من الصحافة الإيرانية: كيف يجب أن تستعد وزارة الخارجية الإيرانية للتحديات المقبلة في المفاوضات النووية؟

يجب على أولئك الذين كانوا يعارضون التفاوض حتى الآن بين طهران وواشنطن أن يدركوا أن المهمة الرئيسية لأي حكومة هي، وبفارق كبير عن أي مهمة أخرى، الحفاظ على البلد من الحرب وتهديدات الحرب.

ميدل ايست نيوز: الخبر الذي أعلنه ترامب يوم الجمعة الماضي ويوم الاثنين (أمس)، والذي تم تأكيده لاحقاً من قبل الدكتور عراقجي، يجب أن يُعتبر بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين إيران وأمريكا والمفاوضات النووية، وبشكل عام في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية. القرار المتخذ هو قرار صائب يجب أن يحظى بدعم جميع الأطياف السياسية داخل البلاد، وأن يساهم الجميع في توفير البيئة اللازمة لتحقيق تقدم العمل بأفضل طريقة ممكنة. هناك بعض النقاط التي يجب الإشارة إليها في هذا الصدد:

1- لم يكن هناك في أي فترة شك في ضرورة إجراء المفاوضات بين إيران، كقوة محتملة أولى في المنطقة، وأمريكا، كأكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم. كانت هناك مفاوضات بين البلدين في فترات معينة في الماضي. لكن المشكلة في المفاوضات السابقة هي أنها كانت مؤقتة وفردية وتكتيكية، ولهذا السبب لم يكن بالإمكان الوصول إلى اتفاق طويل الأمد يزيل التوترات من العلاقات بين البلدين.

2- يجب على أولئك الذين كانوا يعارضون التفاوض حتى الآن أن يدركوا أن المهمة الرئيسية لأي حكومة هي، وبفارق كبير عن أي مهمة أخرى، الحفاظ على البلد من الحرب وتهديدات الحرب. الحرب تزهق أرواحاً ثمينة لا حصر لها وتلحق أضراراً جسيمة وتعرض مكانة أي دولة في الحاضر والمستقبل في منطقتها وفي المستقبل لمجموعة من التهديدات. بما أن إيران قوة إقليمية نظمت وقامت بتحضير قواتها المسلحة بحجم قوة إقليمية، تحتاج إلى هذه القوات للدفاع عن البلاد في وجه جيرانها الطامعين. من المؤسف أن جميع الأصول العسكرية لإحدى القوى العربية الرئيسية قد تم تدميرها جراء هجوم إسرائيل الإرهابي، في ظل تجاهل القوى العربية الأخرى والمجتمع الدولي.

3- يجب أن نأخذ في الاعتبار أن العمل الرئيسي والصعب قد بدأ من هذه النقطة، وأننا أمام فترة عدة أشهر مليئة بالعقبات وغير قابلة للتنبؤ. ما هو مهم الآن هو أنه بعيداً عن الاعتبارات الحزبية والشخصية والمحفلية، يجب الاستفادة القصوى من جميع القدرات الوطنية، وخاصة من أولئك الذين لديهم أكبر قدر من الخبرة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة. في هذا السياق، يُعد وضع وزير الخارجية على رأس الفريق التفاوضي الإيراني خطوة مشجعة ومبدئية وصحيحة ومنطقية. لا شك في أن وزارة الخارجية هي الجهة المسؤولة عن السياسة الخارجية، ولديها أكبر قدر من الخبرة والتخصص في هذا المجال، ويجب أن تلعب دورها الطبيعي في عملية اتخاذ القرار بشكل كامل. من الجيد أيضاً أن النظام في هذه الظروف الحساسة قد تجاوز التنازع حول القضايا الشكلية والفرعية وغير المهمة مثل كون المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة ومكان المفاوضات، أو مستوى التفاوض وما إلى ذلك. يجب على وزارة الخارجية أثناء تنفيذ المهام الصعبة المقبلة إعداد خطط منطقية ومبدئية ومتوافقة مع الأوضاع الحالية، وتقديمها مع الشرح والمبررات للسلطات العليا، وأن تظهر الصمود في وجه أصحاب المصالح والتدخلات من الأشخاص المؤثرين والمتوهمين. وإلا، قد لا تكون قادرة على الاستجابة للشعب وللتاريخ.

4- أخيراً، يجب على مسؤولينا أن يكونوا على دراية بأن مع ترامب لا معنى للدبلوماسية الخفية. هو، كما يُقال، شخص “ثرثار” يحب الظهور أمام الكاميرات باستمرار.

كوروش أحمدي
دبلوماسي إيراني سابق

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى