كيف أثرت الإغلاقات والعطل المتكررة على مستوى العلمي للطلاب الإيرانيين؟
جعلت أزمة العطل المستمرة في إيران النظام التعليمي في هذا العام الدراسي يحمل اسم التعليم فقط، إذ لا شك أننا هذا العام سنواجه انخفاضًا ملحوظًا في مستوى التحصيل العلمي لدى لطلاب الإيرانيين.

ميدل ايست نيوز: عند احتساب أيام الخميس والجمعة والعطلات الرسمية في إيران، خلال الـ100 يوم الماضية، أي من بداية نوفمبر 2024 حتى 1 مارس 2025، يتضح لنا أن مدارس العاصمة طهران أغلقت أو عملت بنظام جزئي وغير حضوري لمدة تصل إلى 50 يومًا.
فحسب تقرير لموقع “ديده بان إيران” جعلت هذه الأزمة النظام التعليمي في إيران في هذا العام الدراسي يحمل اسم التعليم فقط، إذ لا شك أننا هذا العام سنواجه انخفاضًا ملحوظًا في مستوى التحصيل العلمي لدى لطلاب الإيرانيين، لأن هذا الكم من العطل والتعليم غير الحضوري بسبب تلوث الهواء وبرودة الطقس وعجز الطاقة ليس مقتصرًا على طهران فقط، بل يشمل العديد من المدن الأخرى في إيران.
أكد العديد من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم الإيرانية تراجع مستوى تعليم الطلاب في السنوات الأخيرة، حيث إن 40% من الطلاب لا يصلون حتى إلى مستوى التعليم الأساسي في القراءة والكتابة الذي تقبله وزارة التربية والتعليم. وإذا أردنا التحدث عن الكمية التعليمية، وفقًا للقرار التعليمي في إيران، يجب أن يحضر الطلاب 185 يومًا في المدارس لتلقي الدروس التربوية والتعليمية، بينما وفقًا للتقويم الإيراني، فحتى لو لم تحدث أي عطل بسبب تلوث الهواء أو عجز الطاقة، فإن الطلاب سيحضرون فقط 167 يومًا. والآن، وبينما يضطر فيه الطلاب في إيران للمتابعة التعليمية بنظام غير حضوري في العديد من أيام هذه السنة الدراسية، فمن الطبيعي أن تكون جودة وكمية التعليم في المدارس الإيرانية في طريقها للتدني بسرعة.
ما ذكرناه من إحصائيات تخص العاصمة طهران، حيث شهدت مدارسها في العام الدراسي الحالي إغلاقًا أو تعليمًا غير حضوري بسبب تلوث الهواء وانخفاض ضغط الغاز ونقص الكهرباء وحتى برودة الطقس. بالطبع، إحصائيات إغلاق المدارس والتعليم غير الحضوري في المحافظات الأخرى التي شهدت أيضًا تلوثًا كثيفًا وتساقطًا كثيفًا للثلوج ليست أقل من طهران.
عندما لا يكون حتى التعليم الحضوري ذو جودة جيدة
في هذا العام الدراسي، بينما شهدنا إغلاقات متكررة أو تحول التعليم إلى التعليم عن بُعد في مدارس طهران، قال علي فرهادي، معاون لجنة التخطيط وتطوير الموارد في وزارة التربية والتعليم: يوم واحد من إغلاق المدارس يكلف تريليون تومان؛ التعليم عن بُعد لا يعوض عن التعليم الحضوري، يجب أن نخطط لهذا الموضوع.
إلى جانب الضرر المالي اليومي الذي يصل إلى تريليون تومان، هناك أضرار أخرى أيضًا؛ إبراهيم سحرخيز، المعاون السابق للتعليم الثانوي في وزارة التربية والتعليم، يقول في هذا الصدد: جودة التعليم، حتى قبل أن تكون العطلات بهذا الكم كما هو الحال اليوم، لم تكن جيدة.
ويستند سحرخيز إلى أدلة لدعمه حديثه، حيث يشير إلى التصنيف السنوي الدولي للتعليم ويقول إن رتبة إيران التعليمية بين أكثر من 54 دولة هي الرابعة من النهاية. تم تحديد هذا التصنيف بناءً على مستوى القراءة والكتابة والقدرة على إجراء العمليات العلمية والرياضية للطلاب في مختلف البلدان.
وبحسب سحرخيز، فإن هذه الإحصائيات تخص ما قبل فترة جائحة كورونا، أي قبل أن يقلل التعليم عن بُعد من جودة التعليم. كما يشير هذا الخبير التعليمي إلى الإحصائيات التي أصدرتها وزارة التربية والتعليم، حيث يقول: وفقًا للدراسات التي قامت بها وزارة التربية والتعليم الإيرانية نفسها، فإن من كل 5 طلاب، هناك 2 في أدنى مستويات التعلم. 40% من الطلاب لا يصلون إلى مستوى التعلم المطلوب، وهذه النسبة أسوأ في المدارس الريفية للذكور، حيث أن 70% من طلاب المدارس الريفية للذكور لا يصلون إلى مستوى التعلم. بالإضافة إلى ذلك، يجب إضافة إحصائية 900 ألف طفل خارج النظام التعليمي.
وذكر المعاون السابق لوزارة التربية والتعليم أن هناك عدة أسباب رئيسية لتدني مستوى جودة التعليم في إيران؛ مثل أن 50% من المعلمين الذين يدرّسون الطلاب في المدارس يدرّسون مواد خارج تخصصاتهم، بالإضافة إلى أن خطة تمكين المعلمين لا تُنفذ بشكل كامل؛ كما أن الكثافة العالية للفصول الدراسية في المدارس الحكومية، والإغلاقات المتكررة للمدارس، وتحول التعليم إلى التعليم عن بُعد الذي كان من المفترض أن يُستخدم يومًا ما للمساعدة في النظام التعليمي، كل هذه العوامل أدت إلى أن الطلاب بعد 12 عامًا من التعليم يعانون من مستوى تعليمي منخفض.
ويختتم سحرخيز قائلاً: تحاول وزارة التربية والتعليم تعويض نقصها من خلال العطل المستمرة، في وقت تعاني فيه المدارس من نقص 300 ألف مدرسة ونقص في المساحات التعليمية.