من الصحافة الإيرانية: ما هي أهداف زيارة نتنياهو المرتقبة إلى أذربيجان؟
قال خبير في شؤون القوقاز إن الإسرائيليين يسعون بشتى الطرق لتحقيق الأهداف التي خططوا لها مسبقًا، سواء بالتعاون مع الولايات المتحدة أو بشكل مستقل.

ميدل ايست نيوز: قال خبير في شؤون القوقاز إن الإسرائيليين يسعون بشتى الطرق لتحقيق الأهداف التي خططوا لها مسبقًا، سواء بالتعاون مع الولايات المتحدة أو بشكل مستقل.
وفي حديثه لوكالة “إيلنا” حول أسباب الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى جمهورية أذربيجان، أوضح قاسم مؤمني أن العلاقات بين باكو وتل أبيب ليست عادية، بل تُعدّ علاقات استراتيجية.
وبحسب قوله، تؤمّن أذربيجان نحو 60٪ من احتياجات إسرائيل من الطاقة، بينما تعتمد باكو على الدعم الاستخباراتي والعسكري الإسرائيلي في تحقيق أهدافها، لا سيما في نزاعات إقليم ناغورنو قره باغ. ولهذا السبب، تحتفظ أذربيجان بعلاقات جيدة مع إسرائيل، التي ترى في باكو شريكًا قادرًا على تأمين مصالحها من عدة جوانب، لا سيما في قطاعات الطاقة والزراعة والصناعة، حيث تشارك شركات إسرائيلية في مشاريع البناء والاستثمار، ما يخلق فرص عمل للمواطنين الإسرائيليين أيضًا.
وأضاف الخبير في شؤون القوقاز أن “أذربيجان بلد ذو أغلبية شيعية، وهذه المسألة تكتسب أهمية كبيرة لدى إسرائيل، إذ ترى فيها فرصة لاحتواء بلد مسلم شيعي يقع مقابل إيران”.
وأشار مؤمني إلى أن “زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان المرتقبة إلى أذربيجان تمثّل أيضًا تطورًا مهمًا في هذا السياق”. مؤكدا أن إسرائيل تسعى لتحديث التزاماتها الثنائية مع أذربيجان، بحيث تضمن وفاء باكو بتعهداتها، في مقابل التزام تل أبيب بواجباتها تجاه أذربيجان عند الضرورة.
وتابع المحلل السياسي قائلاً إن “النفوذ الإسرائيلي في أذربيجان يتوسع تدريجيًا، على حساب النفوذ التركي، وهو تطور بالغ الأهمية لا ينبغي تجاهله. فمنذ هجوم أذربيجان على أرمينيا بخصوص نزاع ناغورنو قره باغ، شهدت العلاقات بين تل أبيب وباكو تحولاً جذريًا، حيث بدأت إسرائيل تحلّ تدريجيًا محل تركيا في التأثير على السياسات الكبرى لأذربيجان.
وأشار إلى أن الخلافات بين تركيا وإسرائيل حول الملف السوري تزداد وضوحًا، وقد وصلت إلى استهداف الطائرات الإسرائيلية لمواقع تُعدّ ذات أهمية استراتيجية لأنقرة.
وخلص مؤمني إلى أن زيارة نتنياهو المحتملة إلى أذربيجان قد تمهّد لتحولات استراتيجية في سياسات إسرائيل تجاه منطقة القوقاز، وهو ما قد يُسفر عن تصعيد التوترات وزعزعة الاستقرار الإقليمي.
وأضاف أن أذربيجان، في حال رغبتها بتوسيع علاقاتها مع الولايات المتحدة، فإن الطريق إلى ذلك سيمر عبر إسرائيل، ما يجعل باكو أكثر ارتباطًا بمحور تل أبيب. فتركيا، التي طالما اعتبرت أذربيجان شريكًا استراتيجيًا، باتت تشعر بالقلق الشديد إزاء الانعطافة السياسية التي يقوم بها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، والذي بدأ بتعديل علاقاته مع أنقرة لصالح تقارب أكبر مع إسرائيل.
وأكد في ختام تصريحاته أن هذا التطور قد يخلق بيئة محفوفة بالاستفزازات والمزيد من عدم الاستقرار في القوقاز والمنطقة الأوسع.