من الصحافة الإيرانية: 5 ملفات على الطاولة بين إيران وأفغانستان
تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى كابول ولقاؤه مع كبار المسؤولين الأفغان في وقت تواجه فيه الدولتان العديد من القضايا والتحديات والفرص الهامة.

ميدل ايست نيوز: تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى كابول ولقاؤه مع كبار المسؤولين الأفغان في وقت تواجه فيه الدولتان العديد من القضايا والتحديات والفرص الهامة. وتعد هذه الزيارة أول زيارة من مسؤول رفيع المستوى من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى أفغانستان بعد حوالي أربع سنوات من انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وصعود حركة طالبان إلى الحكم.
وكتبت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، أن ملفات المهاجرين الأفغان في إيران وحقوق إيران المائية من الأنهار الحدودية ووجود داعش في أفغانستان ومستقبل الاعتراف الدولي بحكومة طالبان من أهم القضايا التي طرحها الطرفان. في الوقت ذاته، تبرز الأبعاد الاقتصادية الهامة لهذه الزيارة، خاصة في ظل مكانة إيران الأولى كشريك اقتصادي لأفغانستان وضرورة الحفاظ على هذه المكانة، بالإضافة إلى مرافقة وفد تجاري مع وزير الخارجية، مما يبشر بتطوير العلاقات التجارية بين البلدين. يمكن أن يكون هدف الوصول بالتجارة إلى 3 مليارات دولار في الأفق القصير من المواضيع المدرجة في أجندة طهران وكابول؛ وهو موضوع كان متاحًا بين البلدين خلال الفترة من 2003 إلى 2018.
وقال ذاكر جلالي، أحد كبار المسؤولين في وزارة خارجية طالبان، إن زيارة عباس عراقجي إلى كابول تمثل خطوة نحو دخول العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة: المصالح المشتركة السياسية والاقتصادية والأمنية بين أفغانستان وإيران توفر فرصة لتعزيز التعاون الثنائي.
كما وصف هذا المسؤول في وزارة خارجية طالبان الزيارة بأنها خطوة بناءة لتعزيز العلاقات، مشيرًا إلى أنها أول زيارة لوزير خارجية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان.
الفترة الزمنية الهامة للزيارة
يصل وزير الخارجية الإيراني إلى أفغانستان في وقت حساس، حيث أن مستقبل وجود طالبان في السلطة وقضية وجود داعش في أفغانستان وحقوق إيران المائية وملف المهاجرين الأفغان في إيران إلى جانب تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، تشكل خمس قضايا هامة في العلاقات بين إيران وجارتها الشرقية. من هذه القضايا، أصبحت قضية حق إيران في المياه والمهاجرين تحديات كبيرة في العلاقات بين إيران وأفغانستان وأثارت انتقادات اجتماعية.
وتأتي زيارة عباس عراقجي إلى أفغانستان في وقت حاسم، حيث يعتبر مستقبل وجود طالبان في الحكومة الأفغانية، خاصة منذ أغسطس 2021 بعد تولي الحركة السلطة عقب انسحاب الولايات المتحدة من البلاد، مسألة هامة. وقد أثارت هذه الزيارة انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر البعض أن إيران قد تكون بصدد الاعتراف بحكومة طالبان من خلال إرسال مسؤول رسمي رفيع.
ورغم هذه الانتقادات، فقد تم اختيار توقيت الزيارة بشكل ذكي من قبل إيران، حيث أن هناك ضغوطًا دولية من بعض الدول الغربية، بما في ذلك الحكومة الأمريكية الجديدة، على طالبان، مما جعل مسألة الاعتراف الدولي بهذه الحركة مجددًا محط شكوك وتكهنات.
في ظل هذه الظروف، يمكن أن تكون زيارة وزير الخارجية الإيراني والاعتراف الضمني بحكومة طالبان مهمة للغاية بالنسبة لحكومة طالبان نفسها، خصوصًا في وقت قد تواجه فيه الحركة صعوبات داخلية. رحبت حكومة طالبان بزيارة عباس عراقجي وتسعى للاستفادة القصوى منها. من هذا المنظور، يمكن لإيران أن تخلق فرصًا لحل القضايا والتحديات العالقة بين البلدين، خاصة ملف المهاجرين والحقوق المائية لإيران، وأن تحولها إلى إنجازات ملموسة.
مؤشر التجارة مع أفغانستان
بلغ الميزان التجاري بين إيران وأفغانستان في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 حوالي ملياري دولار، مما يظهر نموًا مقارنة بعام 2023. تشكل المنتجات النفطية والسلع الزراعية الجزء الأكبر من الصادرات الإيرانية إلى أفغانستان. أما السلع الرئيسية المستوردة من أفغانستان إلى إيران، فهي تشمل منتجات زراعية غير أساسية مثل السمسم والفاصوليا البيضاء وغيرها، وتعتبر هذه الأرقام صغيرة نسبيًا. تشمل شركاء أفغانستان الرئيسيين في الصادرات الهند، باكستان، الصين، تركيا، الإمارات، إيران، العراق وألمانيا. كما تشمل شركاء أفغانستان الرئيسيين في الواردات إيران، الصين، باكستان، كازاخستان، أوزبكستان، تركمانستان، الهند، ماليزيا واليابان.