إيران.. ضوء أخضر لخصخصة كبرى معامل إنتاج السيارات
تقول وسائل الإعلام الإيرانية إن قادة السلطات الثلاث العليا في البلاد قرروا "خصخصة" شركة تصنيع السيارات "إيران خودرو" للقطاع الخاص.

ميدل ايست نيوز: تقول وسائل الإعلام الإيرانية إن قادة السلطات الثلاث العليا في البلاد قرروا “خصخصة” شركة إيران خودرو للقطاع الخاص. وبينما لم تؤكد الجهات الرسمية هذا الموضوع بعد، إلا أن فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة، أكدت ذلك بشكل غير مباشر اليوم الأربعاء، الأمر الذي أثار ردود فعل حادة وخلق أجواء مشحونة.
وفي الوقت نفسه، تتداول أخبار متناقضة حول قرار مجلس المنافسة في إيران، وهو الهيئة المسؤولة عن اتخاذ القرار في هذا الخصخصة.
وطالب أمير حسين ثابتي، خلال جلسة علنية للبرلمان الإيراني بوقف هذا التحويل إلى شركة “كروز”، التي قال إنها “شركة تصنيع قطع غيار مثيرة للجدل ولديها ملف فساد مالي بقيمة 220 مليون دولار”.
لكن فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة، دافعت اليوم عن قرار المجلس التنسيقي الاقتصادي لقيادة السلطات الثلاث، ووصفت القرار بأنه يهدف إلى تقليص تدخل الدولة وتحفيز المنافسة و”تسليم العمل إلى المختصين”.
خطاب السلطات العليا.. نهاية الانتظار أو ضغط وتهيئة الأجواء؟
في الخطاب الموجه من المجلس التنسيقي الاقتصادي لقيادة السلطات الثلاث (رئيس البلاد والبرلمان والجهاز القضائي) إلى لجنة الاستئناف بمجلس المنافسة، جاء أن الخلاصة النهائية للمجلس هي خصخصة إدارة هذه المجموعة لصناعة السيارات إلى القطاع الخاص، وأن عملية الخصخصة التي ينوي الرؤساء تنفيذها ستتم على مرحلتين: أولاً، “خصخصة الإدارة، ثم نقل الملكية مع مراعاة الالتزامات الاقتصادية والاجتماعية”، بحيث تنسحب الحكومة من الإدارة المباشرة لشركة السيارات إيران خودرو ولكنها ستحتفظ بدورها الرقابي.
وبحسب هذه التقارير، يجب أن يتم هذا الخصخصة في “فترة زمنية محددة (بحد أقصى خمس سنوات)”.
ومن المتوقع أن تتخذ لجنة الاستئناف بمجلس المنافسة قرارًا بشأن هذا الخصخصة وعدم تعارض المصالح في شراء المزيد من الأسهم من شركة كروز لإيران خودرو.
وفي تصريح مثير للجدل، ذكر علي خضريان، ممثل سكان طهران في البرلمان، أن المجلس أعلن أن وجود كروز غير قانوني، لكن محسن بهرامي، عضو مجلس المنافسة، نفى ذلك وقال إن المناقشات في المجلس ما تزال مستمرة. وأضاف: “وفقًا لقانون التجارة، فإن الشركات التي تمتلك أسهمًا تكون الأولوية في شراء الأسهم المعروضة، والشركات الحالية لا تواجه مشكلة في شراء أسهم إيران خودرو.”
ما هي وظيفة مجلس المنافسة؟
مجلس المنافسة هو هيئة مهمتها منع الاحتكار والحد من تشويه المنافسة ومنع التسعير التمييزي. وفقًا للنظام الأساسي له، يتكون المجلس من 13 عضوًا و3 مراقبين. وتضم لجنة الاستئناف، التي ستتخذ القرار بشأن ملف خصخصة إيران خودرو، ثلاثة قضاة من المحكمة العليا يختارهم رئيس السلطة القضائية، واثنين من الخبراء الاقتصاديين يوصي بهم وزير الاقتصاد، واثنين من المتخصصين في الأنشطة التجارية والصناعية والبنية التحتية يوصي بهم وزراء الصناعة والتعدين والتجارة وبحكم من رئيس الجمهورية.
إيران خودرو وإرث ثقيل من الخسائر المتراكمة
تعقد الجمعية العامة لإيران خودرو اليوم الأربعاء اجتماعًا لاختيار مجلس إدارة جديد، وإذا قررت لجنة الاستئناف لمجلس المنافسة أن نقل أسهم إيران خودرو إلى شركة كروز لا يتعارض مع نظامها، سيتم خصخصة 5% من الأسهم، وستصبح هذه الشركة المساهم الأكبر وتمتلك ثلاث من أصل خمس مقاعد في مجلس إدارة إيران خودرو.
إيران خودرو، إلى جانب سايبا، هي واحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات في إيران التي كانت تحمل اسم “إيران ناسيونال” قبل الثورة عام 1979، وكانت تنتج سيارات بيكان وحافلات للنقل. بعد نهاية الحرب وبموجب عقد مشترك مع بيجو الفرنسية، أطلقت سيارات بيجو 504، وفي التسعينيات أطلقت طرازات 405 و206. سمند ودنا هما المنتجين الرئيسيين لهذه الشركة الذين يتم تسويقهم باعتبارهم “إنتاجًا محليًا”.
في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، سجلت إيران خودرو خسارة قدرها 11 تريليون و500 مليون تومان. وبلغ إجمالي الخسائر المتراكمة لإيران خودرو حتى نهاية سبتمبر 2024 نحو 127 تريليون و700 مليار تومان.
وتعتبر هذه الديون والخسائر من الأسباب التي دفعت السلطات العليا في إيران إلى خصخصة هذه الشركة.