فشل مشروع تصدير قطع الغيار من إيران إلى روسيا.. ما هي الأسباب؟
تقول إحصاءات الجمارك الإيرانية إنه تم تصدير ما قيمته 5.6 مليون دولار فقط من قطع غيار السيارات إلى روسيا في الأشهر الستة الماضية.

ميدل ايست نيوز: منذ عامين وقع الجانبان الإيراني والروسي 12 مذكرة تفاهم بقيمة 700 مليون دولار في مجال تصدير قطع الغيار الإيرانية إلى روسيا و300 مليون دولار تتعلق بشركة صناعة السيارات المحلية. رغم هذا، تقول إحصاءات الجمارك الإيرانية إنه تم تصدير ما قيمته 5.6 مليون دولار فقط من قطع غيار السيارات إلى روسيا في الأشهر الستة الماضية. وفي ظل غياب الإيرانيين، يسرع الصينيون للاستياء على السوق الروسية.
وبحسب الإحصائيات التي نشرتها الجمارك الإيرانية وأوردها موقع خبرآنلاين، فقد بلغ إجمالي صادرات قطع غيار السيارات ومكوناتها في النصف الأول من العام الحالي 26.8 مليون دولار، 21% منها اتجهت نحو روسيا وتقدر بنحو 5.6 مليون دولار.
إذن، لم تكن إيران المهيمنة على سوق السيارات وقطع الغيار الروسية كما كان منصوص عليه، بل الصين من فعلت ذلك. أصبح سوق وصناعة السيارات الروسية الآن قادراً على العودة إلى الحياة مرة أخرى ولم يعد هناك فسحة كبيرة لإيران، ليصبح حلم تحويل السوق الروسية إلى سلم للنهوض بصناعة السيارات وقطع الغيار الإيرانية في الأسواق العالمية غير عملي للغاية.
لماذا لم تنفتح إيران على السوق الروسية؟
لكن ما أسباب فشل الخطط المعلنة للتواجد الإيراني في سوق السيارات وقطع الغيار الروسية؟ يؤكد إبراهيم دوست زاده، عضو مجلس إدارة جمعية الصناعات المتجانسة ومصنعي قطع الغيار ومدير مشروع روسيا لهذه الجمعية، أن إحدى العقبات المهمة أمام تنفيذ هذه الخطط هي العقوبات المصرفية المفروضة على إيران وروسيا.
مضيفا: بما أن كلا البلدين متأثران بهذه العقوبات، فإنهما يقومان بإجراء معاملاتهما بالروبل والريال. لذلك عندما يقوم صانع قطع الغيار بتصدير منتجه إلى روسيا، فإنه يحصل على الروبل مقابل ذلك. بموجب القانون، يمكن للمصدر استيراد 70٪ من قيمة الصادرات لتصدير منتجه، ولكن بالنظر إلى أن الروبل فقط متاح للمصدرين، فإنهم يضطرون إلى استيراد المنتجات المتوفرة في روسيا، علما أن المنتجات في روسيا والتي يمكن استخدامها في صناعة قطع الغيار محدودة جدا.
ووفقا لدوست زاده، في حال أراد المصدرون الإيرانيون بيع الروبل في إيران فعليهم بيع بسعر أقل من المعتاد، يقول: ليس لدى الشركات المصنعة لقطع الغيار حافز كبير للتصدير إلى هذا البلد، فهذا الشكل من التصدير غير مقبول بالنسبة لهم.
ويرى عضو مجلس إدارة جمعية الصناعات المتجانسة ومصنعي قطع الغيار الإيراني أن عنصر التصدير يمثل اتجاهًا طويل المدى، والشيء الجيد في هذا أن صادرات قطع الغيار الخاصة بإيران إلى روسيا كانت مصحوبة بنمو واضح.
وأردف: طلبت روسيا 2000 سيارة، منها 1000 لإيران خودرو (500 تارا و500 بيجو 207) و1000 لسايبا (500 كويك و500 شاهين).
وأكد دوست زاده أن إحدى المشاكل القائمة في هذا الشأن هي عدم استخدام نفس المعيار بين إيران وروسيا. ووفقا له، فقد تم توقيع مذكرة تفاهم بين منظمات المعايير الإيرانية والروسية بحيث يتم استخدام المختبرات المعتمدة من الطرفين لمعايير السيارات وللتغلب على هذه المشكلة.