قرن ونصف… ما المدة التي يحتاجها سكان طهران لاقتناء منزل؟

المؤشر المُقاس، والذي يجب أن يكون أقل من 15 عاماً، يظهر أن الأسر الإيرانية لا تعيش حالة "ازدهار عقاري" فحسب، بل إن "شدة فقر الإسكان" قد تزايدت للغاية، على الأقل في العاصمة.

ميدل ايست نيوز: قلص دخل الأسر الإيرانية خلال عام 2023 من وقت الانتظار لشراء منزل بمقدار 15 عاما، لكن هذه المدة شهدت ارتفاعا في طهران من 112 إلى 152 عاما.

وذكرت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، أن المؤشر المُقاس، والذي يجب أن يكون أقل من 15 عاماً، يظهر أن الأسر الإيرانية لا تعيش حالة “ازدهار عقاري” فحسب، بل إن “شدة فقر الإسكان” قد تزايدت للغاية، على الأقل في العاصمة.

واستنادًا إلى الدخل ومعدل الادخار وأسعار السكن في عام 2022، فإن المدة لاقتناء منزل في جميع أنحاء إيران كان يستغرق 74 عامًا أما بالنسبة لسكان طهران بلغ 112 عاما. لكن اليوم انخفضت المدة بمقدار 15 عامًا بالنسبة للأسر الحضرية وارتفعت بنسبة 40 عامًا للأسر التي تقطن العاصمة.

وتسببت القفزات المتناوبة لأسعار المنازل والشقق في طهران خلال عام 2023 في ابتعاد المتزوجين عن اقتناء منزل. ففي العام الماضي، ارتفع السعر الاسمي للمساكن في طهران بنحو 70%، وهو أعلى بأكثر من 20 نقطة مئوية من تضخم المساكن في عام 2022.

في العام الماضي، كانت القدرة الادخارية لدى الأسر خارج طهران أعلى بكثير من تلك لدى الأسر في طهران. وقد يعود ذلك لسبب رئيسي وهو “ارتفاع مستوى الإيجارات وتضخم الإيجارات في طهران مقارنة بالمدن الأخرى”. فعلى الرغم من أن أسعار المواد الغذائية والمواصلات والملابس ونفقات المعيشة الأخرى في طهران خلال العام الماضي ربما ارتفعت أكثر مقارنة بالمدن الأخرى، لكن مقارنة الوضع المالي والدخل للأسر في طهران مع حالة البلاد وفي نفس الوقت اتجاه النمو المختلف لتكلفة الإسكان، يظهر أن التضخم في طهران يتجاوز 2.6 ضعف ما هو عليه في المحافظات الأخرى من إيران.

في عامي 2016 و2017، أي الفترة التي شهد فيها الاقتصاد الإيراني، بسبب خطة العمل الشاملة المشتركة، إزالة التوترات الاقتصادية الناجمة عن حل المخاطر غير الاقتصادية، انخفضت “مدة امتلاك منزل” في البلاد إلى أقل من 15 عامًا. آنذاك تمكن جزء كبير من السكان من امتلاك منزل بسبب “استقرار أسعار المساكن لمدة عامين” و”التحسن الكبير في القوة الشرائية الناجم عن نمو نحو 20% من الدخل الحقيقي.” وتشير تلك التجربة إلى أن “تحسن ظروف النمو الاقتصادي المدعومة بالظروف السياسية الدولية سيوفر أكبر قدر من المساعدة للأسر في قطاع الإسكان”.

وفي أواخر التسعينيات، كان كانت مدة الانتظار لاقتناء منزل بالنسبة للإيرانيين لا تتجاوز 12 عاما في حال أدخروا مبلغ من المال سنويا.

وفي أول مؤتمر صحفي له، شدد الرئيس الإيراني مجددا على ضرورة القضاء على المخاطر غير الاقتصادية لتحقيق الرخاء الاقتصادي. وإذا كان من المتوقع أن ينتهي ما حدده مسعود بزشكيان للحكومة الرابعة عشرة في طريق حل معوقات «رفاهية الأسر»، فيمكننا أن نتوقع انخفاضاً تدريجياً في الظروف الصعبة لامتلاك منزل في السنوات المقبلة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى