إيران… انخفاض ملحوظ في معدلات الأمطار وتحذيرات من موجة جفاف مدقع

شهدت العديد من المحافظات الإيرانية انخفاضا ملحوظا في معدلات الأمطار خلال السنة المائية الحالية.

ميدل ايست نيوز: شهدت العديد من المحافظات الإيرانية انخفاضا ملحوظا في معدلات الأمطار خلال السنة المائية الحالية (من أواخر سبتمبر 2023 حتى 25 ديسمبر 2024).

ووفقًا لبيانات منظمة الأرصاد الجوية، فقد شهدت 30 محافظة إيرانية انخفاضًا في هطول الأمطار مقارنة بالفترة الطويلة الأمد.

وتتصدر محافظة سيستان وبلوشستان هذه القائمة بانخفاض قدره 93.5%، تليها محافظة هرمزكان بنسبة انخفاض 84.4%. أما محافظتا أصفهان وكهكيلويه وبوير أحمد فقد سجلتا انخفاضًا بنسبة 72.3% و71% على التوالي، مما يجعلهما في المرتبتين التاليتين ضمن أكثر المحافظات التي شهدت نقصًا في الأمطار.

في المقابل، شهدت محافظة مازندران زيادة في معدلات الأمطار بنسبة 13.4% مقارنة بالفترة الطويلة الأمد. أما في طهران، فقد انخفضت الأمطار بنسبة 37.7%، حيث انخفضت كمية الأمطار السنوية من 76.5 ملم إلى 47.7 ملم.

في المجمل، شهدت إيران انخفاضًا في معدلات الأمطار بنسبة 45.8% مقارنة بالفترة الطويلة الأمد، حيث انخفضت كمية الأمطار من 63.2 ملم إلى 34.3 ملم.

ويمكن أن يكون لهذا الانخفاض في هطول الأمطار تداعيات خطيرة على الموارد المائية والزراعة وإمدادات المياه الصالحة للشرب في مختلف المناطق. إذ من الضروري اتخاذ تدابير مناسبة وإدارة فعالة للموارد المائية لتجنب تفاقم الأزمات المحتملة. تلوث الهواء والجفاف هما أزمتان بيئيتان مرتبطتان بشكل مباشر وغير مباشر ببعضهما البعض، ولهما تأثيرات متبادلة على تفاقم هذه المشكلات.

ويعتبر الجفاف أحد النتائج الناجمة عن التغيرات المناخية، وهو ناتج عن انخفاض الأمطار وارتفاع درجات الحرارة. هذا الوضع يؤدي إلى زيادة انبعاث الجسيمات العالقة والغبار والتلوث الناتج عن انخفاض رطوبة التربة وجفاف الأرض. من ناحية أخرى، يساهم تلوث الهواء الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة والملوثات الصناعية والحضرية في تسريع التغيرات المناخية، مما يؤدي إلى جفاف أكثر شدة وانتشارا.

ويلعب تلوث الهواء دورًا مهمًا في نشوء وتفاقم الجفاف. تعمل الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان على إحداث ظاهرة الاحتباس الحراري وزيادة درجة حرارة الأرض، مما يؤدي إلى تعطيل الأنماط المناخية. يمكن أن تؤدي هذه التغيرات إلى تقليل الأمطار وتغيير نمط توزيعها وزيادة التبخر، وهي من العوامل الرئيسية المساهمة في الجفاف. كما أن وجود الجسيمات العالقة والملوثات في الهواء يمكن أن يعطل عملية تكوين السحب الممطرة، مما يؤدي إلى تقليل الأمطار الفعالة.

وبالنظر إلى أن إيران دولة ذات مناخ جاف ونصف جاف، فهي تواجه على الدوام تحديات متعلقة بنقص الموارد المائية. في العقدين الأخيرين، مرت البلاد بفترات متتالية من الجفاف كان لها تأثيرات واسعة على قطاعات مختلفة مثل الزراعة والموارد المائية والبيئة. ووفقًا لتقارير منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية، فإن أكثر من 98% من مساحة البلاد تعاني من درجات متفاوتة من الجفاف، حيث يشكل الجفاف الشديد جدًا والبالغ شدته حوالي 84% من هذه المساحة.

وتُظهر التوقعات طويلة الأمد أن هذه الأوضاع ستستمر في السنوات القادمة. كما تشير بعض النماذج المناخية إلى أن إيران ستواجه حتى عام 2039 خمسة سنوات جفاف شديدة، حيث ستشهد معظم أنحاء البلاد أمطارًا أقل من المعتاد.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان + 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى