من الصحافة الإيرانية: بايدن ينتهج سياسة “الخطوة بخطوة” أمام الضربة الإسرائيلية على طهران

يرى معظم الخبراء والمراقبين أنه في حال قرر الإسرائيلون الهجوم على إيران، فإن أصوات الديمقراطيين وكمالا هاريس ستنخفض، وستتعزز أصوات دونالد ترامب والجمهوريين بالقدر نفسه.

ميدل ايست نيوز: على ضوء عملية “الوعد الصادق2” والادعاءات الإسرائيلية برد صارم على الهجوم الصاروخي الإيراني الثاني، نشهد جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية التي تبذلها إدارة جو بايدن للسيطرة على التوتر بين طهران وتل أبيب.

ويرى معظم الخبراء والمراقبين أنه في حال قرر الإسرائيلون الهجوم على إيران، فإن أصوات الديمقراطيين وكمالا هاريس ستنخفض، وستتعزز أصوات دونالد ترامب والجمهوريين بالقدر نفسه، بل ويمكن أن يؤدي الأمر إلى فوز المرشح الجمهوري. لذلك، فقد أنفق جو بايدن كل قوته الدبلوماسية تقريباً لمنع إسرائيل أو حدها عن الرد على طهران.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن بوب ماكنالي، رئيس شركة أبحاث مجموعة رابيدان للطاقة ومستشار الطاقة في البيت الأبيض خلال إدارة جورج دبليو بوش، قوله: من المحتمل أن ندخل في دوامة الصراعات بين إسرائيل وإيران. بمعنى أنه بات من المستحيل التنبؤ  بالضربات والهجمات المضادة.

وبحسب نيويورك تايمز، فإن “ما أسماه ماكنالي الانقطاعات طويلة المدى في تدفق الطاقة من منطقة الخليج، يمكن أن يرفع سعر النفط أعلى بكثير من مائة دولار للبرميل وربما يتسبب في ركود عالمي”.

وأشارت نيويورك تايمز إلى آثار الهجوم على منشآت الطاقة الإيرانية، فقالت: إذا كانت انقطاعات النفط الإيرانية محدودة، فإن التأثير سيكون محسوساً بشكل أكبر في الصين، حيث تشتري مصافي التكرير الصغيرة الجزء الأكبر من صادرات إيران.

وتناول عبد الرضا فرجي راد، سفير إيران السابق لدى أيسلندا والنرويج، في حوار مع صحيفة «شرق» الإيرانية، تحليلا لسياسة الوساطة وسلوك إدارة بايدن وسط التوترات بين إيران وإسرائيل واستراتيجية واشنطن الذكية، فقال: تحاول الولايات المتحدة الحد من الصراع بين طهران وتل أبيب بشكل متدرج وتدريجي وخطوة بخطوة.

وأضاف: بعد عملية الوعد الصادق 2، حاولت إدارة بايدن في خطوتها الأولى ثني إسرائيل عن مهاجمة وقصف المنشآت النووية لإيران بشكل مباشر. وفي الخطوة التالية، حاول البيت الأبيض إزاحة نتنياهو من طاولة الخيار أو السيناريو المحتمل المتمثل في مهاجمة منشآت النفط والغاز أو مراكز استخراج النفط، وخاصة جزيرة خارك. وأخيرا الهجوم المحدود على المراكز الصاروخية والعسكرية.

وفي الخطوة الثالثة، يعطي أستاذ الجغرافيا السياسية هذا أيضًا احتمالية هذا السيناريو بأن تتمكن حكومة بايدن من إثناء إسرائيل عن مهاجمة إيران إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية من خلال مشاورات جادة ومتتالية. بمعنى، أن أي هجوم، سواء كان شديداً أو محدوداً، على إيران يجب تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، حتى لا يكون لهذا الهجوم وآثاره وعواقبه، خاصة في مجال أسواق الطاقة، تأثير مدمر على الانتصار المحتمل لكامالا هاريس.

ويرى فرجي راد أنه “في حال أجّل نتنياهو الهجوم المحتمل على إيران إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، فسوف يحصل على حزمة باهظة الثمن من التنازلات من الديمقراطيين وإدارة بايدن”، مبينا أن “حزمة الدعم بمليارات الدولارات، فضلا عن مساعدات الأسلحة الواسعة والمتنوعة التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل ومنظمة ثاد الدفاعية هي خير مثال على هذا”.

وعلى ضوء هذه الخلفية، لا يستبعد هذا المحلل إمكانية مهاجمة إسرائيل لإيران بعد الانتخابات الرئاسية وكذلك قبل الانتخابات الرئاسية. يعتمد الأمر على موعد وصول منظومة ثاد إلى إسرائيل حتى تتمكن من الرد على الهجوم الإيراني المحتمل.

يواصل فرجي راد قائلا: بعد استشهاد السيد حسن نصر الله وانفجار أجهزة البيجرز، كان حزب الله اللبناني قد قبل الشروط المسبقة لقبول القرار 1701 والانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني، لكنه الآن، بعد أن استعاد السلطة، أعلن رسمياً أن نهاية أي صراع مع إسرائيل سيعتمد على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

واختتم سفير إيران السابق لدى أيسلندا والنرويج موضحا: إن المعيار الجديد المتمثل في استعادة حزب الله للسلطة، إلى جانب نقاط أخرى، يمكن أن يؤخر هجوم نتنياهو المحتمل على إيران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى