هل تنجح مقاتلات “ميج 29” في ردع هجوم إسرائيل المحتمل على إيران؟
تواجه إيران منذ عقود تحدياً رئيسياً في حماية مجالها الجوي من التهديدات الخارجية والغارات المعادية، ولكن هذا التحدي صار أكثر إلحاحاً بعدما توعّدت إسرائيل بشن هجمات انتقامية "قوية" ضد إيران.
ميدل ايست نيوز: تواجه إيران منذ عقود تحدياً رئيسياً في حماية مجالها الجوي من التهديدات الخارجية والغارات المعادية، ولكن هذا التحدي صار أكثر إلحاحاً في الأيام الأخيرة، بعدما توعّد المسؤولون الإسرائيليون بشن هجمات انتقامية “قوية” ضد إيران، رداً على هجومها الصاروخي في الأول من أكتوبر الجاري.
ورغم أن إيران تعتمد في المقام الأول على دفاعاتها الجوية الأرضية لصد أي هجمات محتملة، إضافة إلى ترسانتها من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية القادرة على شن عمليات انتقامية كبيرة، إلا أنها تمتلك 17 سرباً من المقاتلات التي تمنحها قدرات ثانوية في المعارك الجوية وتوجيه الضربات، وفق تقرير لمجلة Military Watch.
الدفاع عن طهران
أسندت إيران مهمة الدفاع عن العاصمة طهران إلى سربين من مقاتلات MiG-29 سوفيتية الصنع، باعتبارها واحدة من المقاتلات الأكثر حداثة وكفاءة في أسطولها الجوي، إذ يُقدر عدد المقاتلات التي تستطيع طهران نشرها من هذا الطراز بحوالي 35 مقاتلة.
وذكرت Military Watch أنه بعد وفاة المرشد الأعلى الإيراني الخميني في عام 1989، والذي وصفته بـ”المناهض للاتحاد السوفيتي”، شهدت العلاقات الثنائية بين موسكو وطهران تحسناً سريعاً.
وأصبحت إيران من كبار المشترين للمعدات العسكرية السوفيتية، وتطورت العلاقات بوتيرة متسارعة في أول عامين منذ وفاة المرشد الإيراني. وحصلت طهران بعدها على سربين من مقاتلات MiG-29، وسرب من مقاتلات Su-24M.
وكانت مقاتلات MiG-29 قد انضمت إلى القوات الجوية السوفيتية في عام 1982، وقام الاتحاد السوفيتي بعدها بتوريد هذه الطائرات إلى يوغوسلافيا، والهند، وكوريا الشمالية، وكوبا، والعراق، وسوريا.
وتم إنتاج مقاتلة MiG-29 على نطاق واسع يتجاوز 100 مقاتلة سنوياً، ما سمح لموسكو بتلبية الطلبات الخارجية بسرعة، واستبدال المقاتلات القديمة في أسطوله في نفس الوقت.
تفوق المقاتلة السوفيتية
تعد MiG-29 مقاتلة متوسطة الوزن، تقترب إلى حد كبير من وزن المقاتلة F-18 Hornet الأميركية، وأكبر من المقاتلة F-16 الأميركية.
وتفوقت المقاتلة السوفيتية آنذاك على جميع المقاتلات الغربية من حيث الأداء، فضلاً عن قدرتها على حمل صاروخ جو-جو من طراز R-73، والذي منحها القدرة على الاشتباك بعيداً عن نطاق الرؤية.
وأثبتت الاختبارات التي أُجريت في تسعينيات القرن الماضي، أن الصاروخ يمنح المقاتلة السوفيتية ميزة ساحقة على نظيراتها الغربية، وهو ما منح لإيران القدرة على تحدي جميع الطائرات المعادية.
ولكن تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991 لم يؤد إلى توقف عمليات شراء الأسلحة وحسب، بل حرمان إيران أيضاً من الوصول إلى الفئات الجديدة الأكثر تقدماً من المقاتلة، أو أي مقاتلات روسية أعلى من حيث الفئة، مثل مقاتلات MiG-31، وSu-27 الروسية.
وخضعت روسيا الوليدة من أنقاض الاتحاد السوفيتي لضغوط غربية، وتوقفت عن إبرام صفقات الأسلحة مع إيران في ذلك الوقت.
وعلى هذا النحو، لم تتحقق أمنية طهران في الحصول على أعداد كبيرة من مقاتلات MiG-29 خلال فترة التسعينيات، لتشكيل الدعامة الأساسية الجديدة لأسطولها، كما لم تحصل إيران على الفئات الجديدة من المقاتلة، مثل MiG-29M، وMiG-29UPG، التي تتمتع بقدرات عالية إلى حد ما، الأمر الذي دفع طهران إلى الاعتماد على جهودها المحلية لتحديث ما تمتلكه من مقاتلات.
الرهان الإيراني
على الرغم من أن مقاتلات MiG-29 تعد الأكثر قدرة في الأسطول الإيراني، إلا أن مقاتلات الجيل الخامس التي يستخدمها خصوم إيران، مثل مقاتلات F-35 الأميركية، تتفوق على المقاتلة السوفيتية بشكل كبير.
وفي حين أن مقاتلات MiG-29 لا تزال تتمتع بأداء جيدة في الطيران، إلا أن أنظمة الأسلحة وأنظمة الطيران الإلكترونية الخاصة بها، أصبحت من طراز قديم.
ومع ذلك، يمكن لهذه المقاتلات أن تلعب أدواراً مهمة في دعم الدفاعات الجوية الإيرانية في مواجهة المقاتلات المعادية.
وذكر تقرير Military Watch، أن أسطول مقاتلات F-15 الأميركية التي تمتلكها إسرائيل، حاله كحال مقاتلات MiG-29 الموجودة لدى إيران، فهي تستخدم أيضاً إلكترونيات طيران تعود لحقبة الحرب الباردة، وصواريخ جو -جو من طراز AIM-7 الأقدم والأقل قدرة من صواريخ R-27 السوفيتية التي تحملها مقاتلات MiG-29.
وبالنظر إلى أن مقاتلات F-15 الأميركية هي الوحيدة القادرة في الأسطول الإسرائيلي على إجراء عمليات في عمق إيران دون حاجتها إلى التزود بالوقود في الجو، فإن عمر الطائرة قد يكون عاملاً مهماً يسمح لمقاتلات MiG-29 التي تمتلكها إيران بالتصدي لها في عمليات الدفاع الجوي.
إضافة إلى ذلك، فإن مقاتلات MiG-29 تمتلك قدرات استهداف بعيدة المدى توفرها صواريخ R-73، وهي القدرة التي تفتقر إليها العديد من المقاتلات الغربية اليوم، بما في ذلك مقاتلات F-22 الأميركية، وجميع طائرات F-15 الإسرائيلية، وهو ما يمنح إيران ميزة خاصة في أي معركة محتملة.