تقرير: أكثر من 50% من أسطول النقل البري في إيران قديم ومتهالك

يُظهر أحدث تقرير صادر عن "جمعية إعادة تدوير السيارات" أن أكثر من 50% من أسطول النقل في إيران قديم ومتهالك.

ميدل ايست نيوز: في حين لا تزال إحصائيات حوادث الطرق في إيران عند مستوى مقلق، يُظهر أحدث تقرير صادر عن “جمعية إعادة تدوير السيارات” أن أكثر من 50% من أسطول النقل في البلاد قديم ومتهالك.

وذكر موقع آوش الإيراني في تقرير له، أن الإحصائيات المقلقة المتعلقة بعمر المركبات وآليات النقل تشير إلى وجود أزمة في البنية التحتية للنقل البري في إيران، وهي أزمة قد تؤثر على السلامة العامة واستهلاك الوقود وتلوث الهواء.

متوسط عمر الأسطول المقلق

وفقًا للبيانات المقدمة، بلغ متوسط عمر الحافلات في إيران 15.5 عامًا، في حين وصل هذا الرقم بالنسبة للحافلات الصغيرة إلى 28.7 عامًا، وهو رقم غير مسبوق.

أما السيارات الخاصة فتبلغ متوسط أعمارها 13 عامًا، وهو ما يبعد بشكل ملحوظ عن المعايير العالمية (حيث يبلغ متوسط عمر أسطول النقل العام في الدول المتقدمة بين 6 إلى 8 سنوات)، ما يمثل جرس إنذار خطير للمسؤولين وصناع القرار في مجال النقل.

80% من الأسطول يزيد عمره على 10 سنوات

أكثر من 80% من أسطول النقل البري في إيران يزيد عمره عن 10 سنوات، وهو ما يشير إلى أن تجديد الأسطول وتحديثه قد توقف تقريبًا في السنوات الماضية.

وتشير الإحصائيات إلى أن 50% من المركبات في إيران تتراوح أعمارها بين 11 و20 عامًا، كما أن نسبة المركبات التي يزيد عمرها على 30 عامًا ليست بالقليلة، حيث تمثل 14% بين 31 و40 عامًا، و8% تزيد أعمارها عن 40 عامًا.

في إيران، فقط 8% من المركبات تقل أعمارها عن 5 سنوات، ما يدل على بطء شديد في عملية التجديد.

جذور الأزمة في سياسات غير فعالة ونقص الموارد المالية

يرى الخبراء أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا الوضع هو غياب السياسات الداعمة الفعالة لاستبدال المركبات القديمة.

فمن جهة، أدت زيادة تكاليف استيراد السيارات والعراقيل الجمركية، ومن جهة أخرى، ضعف القدرة الاقتصادية للأسر الإيرانية على شراء سيارات جديدة، إلى إبقاء كثير من الناس على سيارات قديمة وربما خطرة ضمن الأسطول.

وفي قطاع النقل العام، تعجز الهيئات البلدية عن تجديد الأسطول بسبب نقص الموارد المالية.

أزمة ثلاثية متزامنة

لا تمثل السيارات القديمة خطراً فنياً أكبر لحدوث أعطال وحوادث فحسب، بل إن مستوى تلوثها يفوق بكثير السيارات الحديثة والمعتمدة.

ووفقًا لتصريحات منظمة البيئة الإيرانية، يعود نحو 70% من تلوث الهواء في المدن الكبرى إلى وسائل النقل، وجزء كبير من هذا التلوث ناتج عن آليات النقل القديمة.

كما أن هذه المركبات تعاني من انخفاض كفاءة استهلاك الوقود، ما يؤدي إلى استهلاك وقود أكبر بكثير، ويشكل عبئًا إضافيًا على موارد البلاد في ظل العقوبات الاقتصادية.

آفاق غامضة لتجديد الأسطول

على الرغم من التحذيرات المتكررة من الجهات المختصة، لم يتم بعد تقديم برنامج وطني واضح ومنسق لتجديد أسطول النقل البري.

أما المبادرات المحدودة التي تقدمها البلديات أو التسهيلات المصرفية فكانت ذات فعالية محدودة بسبب البيروقراطية الثقيلة وارتفاع أسعار الفائدة.

ويبدو أنه بدون إرادة سياسية قوية وتخصيص ميزانية محددة، لا يمكن توقع انخفاض متوسط عمر المركبات في إيران في المستقبل القريب.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى