رغم توافق محدود.. محور خصوم الولايات المتحدة يتأرجح بين ترمب وهاريس

تتوافق عدة دول في تحالف مناهض للولايات المتحدة على عدة جبهات، لكن مصالحها وأهدافها يمكن أن تقودها في اتجاهات متعاكسة، كما يظهر في انقسامها بشأن سباق الرئاسة الأميركية لعام 2024.

ميدل ايست نيوز: تتوافق عدة دول في تحالف مناهض للولايات المتحدة على عدة جبهات، ولديها هدف مشترك ساعد في تقاربها خلال السنوات الأخيرة، هو “إضعاف القوة” الأميركية، لكن مصالحها وأهدافها يمكن أن تقودها في اتجاهات متعاكسة، كما يظهر في انقسامها بشأن سباق الرئاسة الأميركية لعام 2024، وفق موقع “أكسيوس“.

وقال الموقع الأميركي، الخميس، إن روسيا وإيران شريكتان مقربتان فيما يتعلّق بملفات أوكرانيا والشرق الأوسط، لكنهما تتدخلان على جهتين متقابلين في الانتخابات الأميركية، وهما الرئيس السابق دونالد ترمب، ومنافسته الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس.

وأضاف أن “محوراً ناشئاً” من خصوم الولايات المتحدة ومنافسيها، يشمل الصين وكوريا الشمالية، تقارب على عدد من الجبهات خلال السنوات الأخيرة؛ ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بالسياسة الحزبية في الولايات المتحدة.

ونقل الموقع عن مسؤولي استخبارات أميركية قولهم هذا الأسبوع، إن الصين وإيران وروسيا “تنشر معلومات مضللة لزرع الفتنة وإثارة شكوك” بشأن شرعية الانتخابات الأميركية، “حتى إنهم يستخدمون بعض التكتيكات نفسها. والثلاثة استخدموا الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى مضلل”.

وأضاف المسؤولون، أن الصين “تحاول الإضرار بالديمقراطية الأميركية، ولكنها لا تساعد بالضرورة أياً من المرشحين”.

وفي هذا السياق، قال رئيس شركة مايكروسوفت براد سميث في شهادته الأسبوع الماضي أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ: أصبحت هذه “انتخابات إيران ضد ترمب، وروسيا ضد هاريس”.

أكبر تهديد أجنبي

بينما قال مسؤولو الاستخبارات، إن روسيا تدير “أكبر حملة تضليل وأكثرها تعقيداً”، فإن تكتيكات إيران تجعلها دون شك “أكبر تهديد أجنبي” لانتخابات 2024، وفق تقرير سابق لـ”أكسيوس”.

وأشار “أكسيوس” إلى أن حملة الرئيس السابق ترمب، تلقت إحاطة استخباراتية، الثلاثاء الماضي، بشأن تهديدات إيرانية ضده، والتي قالت حملته إنها تضمنت تهديدات مزعومة بـ”اغتياله في محاولة لزعزعة الاستقرار وزرع الفوضى في الولايات المتحدة”.

وزعم باحثون في شركة مايكروسوفت إن قراصنة مرتبطين بإيران حاولوا اختراق حساب “مسؤول كبير” في حملة رئاسية أميركية في يونيو.

كما هناك اتهامات لإيران بسرقة معلومات تتعلق بحملة ترمب، وعرضوها على وسائل إعلام وعملاء ديمقراطيين، في تحرّك يبدو وكأنه “مأخوذ مباشرة من كتاب الاستراتيجيات الروسي”، بحسب الموقع الذي أشار هذه المواد لم تنشر.

وذكر “أكسيوس” أنه خلال فترة ولايته الأولى، أعلن ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وسعى إلى فرض سياسة عقوبات “الضغط الأقصى”، وأمر باغتيال قائد “فيلق القدس” السابق في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني، الذي تعهدت طهران بالانتقام له.

وكانت حملة ترمب تستغل تدخل إيران لمهاجمة نائبة الرئيس هاريس، مدعية أن طهران “تحب ضعفها”.

الإساءة لهاريس

في المقابل، زعمت هاريس خلال المناظرة الرئاسية مع ترمب هذا الشهر، أن من وصفتهم بـ”الحكام الديكتاتوريين” مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يدعمون” ترمب، لأنهم يعرفون أنهم يستطيعون “التلاعب به”.

على الجانب الآخر، تهدف روسيا بكامل قوة حملتها المضللة إلى “الإساءة” لهاريس، وفقاً لتقرير حديث أصدرته مايكروسوفت، ما يجعل هذه الانتخابات الثالثة على التوالي التي تستهدف فيها موسكو المرشح الديمقراطي للرئاسة.

عقب الناطق باسم الكرملين على تصريحات الرئيس الروسي التي أعلن فيها دعمه للديمقراطية كامالا هاريس بالانتخابات الأميركية، بأنه أمر “يتعين على الناس أن يخمنوه”.

وتشمل الجهود الروسية، وفق التقرير، تحويل الأموال سراً عبر شركات وهمية إلى مؤثرين يمينيين في الولايات المتحدة، لإنتاج مقاطع فيديو حول قضايا مثل “جرائم المهاجرين”، بموجب اتهام فيدرالي أعلن عنه في وقت سابق هذا الشهر.

وتشمل التكتيكات الأخرى تداول مقاطع فيديو مُعدلة لهاريس على منصات التواصل الاجتماعي، واستهداف ناخبين في الولايات المتأرجحة برسائل صديقة لترمب.

وهذا النوع من التضليل الأجنبي يتدفق الآن في كل دورة انتخابية أميركية، على الرغم من استحالة تقييم تأثيره على الناخبين.

دعم أوكرانيا

من جانبها، تعهدت هاريس بمواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا، والبناء على جهود الرئيس جو بايدن لتعزيز أمن أوروبا، وموجهة “العدوان الروسي”.

فيما انتقد ترمب بشكل متكرر المساعدات الأميركية المقدمة لأوكرانيا، ورفض الإفصاح عما إذا كان يريد أن تفوز أوكرانيا بالحرب، وسلط الضوء على “علاقته الجيدة” مع بوتين.

ولفت “أكسيوس” إلى أن رفيق ترمب في السباق، المرشح الجمهوري لنائب منصب الرئيس، السيناتور جي دي فانس، كان من أشد منتقدي أوكرانيا في الحزب الجمهوري، ودعا إلى تسوية سلمية سريعة من المرجح أن تجبر كييف على التخلي عن أراضٍ.

بينما يستعد زيلينسكي إلى لقاء هاريس خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، رفض ترمب لقاءه، ما يبرز انقساماً حزبياً متزايداً بشأن أوكرانيا.

واتهم الجمهوريون في مجلس النواب، الأربعاء، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ”التدخل في الانتخابات” بأسلوب أقل سرية، بعد زيارته لمصنع ذخيرة في بنسلفانيا رفقة مسؤولين ديمقراطيين.

كما أعرب الحزب الجمهوري عن غضبه من مقابلة أجراها زيلينسكي مع مجلة “نيويوركر” الأميركية، وصف فيها فانس بأنه “متطرف للغاية” وأشار إلى أن ترمب “لا يعرف في الحقيقة كيف يوقف الحرب، حتى لو كان يعتقد أنه يعرف كيف”.

واعتبر الموقع الأميركي، أن القادة في الصين وإيران وروسيا يريدون جميعاً “إضعاف القوة الأميركية”، وهو هدف مشترك ساعد في تقاربهم خلال السنوات الأخيرة، لكن مصالحهم وأهدافهم الضيقة يمكن أن تقودهم في اتجاهات متعاكسة، كما تظهر الانتخابات الأميركية المقررة في الخامس نوفمبر.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الشرق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى