استعدادات إسرائيلية متصاعدة لمهاجمة إيران رغم معارضة ترامب

تواصل إسرائيل تهديداتها بمهاجمة إيران، وتستمر في استعداداتها العسكرية، رغم إعلان ترامب أنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عدم شن أي هجوم في الوقت الراهن.

اقرأ في هذا المقال
  • نتنياهو أمر الجيش وسلاح الجو بالاستعداد لهجوم مستقل على إيران
  • نتنياهو قال إنه سيوافق على اتفاق مع إيران "وفق النموذج الليبي"
  • تقارير بأن واشنطن وطهران تعتزمان توقيع اتفاق مؤقت
  • الاتفاق المؤقت، لن ينص على شيء سوى أنهما اتفقتا على التوصل إلى اتفاق

ميدل ايست نيوز: يخشى مسؤولون إسرائيليون أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب متحمساً جداً في الوقت الراهن لإبرام اتفاق خاص به، لدرجة السماح لإيران بالاحتفاظ بمنشآت تخصيب اليورانيوم الخاصة بها، في وقت تواصل فيه إسرائيل تهديداتها بمهاجمة إيران، وتستمر في استعداداتها العسكرية، رغم إعلان ترامب أنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عدم شن أي هجوم في الوقت الراهن.

وحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الخميس، فإن الكثيرين في إسرائيل يرون أنه حتى لو هاجمت إسرائيل إيران دون موافقة أميركية أو تنسيق مع واشنطن، فإن الولايات المتحدة ستتدخل للدفاع عنها إن ردت إيران بقوة، لكن ليس من المؤكد أن الدعم الأميركي سيكون كافياً في مثل هذه الحالة.

ووفقاً للصحيفة، “يبدو أن نتنياهو أمر الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو بالاستعداد لهجوم إسرائيلي مستقل، حتى دون دعم من قبل الولايات المتحدة”. وهناك من يعتقد أن إسرائيل لديها “فرصة تاريخية” لا يجب أن تفوّتها، مضيفة أنه، وفقاً لتقارير سابقة، استمر الجيش الإسرائيلي في استعداداته للهجوم، الذي كان من المقرر تنفيذه في مايو/أيار الماضي.

وكان من المفترض أن تُعقد أمس الأربعاء عدة اجتماعات في البيت الأبيض بين مسؤولين أميركيين ونظرائهم الإسرائيليين، من بينهم رئيس الموساد دافيد بارنيع، الذي يشرف أيضاً على أجزاء واسعة من الحرب السرية مع إيران، وإلى جانبه كان من المفترض أن يشارك في الاجتماعات وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المخوّل من قبل نتنياهو بالملف الإيراني. ووصل الاثنان إلى واشنطن قادمين من روما، حيث التقيا المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي يتوسط في المفاوضات مع إيران بشأن الملف النووي، وكان هو أيضاً في إيطاليا في إطار القضية نفسها.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى وجود روايات مختلفة، بشأن ما إذا كانت اللقاءات تتعلق بالملف الإيراني والمفاوضات بين واشنطن وطهران، مقابل المعارضة الإسرائيلية الشديدة لذلك، والاستعدادات لمهاجمة إيران، أو الضغط الذي تمارسه إسرائيل على المفاوضات من خلال التهديد بشن هجوم، أو أن اللقاء يتعلق بصفقة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن غزة، وربما كلا الملفين معاً.

وعندما كان في طريق عودته إلى إسرائيل، بعد الاجتماع العاجل في البيت الأبيض مع ترامب، في إبريل/نيسان الماضي، قال نتنياهو إنه سيوافق على اتفاق مع إيران فقط إذا حصل وفق “النموذج الليبي”، أي تفكيك كامل لمنظومة تخصيب اليورانيوم الإيرانية. ومع ذلك، أعلنت طهران منذ فترة طويلة أنه لا مجال للنقاش في هذا الموضوع، ويدرك نتنياهو أن من الصعب جداً إجبار إيران على قبول مثل هذا الشرط. لذلك، يواصل نتنياهو وأنصاره التأكيد أنه إذا لم يجرِ التوصل إلى اتفاق وفق النموذج الليبي، فإن إسرائيل ستهاجم وتدمر المشروع النووي الإيراني.

وفي الوقت الذي تحاول فيه الإدارة الأميركية التفاوض على اتفاق نووي جديد مع إيران، تشير عدة تقارير إلى أن نتنياهو يهدد بإفشال المفاوضات من خلال التلويح بمهاجمة المنشآت الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم. وبالأمس، أفاد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، بأن مكالمة هاتفية متوترة واحدة على الأقل جرت بين ترامب ونتنياهو، بالإضافة إلى سلسلة من الاجتماعات التي جرت خلال الأيام الأخيرة بين مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية ونظرائهم الإسرائيليين. وفيما وصف ديوان نتنياهو التقرير بأنه “أخبار كاذبة”، أكد ترامب بنفسه أنه طلب من نتنياهو عدم مهاجمة إيران في الوقت الحالي، بينما تجري معها مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد.

ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول إسرائيلي قوله: “عندما يكون ترامب هو الطرف المتزن، والشخص البالغ المسؤول الذي يجب أن يهدئ الأوضاع ويسعى لحل دبلوماسي، فهذا يدل على مدى سوء الوضع”، في إشارة إلى أن نتنياهو يحاول بالمقابل تأجيجه.

اتفاق مؤقت

وفي الوقت نفسه، كثرت التقارير الأميركية عن أن واشنطن وطهران تعتزمان توقيع اتفاق مؤقت، لن ينص على شيء سوى أنهما اتفقتا على التوصل إلى اتفاق، والهدف الحقيقي من ذلك، وفق الصحيفة العبرية، خلق وضع تفاوضي مستمر، ما يجعل من الصعب على نتنياهو تبرير شن هجوم قبل ظهور نتائج المحادثات.

لكن في نظر مسؤولين في واشنطن، يرى نتنياهو أن الوقت يداهمه، على خلفية المشاكل الداخلية المتصاعدة في إسرائيل وكذلك في حكومته. ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول أميركي قوله إنه في المرة السابقة التي وقّعت فيها الولايات المتحدة على اتفاق مؤقت، استغرق الأمر عامين للوصول إلى الاتفاق النهائي، “وبالنظر إلى وتيرة الأحداث ورغبات نتنياهو، لست متأكداً من أنه سينتظر شهرين”.

وخلاصة الأمر من وجهة نظر الولايات المتحدة، بموجب ما ذكرته الصحيفة العبرية، أن إسرائيل واصلت استعداداتها للهجوم على إيران حتى بعد أن قال ترامب لنتنياهو في الاجتماع إنه يعارض الهجوم. وهناك غضب متزايد في الإدارة الأميركية تجاه إسرائيل، بغض النظر عما إذا كانت ستنفذ الهجوم في نهاية المطاف أو لا. وترى أن مجرد الاستعدادات لشن هجوم يزيد من التوتر في المنطقة ويضر بالمفاوضات الجارية.

وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أمس بأن التقديرات الاستخباراتية الأميركية تشير إلى أن القوات الإسرائيلية في حالة تأهب عالية جداً، بحيث يمكن إصدار أمر بالهجوم في غضون سبع ساعات فقط، لكن حتى بالنسبة إلى الإسرائيليين المطلعين على القضية، والأميركيين، تقول “يديعوت أحرونوت” إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الاستعدادات تهدف إلى ممارسة ضغط على المفاوضات، أو الحفاظ على الجاهزية لهجوم فوري في حال فشلها، أو الاستعداد لهجوم بغض النظر عن نتيجة المفاوضات.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 + 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى