ماذا تخفي إمامة المرشد الأعلى لصلاة الجمعة وزيارة عراقجي إلى لبنان في الوضع الراهن؟

في ظل الأوضاع الراهنة وبعد الهجوم الإيراني الأخير على تل أبيب، تحاول إسرائيل خلق حرب نفسية وهمية أمام طهران وتكثيف الضخ الإعلامي لاحتمال ردها عليها.

ميدل ايست نيوز: في ظل الأوضاع الراهنة وبعد الهجوم الإيراني الأخير على تل أبيب، تحاول إسرائيل خلق حرب نفسية وهمية أمام طهران وتكثيف الضخ الإعلامي لاحتمال ردها عليها. يأتي هذا في وقت أقامت طهران يوم أمس صلاة الجمعة بإمامة المرشد الأعلى الإيراني وبحضور كبير من القيادات العسكرية والمسؤولين.

بينما تشهد لبنان هجمات جوية وقصفا إسرائيليا متواصلا بلا هوادة، وخاصة عاصمة هذا البلد، توجه عباس عراقجي، بصفته وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى بيروت أمس والتقى وتحدث مع السلطات اللبنانية.

مما لا شك فيه، في المقام الأول، أن إقامة صلاة الجمعة بإمامة المرشد وكذلك زيارة وزير الخارجية يمكن أن تهدف إلى كسر ذات الأجواء الوهمية التي يتحمل الإسرائيليون مسؤولية خلقها داخل إيران. ويمكن مناقشة هذه الإجراءات من أبعاد مختلفة والتحقق منها.

وخلال حوار له مع صحيفة شرق الإيرانية، تناول جلال ساداتيان، سفير إيران السابق لدى بريطانيا، مسألة إقامة صلاة الجمعة بإمامة المرشد الأعلى من زاوية مختلفة، وكذلك الأمر زيارة عراقجي إلى لبنان، قائلا: سعى المرشد بحضوره في صلاة الجمعة، وكذلك مشاركة القيادات العسكرية والمسؤولين الكبار في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه الصلاة، إلى تحقيق هدف آخر وهو رفع معنويات محور المقاومة. بمعنى تقديم معنويات مضاعفة لمحور المقاومة في لبنان وغزة. وعليه، إلى جانب كسر الأجواء الإعلامية الزائفة المعادية، تمكنت طهران من المساهمة في تعزيز معنويات حزب الله في لبنان وحماس في غزة.

يضيف هذا الاستاذ الجامعي: نحن على علم أن بعض مكينات العدو وصلت لدرجة أن تقترح على إسرائيل استهداف مصلى الإمام الخميني (المكان الذي أمّ فيه المرشد الأعلى صلاة الجمعة) بحيث تكتمل معها جرائم إسرائيل. لكن حضور شخص المرشد في ظل هذه الأوضاع يشير إلى أن إيران لا تولي أدنى أهمية لمثل هذه التيارات الإعلامية والسياسية، بل ساهمت في تقليل مستوى القلق والخوف بين الإيرانيين من الرد الإسرائيل.

ولم يستبعد سفير إيران السابق لدى بريطانيا رد إسرائيل على عملية “الوعد الصادق 2” الإيرانية، بل أكد أن أوضاع المنطقة الحساسة والملتهبة استدعت إقامة صلاة الجمعة بإمامة المرشد وبحضور كافة مسؤولي البلاد.

وحول تحليله عن زيارة عراقجي إلى لبنان، لاسيما وهي تشهد قصفا إسرائيليا هو الأعنف في تاريخ هذا البلد، قال ساداتيان: بینما استهدفت إسرائيل مطار بيروت عدة مرات وأوقفت الرحلات الجوية الأجنبية من لبنان إلى مناطق ودول أخرى، وسعي العديد من الدول الإقليمية والأوروبية إلى إعادة رعاياها من لبنان، فإن حضور رئيس السياسة الخارجية الإيرانية حمل هدفين في جعبته، أولهما تعزيز معنويات حزب الله اللبناني. وخاصة في الوضع الراهن حيث تستعد المقاومة اللبنانية لحرب برية مع الجيش الإسرائيلي، فإن هذه الدفعة المعنوية تعتبر في غاية الأهمية بالنسبة لطهران.

ولفت عضو البرلمان السابق إلى أن جهود طهران لكسر الأجواء الحالية كانت فعالة، وقال: إن تدوينة وزير خارجية عمان على تويتر ملفتة للانتباه، فقد قال بدلاً من إدانة إيران على الهجوم الصاروخي، يجب محاسبة إسرائيل على جرائمها. تشير هذه التدوينة وغيرها من التحركات الدبلوماسية إلى الجهود التي تبذلها الوساطة العمانية للسيطرة على التوتر بين إيران وإسرائيل.

ويرجح جلال الساداتيان أنه “بعد إقامة صلاة الجمعة التي أمّها المرشد الأعلى وكذلك زيارة عباس عراقجي إلى لبنان، ستغير السلطات الإقليمية وخارج الإقليمية المختلفة مثل مسقط مواقفها تجاه التطورات، وهذا التغيير في وجهة النظر يمكن أن يزيد من ثقل طهران الدبلوماسي في الوضع الحالي، وفي الوقت نفسه يكبح يد إسرائيل أمام رد فعل واسع النطاق.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى