مصادر إيرانية تؤكد تعيين لاريجاني وظريف لإدارة المفاوضات مع واشنطن والأخير ينفي
أشارت مصادر غير رسمية إلى أن اجتماعا سريا عُقد صباح الجمعة الماضي ضم مسؤولين إيرانيين مع المرشد الأعلى الإيراني تم خلاله التوصل إلى تفاهم بشأن "إطلاق مفاوضات مباشرة" مع الولايات المتحدة.

(تم تحديث هذا التقرير وإضافة موقف وزير الخارجية الإيراني)
ميدل ايست نيوز: على الرغم من أن وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف أعلن رسميا انسحابه من منصب مساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية، وأكد عزوفه عن العودة إلى المناصب التنفيذية، إلا أن اسمه لا يزال يتردد بقوة في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، كأحد الشخصيات المحورية والمؤثرة في ملف السياسة الخارجية.
فقد راجت تكهّنات حول احتمال عودته إلى صدارة المشهد السياسي، لا سيما في سياق ما تردد عن قرب انطلاق “مفاوضات بين طهران وواشنطن”، وفق ما نقلت صحيفة “شرق” الإيرانية الإصلاحية.
إذ أشارت مصادر غير رسمية إلى أن اجتماعا سريا عُقد صباح الجمعة الماضي، ضم رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ورئيس لجنة التخطيط والموازنة حميد رضا حاجي بابائي، مع المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، تم خلاله التوصل إلى تفاهم بشأن “إطلاق مفاوضات” مع الولايات المتحدة.
وقال عباس أميري فر، الناشط السياسي المنتمي إلى التيار الأصولي، في مقابلة مع وكالة “إيلنا”، بشأن ادعائه المتعلق باختيار علي لاريجاني ومحمد فروزنده وجواد ظريف من قبل المرشد الأعلى للتفاوض مع أمريكا، قال: نعم، أؤكد هذه التصريحات، لكن ليس التفاوض المباشر، لأن المرشد كان قد أعلن أنه يجب أن يكون التفاوض غير مباشر ولم يعطِ إذنًا للتفاوض المباشر.
وأضاف قائلاً إنه تم الإعلان عن هذا الأمر منذ حوالي 10 أيام، وواصل: في النهاية، يجب أن يتفاوض أشخاص معينون ويجب أن يكونوا معتمدين من قبل النظام، هؤلاء الأشخاص، وخاصة السيد لاريجاني، هم أشخاص ناضجون سياسيًا، لذا تم اختيارهم، يعني النظام هو من اختارهم. لقد تم الإعلان عن هذا الأمر منذ حوالي 10 أيام، وإذا كان هناك شيء آخر لكان قد تم نفيه، وحتى الآن لم ينفِ أي شخص هذا الموضوع.
وتابع أميريفر قائلاً: أي أن الموضوع مهم ولم يتم نفيه من قبل وزارة الخارجية أو أي جهة أخرى، لذلك يبدو أنه قد تم تأكيده. حتى هؤلاء الأشخاص أنفسهم لم يتحدثوا. السيد لاريجاني وزملاؤه أيضًا صمتوا، ولذلك يجب أن يكون هذا صحيحًا، لأنه لو كان غير ذلك، لكانت الجهات المعنية قد أعلنت.
من جهة أخرى، رد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق، اليوم الاثنين، على الشائعات المختلفة التي أُثيرت بشأن مشاركته في العمليات الجارية في مجال السياسة الخارجية للبلاد، وقال: هذه الشائعات تشبه أكثر المزاح الذي بدأ من قبل وما زال مستمرًا.
وأضاف ظريف مؤكدًا: “لم أرَ حتى رسالة ترامب ولا الرد عليها، ولا أعرف محتوى الرسالة سوى ما تم نشره في وسائل الإعلام.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الاثنين ردا على بعض المزاعم بشأن بدء المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة: “نحن لا نقبل اقتراح المفاوضات المباشرة لأسباب تم ذكرها مراراً وتكراراً، لكننا مستعدون للمفاوضات غير المباشرة عبر دولة عمان”.
وقال إن الكرة الآن في ملعب أميركا للرد على مقترح الجمهورية الإسلامية، رغم أننا لسنا في عجلة من أمرنا.
وحول بعض الأسماء التي تم ذكرها بشأن المفاوضين، قال عراقجي إن كل التكهنات التي تم طرحها غير صحيحة، لكن من المؤكد أن مسؤولية المفاوضات المحتملة مع وزارة الخارجية وإدارتها ستكون على عاتق وزير الخارجية.
تجدر الإشارة إلى أن ظريف لعب دوراً محورياً في المفاوضات النووية خلال حكومة الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني (2013-2021)، حيث ترأس الفريق المفاوض مع مجموعة 5+1، التي ضمت أعضاء مجلس الأمن الخمسة بالإضافة إلى ألمانيا وأسهم بشكل مباشر إلى جانب وزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري في التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015 والذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في دورته الرئاسية الأولى في 2018.
وكان هذا الاتفاق اعتبر حينها نقطة تحول في سياسة إيران الخارجية مع الغرب، وجعل من ظريف شخصية دبلوماسية بارزة على الساحة الدولية لكنه جلب له في الوقت عينه عداء المتشددين في إيران.