إيران تتخلى عن نظام سويفت وتستخدم العملات الوطنية مع بريكس

أعلن محمد رضا فرزين، محافظ البنك المركزي الإيراني، إلغاء استخدام نظام "سويفت" في التبادلات التجارية الإيرانية واستخدام العملات الوطنية في تسوية المعاملات مع أعضاء تجمع دول بريكس حالياً.

ميدل ايست نيوز: أعلن محمد رضا فرزين، محافظ البنك المركزي الإيراني، إلغاء استخدام نظام “سويفت” في التبادلات التجارية الإيرانية واستخدام العملات الوطنية في تسوية المعاملات مع أعضاء تجمع دول بريكس حالياً. ونقلت وكالة مهر للأنباءعن فرزين، قوله اليوم الاثنين، في المؤتمر السنوي الحادي عشر للمصارف الحديثة: “اليوم، تعد شبكة (شتاب) لدينا واحدة من الشبكات الرائدة في المنطقة”.

وأكد فرزين: “بسبب العقوبات، لدينا تحديات في التفاعلات المصرفية الدولية، ولكن تم بذل الجهود للحفاظ على التفاعلات”. وتابع:”أحد الإجراءات في هذا الصدد هو تصميم نظام (أكيومر)في إطار اتحاد الصرف الآسيوي، وحاولنا استخدام مثل هذه الأدوات في مواجهة العقوبات”.

وتحول نظام سويفت خلال الألفية الحالية إلى أحد أبرز الأسلحة الاقتصادية بيد الولايات المتحدة، والذي بدونه لا تتمكن الدول المعاقبة من تنفيذ تحويلات فواتير تجارة السلع والخدمات، والتحويلات الأخرى العابرة للحدود.

ومن خلال نظام سويفت تسيطر واشنطن على حركة الدولار عبر الحدود، بصفتها المصدّرة لهذه العملة، وبصفة البنك الفيدرالي الأميركي هو المسؤول عن السياسة النقدية الأميركية، والمسؤول كذلك عن كميات المعروض النقدي من الدولار في أسواق العالم.

وبسبب هذا السلاح بدأت عديد الدول حتى خارج نطاق بريكس تبحث عن تنفيذ مدفوعات التجارة بعملاتها المحلية، كما يجري بين الصين وروسيا، وهي طريقة تقلل من تخارج الدولار من هذه الأسواق.

بدائل لقيود سويفت

وقال فرزين: “إن تجمع بريكس فرصة جيدة للغاية للحفاظ على تفاعلاتنا الدولية لأن واقع الاقتصاد الإيراني يتمثل في تقليل الروابط التجارية والمصرفية مع أوروبا وأميركا”. وأضاف: ” بريكس لها حصة كبيرة في التبادلات التجارية والنقدية والمصرفية، وحاولنا تلبية احتياجاتنا من خلالها”.

تأسست المجموعة عام 2006 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب أفريقيا عام 2011، وفي 1 يناير/ كانون الثاني 2024، أصبحت مصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات أعضاء كاملين.

4 محاور للتبادلات في بريكس

وتابع فرزين: “إن التبادلات في إطار بريكس لها 4 محاور رئيسية، أولها حصة العملات المحلية في التبادلات التي تحركها الصين وروسيا وإيران في هذا الاتجاه. والمسألة الثانية تتمثل في تعزيز تعاون البريكس في أنظمة الدفع، والتي تم تصميم منصة تسوية لها وهي في المرحلة الأولية”.

وبحسب رئيس البنك المركزي فإن إطار المنصة يقوم على التسوية بالعملات المحلية والعملة الرقمية الوطنية. وأضاف أن ربط شبكة إيران وروسيا ينطبق على أعضاء بريكس الآخرين أيضًا. وأوضح فرزين أن المحور الثالث للتفاعل في إطار بريكس تمثل في ربط شبكة (مير) الروسية و(شتاب) الإيرانية، ونُفِّذَت المرحلة الأولى منها وربط 5 بنوك بها ويجري الآن ربط 4 بنوك أخرى. ويمكن أيضًا التعاون في هذا المجال مع الدول الأعضاء الأخرى في مجموعة بريكس.

وأضاف: “وقعنا أيضًا اتفاقية نقدية مع روسيا ونجري المعاملات بالريال والروبل”. وقال فرزين: إن المحور الرابع هو تطوير استخدام الريال الرقمي والذي يعتبر من أهم التغييرات في النظام المصرفي، مشيراً إلى أن هناك العديد من الدول تستخدم النقود الرقمية وحالياً 23 دولة منها كوريا والصين والإمارات وتركيا وإيران في المرحلة التجريبية.

وقال فرزين في وقت سابق من الشهر الجاري، إن وصول دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة الأميركية ليس له تأثير مباشر على الاقتصاد الإيراني، لافتاً إلى تعزيز التعاون مع دول “بريكس” وإزالة التبادل بالدولار مع بعض الدول.

وأضاف أن “وجود ترامب رئيساً ليس له آثار مباشرة على الاقتصاد الإيراني لأنه ليس لدينا تعاون تجاري ونقدي ومالي مع أميركا وأوروبا، ولكن من حيث التأثير غير المباشر للاقتصاد الأميركي، يمكن أن يؤثر على كل اقتصادات العالم والأسواق المالية”.

ورداً على مبادرة بريكس وغيرها من محاولات تجاوز نظام سويفت العالمي، حذرت وزارة الخزانة الأميركية الثلاثاء الماضي، من مخاطر أي أنظمة دفع جديدة عابرة للحدود، وذلك على لسان مساعد الوزير نايمان يدلي، علماً أن مجموعة بريكس أعلنت خلال قمتها الأخيرة في روسيا عزمها على إنشاء نظام مستقل للدفع.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش اجتماعه مع رئيسة بنك التنمية الجديد، ديلما روسيف الشهر الماضي، إن زيادة المدفوعات بالعملات الوطنية تتيح فرصة زيادة الاستقلال المالي لدول “بريكس”، وتقلل المخاطر الجيوسياسية، وتحرر التنمية الاقتصادية من السياسة.

وقال: “زيادة التسويات بالعملات المحلية تتيح لنا تخفيض مدفوعات خدمة الديون، وزيادة الاستقلال المالي لدول بريكس، وتقليل المخاطر الجيوسياسية قدر الإمكان وتخليص التنمية الاقتصادية من السياسة“.

وكشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في سبتمبر/أيلول الماضي، أن “بريكس” ستوسع نظاماً أعدته يدعى نظام مدفوعات “بريكس”. ويسمح نظام مدفوعات “بريكس” بعمليات نقل مدفوعات الأموال من دون الاعتماد على الأنظمة الحالية بصدارة نظام “سويفت” الذي تستخدمه واشنطن لتقييد مدفوعات العديد من الدول حول العالم.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى