عضو في البرلمان الإيراني: 130 ألف مقاتل سوري تلقوا تدريبات على أيدي إيرانيين
إن تصريحات المرشد الأعلى الإيراني حول الشباب السوري لا تعني أن إيران ستدعم فصائل المقاومة السورية، بل تعني أن الحكومة الجديدة في دمشق لن تستطيع مواجهة التحديات الكثيرة التي أمامها.

ميدل ايست نيوز: مر حوالي شهر منذ أن سقط نظام بشار الأسد في سوريا بيد المجموعات المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام”.
وتحظى الجماعات التي سيطرت على سوريا في 8 ديسمبر الماضي بدعم صريح من تركيا، حيث أعلنت (أي الجماعات) بشكل واضح عداءها للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي هذا السياق، أعلنت طهران معارضتها الصريحة للمسار الجاري في سوريا، حيث أكد المرشد الأعلى الإيراني في العديد من خطاباته بعد سقوط بشار الأسد على أن “المناطق التي تم احتلالها في سوريا ستتحرر بلا شك على يد الشباب السوريين الغيور”.
القوات العسكرية للمقاومة السورية جاهزة للانطلاق
وعلى وقع هذا، قال أحمد بخشايش أردستاني، عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن الوطني في البرلمان، لموقع ديده بان إيران: يبدو أن الاشتباكات المسلحة في سوريا ستستمر وقد تتصاعد، لأن إنشاء نظام ديمقراطي في سوريا يتطلب وجود أشخاص يؤمنون بالديمقراطية. أحمد الشرع، المعروف بـ أبو محمد الجولاني، كان عضوًا في المجموعات الإسلامية المتطرفة لسنوات، وتجربة الماضي أثبتت أن هذه المجموعات لا تؤمن بالديمقراطية، إلا إذا كانوا يهدفون إلى إقامة نوع من الإسلام الليبرالي تحت إشراف الدولة التركية، مشابه لما يحدث في تركيا.
وأكد أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تسعى إلى إنشاء ديمقراطية غربية في سوريا، وقال: من أجل إقامة مثل هذا النظام، يجب أن يقبل أحمد شرع وأتباعه بتشكيل حكومة علمانية لا يكون فيها للإسلام دور، بينما من غير المرجح أن تقبل ‘هيئة تحرير الشام’ والسلفيون المتحالفون معهم هذا الأمر. كما أن هذه الجماعات، قبل أن تسيطر على العاصمة السورية، كانت أكثر ارتباطًا بالخارج وكان دور تركيا وأمريكا وإسرائيل في سقوط بشار الأسد واضحًا.
وأوضح أيضًا أن إسرائيل قد قصفت مئات النقاط من البنية التحتية في سوريا بعد سقوط النظام السابق، ولم يتخذ النظام الجديد أي موقف حازم تجاه هذه الانتهاكات للأراضي السورية، مما يدل على أن “هيئة تحرير الشام”، على الرغم من شعاراتها، ليست مهتمة بسيادة سوريا بقدر اهتمامها بتثبيت سلطتها.
وأشار إلى المظاهرات الواسعة التي نظمتها الطائفة العلوية في سوريا بعد حرق قبر أحد كبار الشخصيات من هذا المذهب، فقال: لا ينبغي أن ننسى أن الشهيد قاسم سليماني درّب 130 ألف شخص من قوات المقاومة السورية، وهم من أبناء الشعب السوري، أغلبهم من أتباع المذهب الشيعي أو المذهب العلوي.
وأكمل: قوات المقاومة السورية ساعدت في الحفاظ على بشار الأسد وهزيمة داعش، لكن لاحقًا رفض الجيش السوري أن تكون لهم مكانة في هيكل الجيش السوري مثل ‘الحشد الشعبي’ في العراق. هذه القوات لا تزال موجودة في سوريا وهي ترى ما يحدث، ولديها الجهوزية للانطلاق مجددا. لذلك من غير المرجح أن يقبل العلويون بسهولة الحكومة السورية الجديدة، إلا إذا زادت الحكومة الجديدة قوتها وفرضت عليهم عقوبات اقتصادية شديدة، أو إذا تم تحسين أوضاعهم الاقتصادية بحيث يشعرون بالاطمئنان على معيشتهم.
وتابع: روسيا أيضًا لن تتخلى بسهولة عن نفوذها في سوريا. ما زال ارتباطها بالبحر الأبيض المتوسط أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لها، ولا ترغب في فقدان قواعدها البحرية في شمال غرب سوريا. لكن سياسة إيران تجاه سوريا حاليًا هي الصمت، وهذا الصمت يختلف عن اللامبالاة. نحن نعلم أن ‘هيئة تحرير الشام’ تواجه تحديات كافية لتشكيل حكومة قوية في سوريا، ولا حاجة لنا لخلق تحديات جديدة لها.
وفي الختام، أشار عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن الوطني في البرلمان الإيراني إلى أن تصريحات المرشد الأعلى حول الشباب السوري لا تعني أن إيران ستدعم فصائل المقاومة السورية، بل تعني أن الحكومة الجديدة لا تستطيع مواجهة التحديات الكثيرة التي أمامها. إذ ستواجه سوريا في المستقبل مشكلات أمنية ومعيشية كبيرة، وحينها سيبدأ الشباب في سوريا في التحرك تلقائيًا لتشكيل تنظيمات لمواجهة الحكومة السورية الجديدة.