من الصحافة الإيرانية: أميركا لم تعد في حاجة للضغط على دمشق للتطبيع مع إسرائيل

قال خبير في الشؤون الإقليمية إن المشاكل التي تواجهها دمشق وصلت إلى حدٍّ لم تعد فيه الولايات المتحدة بحاجة إلى ممارسة الضغط على الرئيس السوري المؤقت للتطبيع مع إسرائيل.

ميدل ايست نيوز: قال خبير في الشؤون الإقليمية إن المشاكل التي تواجهها دمشق وصلت إلى حدٍّ لم تعد فيه الولايات المتحدة بحاجة إلى ممارسة الضغط على الرئيس السوري المؤقت للتطبيع مع إسرائيل، إذ إنهم عمليًا فوّضوا أهدافهم في سوريا إلى تركيا والإمارات وغيرها من الدول، ويقومون بإدارة بعض الملفات عن بُعد.

وتحدث رضا صدر الحسيني، لوكالة إيلنا، حول احتمال تطبيع العلاقات بين الحكومة المؤقتة في سوريا وإسرائيل: إن الوضع الهشّ الذي يعيشه جولاني، إلى جانب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في سوريا، قد يدفع القيادة في دمشق لاتخاذ أي خطوة. فالأخير يتنقل بين الدولة العربية وتركيا ويشارك في المؤتمرات في محاولة لحل أزمات بلاده، كما يجري محادثات مع المسؤولين الأوروبيين، سعيًا لتجاوز الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية والبنيوية. ولهذا، لن يتردد الجولاني في اتخاذ أي خطوة والالتزام بأي خطوط حمراء، وسيسعى للخروج من أزمات بلاده عبر أي وسيلة أو قناة ممكنة.

وتابع قائلاً إن التقارير الغربية تشير إلى أن الحكومة الانتقالية السورية قد ردّت كتابيًا على قائمة الشروط الأمريكية لتخفيف بعض العقوبات وتطبيع العلاقات بين دمشق وواشنطن، وقبلت معظمها، بينما لا تزال بعض الشروط بحاجة لتفاهم متبادل. ومن بين ما ورد في هذه الرسالة: تشكيل لجنة لمراقبة أنشطة الفصائل الفلسطينية، وعدم السماح لأي جماعة مسلحة بالنشاط خارج سيطرة الحكومة السورية الحالية. وجاء إرسال هذه الرسالة قبل أيام فقط من اعتقال مسؤول حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني في سوريا، ومسؤول لجنة تنظيم المشهد السوري في دمشق، لصالح الطرف الأمريكي.

وأوضح المحلل أن الموقف العام لدمشق بات أقرب إلى طمأنة إسرائيل، من خلال إعلانها أنها لن تسمح بأن تتحول سوريا إلى مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل، وهو ما يشير إلى ميل سوري نحو تل أبيب.

وأكد الخبير أن الأزمة التي تعيشها الحكومة المؤقتة بقيادة الجولاني بلغت حدًّا لا يتطلب تدخلاً أمريكيًا مباشرًا للتطبيع، حيث إن الولايات المتحدة فوضت هذا الدور إلى حلفائها الإقليميين، بل إن بريطانيا تتحرك باسم الغرب داخل سوريا، وفق بعض التقارير.

وأشار إلى أن الدول العربية مثل السعودية، الإمارات، وقطر تحاول لعب دور في مستقبل سوريا، ومنذ تولي الجولاني السلطة، شهدت العلاقات بين دمشق وبعض الدول العربية تقلبات ملحوظة. وبيّن أن الجولاني يدرس حاليًا أي من الدول العربية قادرة على تقديم العون لسوريا، وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن السعودية قدمت له بعض الوعود للعب دور في المستقبل.

وفي ختام حديثه، أشار صدر الحسيني إلى أن الجولاني دون شك يبحث عن مقابل للتطبيع مع إسرائيل، إلا أن الحقيقة أن إسرائيل، حتى لو طبّعت العلاقات علنًا مع دمشق، لا يمكنها منحه الشرعية، وكل ما يمكنها فعله هو المشاركة في مشاريع اقتصادية ومجالات تحتاجها دمشق. لكنه نبّه إلى أن الشعب السوري سيعارض هذا المسار. وخلص إلى أن الجولاني يسعى للتطبيع مع إسرائيل كوسيلة لاكتساب الشرعية والهروب من الأزمات الداخلية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 + تسعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى