وزارة الصحة الإيرانية: وفيات العمال بسبب حوادث العمل تصل إلى 26 وفاة يوميا

أعلن مسؤول في وزارة الصحة الإيرانية أن عشرة آلاف عامل في إيران يفقدون حياتهم سنويًا نتيجة الحوادث المهنية.

ميدل ايست نيوز: أعلن علي رضا رئيسي، النائب في قسم الصحة في وزارة الصحة الإيرانية، عن إحصائية تختلف بشكل ملحوظ عن الإحصاءات المنشورة سابقًا، حيث أفاد بأن عشرة آلاف عامل في إيران يفقدون حياتهم سنويًا نتيجة الحوادث المهنية.

ويأتي هذا في حين أن منظمة الطب الشرعي الإيرانية كانت قد أعلنت في وقت سابق أن حوالي ألفي عامل في إيران توفوا أثناء أداء واجبهم في عام 2024، كما أن التقارير السابقة الصادرة عن وزارة العمل ومركز الدراسات في البرلمان ومنظمة الطب الشرعي كانت دائمًا تشير إلى أن عدد الوفيات بين العمال في عام واحد أقل من ألفي حالة.

لكن وفقًا لتقرير وكالة “إرنا” الرسمية، صرّح علي رضا رئيسي الآن بأن “نحو عشرة آلاف شخص في إيران يفقدون حياتهم سنويًا نتيجة الحوادث المهنية”، مشددا على ضرورة إعادة النظر في معايير الصحة البيئية والمهنية من أجل الحفاظ على سلامة العمال.

وتُظهر هذه الإحصائية أن متوسط عدد الوفيات السنوية بين العمال في إيران بسبب غياب معايير السلامة الملائمة يزيد بثلاثة أضعاف عن إجمالي عدد الوفيات المهنية في الاتحاد الأوروبي. ووفقًا للإحصاءات العالمية، توفي في عام 2024 ما مجموعه 3,286 عاملًا في جميع الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي بسبب حوادث عمل، بينما سجلت بريطانيا على سبيل المثال 138 حالة فقط.

وأضاف معاون وزير الصحة الإيراني: “هذا العدد من الوفيات ليس قليلًا، يجب اتخاذ إجراءات في مجال السيطرة على الوفيات القابلة للوقاية. هناك أيضًا العديد من الإعاقات التي تحدث نتيجة الحوادث المهنية، والتي تظهر آثار بعضها على المدى الطويل. فمثلًا، العمال الذين يتعرضون لأبخرة الفحم أو بخار البنزين في محطات الوقود لا يُصابون فورًا، بل تظهر الآثار بعد عدة سنوات.”

وأشار أيضًا إلى النقص الحاد في الكوادر المختصة بالإشراف الصحي على الصناعات وورش العمل والمهن، موضحًا أن بعض القوانين والمعايير في مجال الصحة البيئية والمهنية في إيران تعود إلى فترات سابقة، وهي بحاجة إلى “مراجعة وتحديث”، وأضاف: “يجب استخدام أدوات وتقنيات حديثة، وتكييف التقييمات بناءً عليها، واعتماد المعايير المعاصرة.”

ولم يصدر بعد أي تعليق من وزارة التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي أو منظمة الطب الشرعي على الإحصائية التي قدّمها معاون وزير الصحة، ولم يوضح أي منهما سبب الامتناع عن نشر الأرقام الحقيقية في هذا المجال حتى الآن.

وقد وصفت وكالة “إيلنا” العمالية هذا “الفارق الكبير مع الإحصاءات الرسمية السابقة” بأنه “غريب”، ومع أنها أكدت أن إحصاءات منظمة الطب الشرعي كانت أكثر دقة من إحصاءات وزارة العمل ومؤسسة التأمينات الاجتماعية بشأن عدد الوفيات بين العمال، إلا أنها أشارت إلى أن “كثيرًا من النشطاء في مجال حقوق العمال يرون أن حتى الإحصاءات التي تنشرها منظمة الطب الشرعي لا تعكس الحقيقة الكاملة، وأن التعتيم في نشر الأرقام الحقيقية، كما في مجالات أخرى، طال أيضًا إحصاءات حوادث العمل”.

وتعني هذه الإفصاحات الجديدة من معاون وزير الصحة أن أكثر من 800 عامل يفقدون حياتهم شهريًا في إيران بسبب الحوادث المهنية، أي بمعدل يتراوح بين 26 إلى 27 حالة وفاة يوميًا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى