسرائيل التي تقتل النساء والأطفال في قطاع غزة”. وهدد: “إن ضربتنا إسرائيل فسنضربها”.

لسنا بصدد إنتاج السلاح النووي

وفي الملف النووي، قال بزشكيان إن بلاده ليست بصدد إنتاج السلاح النووي، مضيفا: “الغرب يهددنا ويجب أن نمتلك القوة الدفاعية في مواجهة التهديدات ولم ولن نبدأ أي حرب”. وأضاف أيضا: “لسنا في صراع مع أميركا إذا احترمت حقوقنا ولن نرضخ للتهديد”، مشددا “لسنا دعاة الحرب والآخرون يفرضون الحرب ونريد الحوار مع الجيران”.

وفي إشارة إلى العلاقات مع واشنطن، قال الرئيس الإيراني إن “أميركا أغقلت كل الأبواب وإذا احترمت ما اتفقنا عليه سنتحاور معها ونحن لم نؤسس قواعد عسكرية حولها ولم نفرض عليهم العقوبات”. ولفت إلى أن “الصواريخ هي للدفاع عن البلاد وإذا لم نمتلكها سيكون وضعنا مثل غزة وسيضربوننا وقتما شاءوا”.

وحول ما إذا كان مستعداً للقاء الرئيس الأميركي الحالي أو المرشح دونالد ترامب في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، ربط الرئيس الإيراني ذلك بإصلاح الرؤساء الأميركيين سياسات واشنطن تجاه طهران، قائلاً إن حكومته إذا ما فاوضت مع العالم “فلن تنسى أصدقاء إيران”، في إشارة إلى روسيا والصين.

وأشار بزشكيان إلى ضرورة حل المشاكل مع مجموعة العمل المالي الدولي (فاتف)، ومقرها في باريس، لإزالة إيران من على قائمتها السوداء، مؤكداً أنه من دون حل هذه المشكلة والاتفاق النووي وإصلاح العلاقات مع العالم “لا يمكن تحقيق رؤية الازدهار”.

لا نزود الحوثيين بالصواريخ

وفي معرض رده على سؤال صحافي، نفى بزشكيان أن تكون إيران قد زودت الحوثيين بالصواريخ، قائلا إن “ذهاب الأشخاص إلى اليمن يستغرق أكثر من أسبوع فكيف يمكن إرسال صواريخ إلى هناك”. وأضاف أن “حلفائنا في اليمن يمتلكون التقنية اللازمة وهم ينتجون هذه الصواريخ”.

وفيما قال إن إيران “ليست عندها مثل هذه الصواريخ لنزود اليمن بها”، أكد في الوقت نفسه أن “لدينا صواريخ فرط صوتية ونطلق الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء”، مضيفا أن “نظرة مشتركة” تجمع بين طهران و”أنصار الله” في اليمن.

الصين وروسيا

وحول علاقات بلاده مع الصين وروسيا، أكد بزشكيان عزمه تنفيذ اتفاقية التعاون الشاملة المبرمة مع بكين عام 2019، وداعيا إلى زيادة التعاون بين البلدين. وقال إن الصين “ستكون الشريك الاستراتيجي” لإيران.

وشدد على أن السياسة الخارجية الإيرانية تعتمد “الحكمة والمصلحة وكرامة البلاد”، مشيراً إلى ضرورة العمل على تحقيق الوفاق الوطني في الداخل والعمل “يد واحدة” لحل مشكلات البلاد وأزماتها الاقتصادية. وأردف أن حكومته ستعمل على خلق الأرضية لجلب الاستثمارات من الخارجية.

وأضاف بزشكيان أن وساطة الصين بين إيران وبين السعودية كانت “خطوة مهمة”، مشيراً إلى أن حكومته ستعمل على تحسين علاقاتنا مع الصين وإعادة الحياة لطريق الحرير.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى