من الصحافة الإيرانية: هل تتمكن بريكس من حل تحديات إيران الداخلية والخارجية؟

مع اختتام قمة البريكس التي استمرت ثلاثة أيام في قازان الروسية، طرحت الأوساط الإيرانية عدة أسئلة حول نتيجة اللقاءات والاجتماعات التي خاضها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته روسيا.

ميدل ايست نيوز: مع اختتام قمة البريكس التي استمرت ثلاثة أيام في قازان الروسية، طرحت الأوساط الإيرانية عدة أسئلة حول نتيجة اللقاءات والاجتماعات التي خاضها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته روسيا؟ وكيف يمكن لإيران أن تستفيد من وجودها في هذه المجموعة في ظل أزمات المنطقة وخارجها؟

وقال محمد جواد قهرماني، خبير في الشؤون الصينية، لصحيفة دنياي اقتصاد، إن “هناك الكثير من التفاؤل في إيران للأسف بشأن البريكس، وقد زاد هذا الأمر بعد حصول إيران على العضوية الدائمة في منظمة شنغهاي”.

ووفقا لهذا الخبير الإيراني، من “الضروري أن نكون واقعيين بشأن إنجازات البريكس لعدة أسباب”، وذكر: أولا، على الرغم من أن المجموعة يُنظر إليها باعتبارها رمزاً للمضي نحو التعددية، إلا أن النهج الذي يتبناه جميع الأعضاء حالياً لا يتمثل في تحدي النظام الحالي ومؤسساته القائمة. ثانيا، على الرغم من أن الحصة الجماعية لأعضاء التجارة العالمية ليست صغيرة، إلا أن العديد من الأعضاء لديهم علاقات اقتصادية أو تكنولوجية أو حتى أمنية مع أمريكا والغرب. بالتالي، ستظل السياسات الأميركية مؤثرة في سياستهم الخارجية.

وواصل: أما المسألة الثالثة فهي التحديات أو حتى انعدام الثقة بين الأعضاء. حيث يمكننا أن نذكر الخلافات بين الصين وروسيا، والصين والهند، وغيرها من القضايا، والتي ستؤثر أيضًا على تماسك البريكس.

وحول ما إذا ستتمكن مجموعة البريكس من المساهمة في حل التحديات الإقليمية والخارجية التي تواجهها إيران، يقول جواد قهرماني: ينبغي الأخذ في الاعتبار أن تعدد الأعضاء يجعل نطاق المطالب متعددا، وهو ما يمكن أن يطغى على تماسك هذه المجموعة.

وأردف الخبير في الشؤون الصينية: بالإضافة إلى النفوذ المحدود لهذه الدول في القضايا الإقليمية، فإن تدخل هذه القوى، بما في ذلك الصين وروسيا، أدى في بعض الحالات إلى ضبابية في المواقف. على سبيل المثال، صحيح أن الصين لعبت دور الوسيط بين إيران والسعودية، إلا أن موقفها من الجزر الثلاث يعتبر مخالفا لسلامة أراضي إيران.

وأكمل: لدى أعضاء البريكس الإقليميين أجندات مختلفة نسبيا. على سبيل المثال، إذا كانت طهران ترى البريكس كمجموعة يمكنها تسريع المضي نحو التعددية، إلا أن الإمارات تريد التأكد من عملية التنمية المستقبلية ويمكنها أيضًا بهذه الطريقة التأثير على أجندات الصين وروسيا أو الهند وعلى اعتبارات هذه القوى في العلاقات مع طهران، بحيث لا تغير علاقاتهما الموازين لصالح إيران. إذن، ينبغي أيضًا تقييم العوامل الأخرى في القضايا الإقليمية.

واختتم الخبير قائلا: لعب عامل العقوبات دوراً مهماً في تقييد العلاقات بين إيران والصين، كما أن لهذه العقوبات أثر مهم في زيادة المنافسة بين إيران وروسيا على أسواق الطاقة في شرق آسيا. ويجب أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن الصين وروسيا لديهما نهجان مختلفان. على سبيل المثال، على الرغم من أن روسيا لديها منظور أمني في العديد من القضايا والملفات، إلا أن القضايا الاقتصادية أكثر أهمية بالنسبة للصين.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى