نواب إيرانيون يعارضون انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي.. ما هي الأسباب؟

وجه ١٢٠ نائبا في البرلمان الإيراني خطابا أعربوا فيه عن معارضتهم الصريحة لإعادة النظر في لوائح CFT وباليرمو في مجمع تشخيص مصلحة النظام.

ميدل ايست نيوز: تداولت وسائل الإعلام الإيرانية يوم الاثنين الماضي خطاب موقع من أكثر من 120 نائباً في مجلس الشورى، أعربوا فيه عن معارضتهم الصريحة لإعادة النظر في لوائح CFT وباليرمو في مجمع تشخيص مصلحة النظام.

ووجه النواب في خطابهم إلى محمد صادق آملي لاريجاني، رئيس المجمع، تحذيراً من أن “بعض بنود مجموعة العمل المالي تطلب معلومات كاملة عن التجارة والاقتصاد وقنوات الالتفاف على العقوبات مع تفاصيلها، مما قد يؤدي إلى تعطيل تلك القنوات من قبل أعداء الشعب الإيراني. وإذا تمت المصادقة على هذه اللوائح، فإن أي معاملة مالية داخلية أو خارجية قد تتعرض للعرقلة بدعوى الاشتباه من قبل أعضاء مجموعة العمل المالي، ما سيشكل ضربة خطيرة للاقتصاد الإيراني.”

وفي هذا السياق، علق اللواء إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان وقائد في الحرس الثوري الإيراني، على سبب معارضة عدد كبير من نواب البرلمان لإعادة النظر في لوائح مجموعة العمل المالي، فقال خلال حوار مع موقع ديده بان إيران: تمت مناقشة ملف مجموعة العمل المالي عدة مرات في البرلمان ومجمع تشخيص مصلحة النظام، وتم رفضها. والسبب الرئيسي لهذه المعارضة هو أن الاتفاق النووي نص على التزامات متبادلة بين الطرفين، حيث نفذت إيران التزاماتها بالكامل، بينما لم يلتزم الاستكبار العالمي، بما في ذلك أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، بل انسحبت أمريكا من الاتفاق وزادت من العقوبات بشكل أشد من السابق.

وأضاف: الغربيون، وعلى رأسهم الأمريكيون، لم يلتزموا بتعهداتهم في الاتفاق النووي، بل حاولوا فرض شروطهم بقوة. مشكلتنا اليوم هي أن المصادقة على مجموعة العمل المالي ليست سوى واحدة من المطالب الغربية، وتجربتنا أظهرت أنهم لا يلتزمون بتعهداتهم، لذلك لا يمكن الوثوق بهم. لهذا السبب يعارض كثير من النواب إعادة مناقشة هذا الموضوع في مجمع تشخيص مصلحة النظام.

وأكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان أن “الغرب يتبع سياسات مزدوجة في مكافحة الإرهاب. فعلى الرغم من أن مجموعة العمل المالي تبدو كهيئة مالية دولية تهدف لمنع تمويل الإرهاب، إلا أنها تتلقى تعليماتها من الدول الغربية التي تدعم الإرهابيين. ألم تصنف الولايات المتحدة شخصاً مثل جولاني كإرهابي ورصدت مكافأة بملايين الدولارات لمن يقتله؟ فلماذا الآن ألغت هذه المكافأة وتدعم هذا الشخص؟ هذا يثبت أن الغرب ينتهج معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب ويسعى لتحقيق أهداف خفية من خلال مجموعة العمل المالي.”

وأشار كوثري إلى أن “إيران يمكنها مواصلة تجارتها الخارجية دون الانضمام إلى مجموعة العمل المالي. قد تكون التجارة مع بعض الدول أو البنوك أصعب، لكن هذا لا يعني أن التجارة الخارجية ستتوقف. فحتى في ظل أشد العقوبات، زادت صادرات النفط والصادرات غير النفطية. وكما نجحنا في السابق، يمكننا الاستمرار دون تقديم تنازلات تضر بالشعب الإيراني.”

وختم قائلاً: الغرب لا يستهدف فقط البرنامج النووي أو انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي، بل يسعى إلى إيقاف برنامجنا الصاروخي ودعمنا لمحور المقاومة. يريدون فرض اتفاق نووي ثاني وثالث، لكن بعض المسؤولين ما زالوا يراهنون على وعود الغرب الزائفة. للأسف، هؤلاء لا يدركون تماماً ما ارتكبه الغرب من جرائم بحق الشعب الإيراني.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى