ما بين السطور… ماذا تخفي زيارة عراقجي إلى باكستان؟
تحذر التقارير من أن أي تصعيد بين الهند وباكستان سيترك تأثيرات أمنية مباشرة على إيران، خاصة في ظل الهشاشة الأمنية المزمنة للحدود الشرقية مع باكستان.

ميدل ايست نيوز: أجرى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، زيارة مكثفة إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد يومي الأحد والاثنين، التقى خلالها كبار المسؤولين الباكستانيين، وذلك في إطار تحرك دبلوماسي إيراني لمتابعة التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان عقب الهجوم الإرهابي في كشمير، الذي تتهم فيه نيودلهي إسلام آباد بالوقوف وراءه.
ووفقًا لتقرير موقع فرارو، فإن هذه الزيارة تأتي في وقت حساس تشهد فيه المنطقة توترًا حادًا بين قوتين نوويتين، ما يُنذر باندلاع صراع مسلح خطير، قد تكون له تداعيات مباشرة على أمن إيران نظرًا إلى الحدود المشتركة مع باكستان التي تزيد عن 900 كلم.
لقاءات رفيعة المستوى
خلال الزيارة، أجرى عراقجي محادثات مع كل من رئيس الجمهورية آصف علي زرداري، رئيس الوزراء وقائد الجيش ووزير الخارجية الباكستاني، بالإضافة إلى وزير الدفاع الذي شارك في اللقاءات، في دلالة واضحة على أهمية الملف بالنسبة للجمهورية الإسلامية.
ومن المقرر أن يزور عراقجي الهند غدا الخميس، في جولة دبلوماسية موازية، لم تُحدد بعد تفاصيلها أو أسماء المسؤولين الذين سيلتقيهم، غير أنه من المتوقع أن يجري لقاءات رفيعة المستوى أيضًا في نيودلهي.
مخاوف أمنية على الحدود الشرقية
تحذر التقارير من أن أي تصعيد بين الهند وباكستان سيترك تأثيرات أمنية مباشرة على إيران، خاصة في ظل الهشاشة الأمنية المزمنة للحدود الشرقية مع باكستان، والتي تعاني من نشاطات تهريب المخدرات والإرهاب، مع ضعف الرقابة الباكستانية في الظروف العادية، ما قد يتفاقم في حال اندلاع حرب.
كما أن اندلاع حرب واسعة قد يؤدي إلى تدفق موجات من اللاجئين نحو إيران، إذ أن الخيارات الجغرافية المتاحة للمدنيين الباكستانيين ستكون محدودة، ما يجعل إيران الملاذ الوحيد المحتمل نظرًا لموقع باكستان المحاط بالهند وأفغانستان والمحيط الهندي.
تنسيق دبلوماسي في إطار مفاوضات النووي
تشير المعطيات إلى أن عراقجي يستغل هذه الزيارات أيضًا لإجراء مشاورات دبلوماسية إقليمية تتعلق بمفاوضات إيران النووية، لا سيما في ظل التجارب السابقة التي شهدت تخوفًا من دول المنطقة من تقارب إيراني–أمريكي أثناء محادثات الاتفاق النووي. ورغم أن علاقة إيران بباكستان تختلف عن علاقاتها المتوترة مع بعض دول الخليج، فإن التواصل مع دول الجوار يبقى جزءًا من جهود إيران لاحتواء أي دور سلبي محتمل في العملية الدبلوماسية مع واشنطن.