انسحاب صافولا السعودية يفاقم القلق من تأثير ارتفاع أسعار الزيوت النباتية في إيران
قررت لجنة تنظيم السوق في إيران رفع أسعار أنواع الزيوت النباتية المستخدمة في المنازل وصناعة الحلويات اعتبارًا من 1 يناير 2025.
ميدل ايست نيوز: قررت لجنة تنظيم السوق في إيران رفع أسعار أنواع الزيوت النباتية المستخدمة في المنازل وصناعة الحلويات اعتبارًا من 1 يناير 2025. جاء ذلك وسط انسحاب مفاجئ لشركة صافولا السعودية، أحد الموردين الرئيسيين للزيوت الغذائية في إيران، مما أثار مخاوف بشأن الاحتكار وارتفاع الأسعار في هذا القطاع.
وبموجب قرار لجنة تنظيم السوق، تم الإعلان عن أسعار جديدة لـ 114 منتجًا من الزيوت النباتية، تشمل الزيوت السائلة، وشبه الصلبة، والزيوت المستخدمة في صناعة الحلويات. وتم تحديد زيادة الأسعار بنسبة 15% للزيوت المنزلية و21% لزيوت الحلويات، على أن تُطبق الزيادة على المنتجات التي يتم إنتاجها اعتبارًا من 1 يناير 2025.
وصرح علي فاضلي، رئيس مجلس إدارة جمعية الزيوت النباتية، بأن استهلاك الزيوت في إيران يتراوح بين 160 و170 ألف طن شهريًا، 60% منها للاستهلاك المنزلي و40% للقطاع الصناعي. وأكد فاضلي أن زيادة الأسعار ستساهم في تحسين توفر الزيوت في الأسواق.
وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار العالمية تسبب في توقف مؤقت في توزيع الزيوت، لكنه أكد أنه مع تطبيق الزيادة الجديدة اعتبارًا من 1 يناير، لن يكون هناك أي مشاكل في السوق. وأضاف أن توزيع 30 ألف طن من الزيوت من قِبل شركة التجارة الحكومية سيساهم في تهدئة المخاوف.
خروج صافولا السعودية وتأثيراتها
قامت مجموعة صافولا السعودية القابضة، التي كانت تمتلك أكثر من 50% من حصة السوق الغذائية في إيران، بسحب استثماراتها بشكل مفاجئ من إيران. واستمرت الشركة في نشاطها حتى بعد الهجمات على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد عام 2015، لكنها أعلنت الآن في بيان رسمي عن “انسحاب منظم من الأسواق الثانوية” وبيعها حصتها لشركة أخرى.
بموجب هذا الإجراء، تم نقل الشركات التابعة لصافولا، التي تُقدر قيمتها بأكثر من 200 مليون دولار، إلى مجموعة “مدلل”. وقد يؤدي هذا الانتقال إلى تعزيز الاحتكار في سوق الزيوت.
وعلى الرغم من أن صافولا لم تتخذ قرارًا بمغادرة السوق الإيرانية عام 2015، إلا أنها بدأت في تقليص وجودها تدريجيًا. ويُفسر انسحاب الشركة المفاجئ من إيران على أنه قرار سياسي. وفي حين يشير البيان الصادر إلى “التركيز على الأسواق ذات الإمكانات الأعلى”، يعتقد المحللون أن تولي دونالد ترامب للرئاسة وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة كانا من الأسباب الرئيسية وراء هذا القرار.
وكانت صافولا، التي تمتلك حصة سوقية تتراوح بين 35% و60% من سوق الزيوت الغذائية في إيران، من الموردين الرئيسيين للمواد الخام للمصانع المحلية. ويمكن أن يؤدي هذا الانسحاب غير المتوقع إلى أزمة في السوق الغذائية الإيرانية وارتفاع كبير في الأسعار.