توجّس أميركي من توجّه ترامب نحو صفقة مع إيران مشابهة لاتفاق أوباما
دفعت الانتقادات كبير مفاوضي ترامب، ستيف ويتكوف، إلى التراجع عن موقفه الذي أدلى به الاثنين، متحدثاً عن أن إيران قادرة على الحفاظ على برنامج تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 3.67%.

ميدل ايست نيوز: ينتقد خبراء الأمن القومي المتشددون، محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الافتتاحية لإجراء محادثات نووية مع إيران، معتبرين أنها ليست سوى إعادة صياغة للاتفاق النووي الذي أُبرم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وفق ما ذكره موقع “ذا هيل” الأميركي.
وأشار الموقع، في تقرير الثلاثاء، إلى أن هذه الانتقادات دفعت كبير مفاوضي ترامب، ستيف ويتكوف، إلى التراجع عن موقفه الذي أدلى به الاثنين، متحدثاً عن أن إيران قادرة على الحفاظ على برنامج تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 3.67%، وهو الحدّ الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق النووي الذي تفاوضت عليه إدارة أوباما. وذكر الموقع أنه بحلول يوم الثلاثاء، تراجع ويتكوف عن موقفه، مشدداً على أن موقف ترامب هو القضاء على قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، وهو الوقود اللازم للسلاح النووي.
وكتب ويتكوف عبر صفحته على منصة إكس، إن أي اتفاق نهائي يجب أن يضع إطاراً للسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة، وهذا يعني أن إيران يجب أن توقف وتقضي على برنامجها للتخصيب والتسليح النووي. وقال: “من الضروري للعالم أن نتوصل إلى اتفاق صارم وعادل قادر على الصمود، وهذا ما طلب مني الرئيس ترامب أن أفعله”.
وجاء تراجع ويتكوف عن موقفه في أعقاب غضبٍ عارم في صفوف المتشددين تجاه إيران، بمن فيهم مؤيدو ترامب. وفي السياق، نقل الموقع عن نائب رئيس معهد أميركا أولاً للسياسة، وهو مركز أبحاث يضم مسؤولين خدموا في إدارة ترامب الأولى، فريد فليتز قوله، إنه نظراً إلى أبحاث إيران السرية المتعلقة بالأسلحة النووية، لا يمكن الوثوق بها لإجراء أي تخصيب لليورانيوم.
ووصف فليتز الاتفاق النووي الذي أُبرم في عهد أوباما، والذي انسحبت منه إدارة ترامب خلال ولايته الأولى، بـ”الكارثي”، مشيراً إلى أن البرنامج النووي الإيراني أصبح اليوم أكثر تقدماً بكثير مما كان عليه في بداية المفاوضات خلال إدارة أوباما في عام 2013، لافتاً إلى أن إيران يمكنها تحويل اليورانيوم المستخدم في المفاعلات إلى يورانيوم يُستخدم في صنع الأسلحة بشكل أسرع بكثير اليوم.
من جانبه، كتب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، مارك دوبويتز على منصة إكس، محذراً من “نسخة ثانية” (أوباما 2.0) من اتفاق أوباما، مرفقاً بملصق ترامب. وتوجه إلى ترامب بالقول: “سيدي الرئيس: لا تنخدع. فكّك البرنامج النووي الإيراني، ولا تقع في فخّ (المرشد الإيراني الأعلى علي) خامنئي الخطير”.
أمّا مدير السياسات في منظمة “متحدون ضد إيران النووية” جيسون برودسكي، فلفت من جهته، إلى أن الأمر تطلّب اجتماعاً واحداً مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لكي يعترف ويتكوف بحق النظام الإيراني في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67%، بعد أن كان الموقف الأول لإدارة ترامب هو أن يكون التخصيب صفراً. وأضاف: “تخيلوا حجم التنازلات الإضافية التي تعتقد طهران أنها ستأتي من الاجتماعات المستقبلية”.
وفي السياق عينه، ينظر الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بهنام بن طالب لو، إلى تراجع ويتكوف عن موقفه واجتماع غرفة العمليات الذي عُقد بين ترامب وكبار مسؤولي الأمن القومي صباح الثلاثاء، على أنه يأخذ على محمل الجدّ مخاطر التفاوض مع إيران. وقال، وفق “ذا هيل”: “إذا كان تغيّر موقف ستيف ويتكوف، إلى جانب اجتماع غرفة العمليات بشأن إيران اليوم (الثلاثاء)، مؤشراً على أيّ شيء، فإن الولايات المتحدة تُدرك أنّه من الأفضل لها أن تتّخذ موقفاً موحّداً وقوياً قبل المفاوضات، لأنّ الجمهورية الإسلامية لطالما دخلت المحادثات – سواء كانت نووية أم غير ذلك – بيد ضعيفة، لكنها كانت قادرة على الخروج منها بيد قوية”.
وتتوافق الآراء السابقة مع موقف النائب الديمقراطي المتشدد المعارض للاتفاق النووي السابق براد شنايدر الذي رأى أن الرسائل المختلطة التي يقدّمها ويتكوف تقوّض مصداقية واشنطن، وتمنح إيران مجالاً للمناورة. وأضاف في بيان: “هذه اللحظة تتطلب استراتيجية، وانضباطاً، ووحدة هدف. إيران تتفاوض بتركيز ودقة. كل تصريح متناقض من إدارة ترامب يُضعف نفوذنا ويُقوّض قوة الردع، ويُثير قلق حلفائنا ويُشجع خصومنا”.
وعُقدت جولة أولى من المباحثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان السبت الماضي، والتي يُرتقب أن تستضيف السبت المقبل أيضاً جولة ثانية من المحادثات التي تصرّ إيران على خوضها بطريقة “غير مباشرة”، بشأن برنامجها النووي. وقال ترامب، الأحد، إنه يتوقع اتخاذ قرار بشأن إيران على نحو سريع للغاية، بعدما ذكر البلدان أنهما عقدا محادثات “إيجابية” و”بنّاءة” في مسقط. وأوضح ترامب الذي يهدد بعمل عسكري ما لم يتم التوصل إلى اتفاق يوقف برنامج إيران النووي، للصحافيين، على متن طائرة الرئاسة، أنه اجتمع مع مستشاريه بشأن إيران، ويتوقع اتخاذ قرار سريعاً، ولم يذكر مزيداً من التفاصيل، وقال: “سنتخذ قراراً بشأن إيران على نحو سريع للغاية”.



