من الصحافة الإيرانية: لا اتفاق بين إيران والولايات المتحدة دون كسر التابوهات

لقد أراد نتنياهو شنّ هجوم دقيق على إيران، وتحويل الحرب إلى عملية أمريكية–إسرائيلية مشتركة. لكن دونالد ترامب عطّل هذه الخطط لأنه يخشى من تداعيات حرب قد تهدد الأمن الإقليمي وتُفشل خطط أمريكا.

ميدل ايست نيوز: لم تنطفئ بعد نيران التوتر في الشرق الأوسط والمفاوضات بين طهران وواشنطن لا تزال متوقفة. تتعدد التصريحات حول هذا الملف، لكن البعض يرى بشكل متشائم أن مصير المفاوضات مرتبط بحسم وضع الجماعات العسكرية في المنطقة أولًا، قبل التمكن من التوصل إلى اتفاق.

وقال حشمت الله فلاحت‌ بيشه، النائب السابق في البرلمان الإيراني، في تصريحات لموقع “انتخاب” إن توقف المفاوضات كان المهلة الحيوية التي سعت إسرائيل ودعاة الحرب في أمريكا للحصول عليها. وأضاف: “يحاول بنيامين نتنياهو ترسيخ دوره التاريخي في سياسة الشرق الأوسط كما يراها الأمريكيون. بعد أن أضعف جماعات المقاومة منذ 7 أكتوبر، وهادفًا لتقليص القدرات العسكرية الإيرانية، لا يزال يسعى للعب هذا الدور. لقد أراد شنّ هجوم دقيق على إيران، وتحويل الحرب إلى عملية أمريكية–إسرائيلية مشتركة. لكن دونالد ترامب عطّل هذه الخطط لأنه يخشى من تداعيات حرب قد تهدد الأمن الإقليمي وتُفشل خطط أمريكا.”

وأشار فلاحت‌ بيشه إلى أن “تضخيم الهجوم الصاروخي من اليمن على إسرائيل، وتصريحات وزير الدفاع الأمريكي بالتزامن مع ذلك، لم تكن مصادفة، بل هدفت إلى توريط إيران في أزمة اليمن.”

وأوضح: “إيران وأمريكا لا يمكنهما التوصل إلى اتفاق دون كسر المحظورات. هذا الوضع يشبه مريضًا أجريت له عملية جراحية، لكن جراحه متعددة، وإذا ظنّ الطرفان أن خياطة الجرح السطحي كافية لحل الأزمة، فهم يرتكبون خطأً استراتيجيًا. إسرائيل دائمًا تحوّل الهجمات الصاروخية المحدودة من جماعات مختلفة إلى ذريعة لشنّ الحروب، ومعظم الحروب التي لا تريد إسرائيل إنهاءها لا تمثل قيمة استراتيجية لإيران.”

وأضاف النائب السابق في البرلمان الإيراني: “السبب الرئيسي لعدم اعتراف الأمريكيين بحقوق إيران النووية يعود إلى المزاعم الإسرائيلية التي تصور إيران كتهديد. ولأول مرة، لا تتماشى الدول العربية مع إسرائيل، مما دفع الأخيرة لاستغلال الجرح اليمني للاقتراب من الموقف العربي.”

وأكد فلاحت‌ بيشه على ضرورة أن “تتجه إيران مع الدول العربية نحو السلام في اليمن، وكذلك اتخاذ خطوات عملية لتحقيق الأمن الإقليمي في قضايا أخرى. إذا تحقق ذلك، ستُعزل إسرائيل. أما إذا لم يحدث، فستبقى إسرائيل بعيدة عن مركز أزمة في اليمن.”

وختم قائلًا: “جميع قدرات السياسة الخارجية الإيرانية تلعب اليوم دور المتفرج، بينما يتولى عباس عراقجي فقط الملف النووي. حكومة مسعود بزشکیان لم تستفد من أهم تفويض في تاريخ العلاقات بين إيران وأمريكا. ففي فترة الاتفاق النووي، لو أتيحت للحكومات إمكانية التعاون الاقتصادي مع أمريكا، لكانت كثير من المشكلات قد حُلّت. والآن، الحكومة الوحيدة التي تملك هذا التفويض هي حكومة بزشکیان، لكنها أهملت هذا الامتياز تمامًا.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى