مجلس التعاون: المفاوضات مع إيران يجب أن تشمل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة
أعرب مجلس التعاون عن قلقه من "تطورات الملف النووي الإيراني" وأكد على أهمية الإسراع في التوصل إلى تفاهمات بناءة بهذا الشأن للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

ميدل ايست نيوز: دعا وزراء خارجية مجلس التعاون، اليوم الاثنين، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتوجيه الدعم إلى سورية.
جاء ذلك في بيان ختامي للمجلس الوزاري، عقب اجتماع دورته الـ164 في الكويت، الاثنين، برئاسة وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري عبد الله اليحيا.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، وسلطنة عمان بدر البوسعيدي، وقطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الدولة بالخارجية الإماراتية خليفة بن شاهين المرر، ووكيل الخارجية البحرينية خالد الجلاهمة، إضافة إلى أمين المجلس جاسم البديوي.
وأكد المجلس في البيان الختامي “رفض أي محاولات لتهجير سكان قطاع غزة”، مطالباً “مجلس الأمن بتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية، واتخاذ خطوات جدية لمنع هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها”.
وأشاد المجلس بالجهود الحثيثة التي تبذلها دولة قطر، بالتنسيق مع شركائها في الوساطة، مصر والولايات المتحدة الأميركية، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى، وإدخال جميع المساعدات للمدنيين. وشدد على “ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتوفير الدعم السياسي والدبلوماسي الكامل للتوصل إلى حل دائم وشامل”.
وأكد المجلس الوزاري أهمية ما ورد في بيان القمة العربية غير العادية “قمة فلسطين” بالقاهرة مؤخراً، بشأن نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية في الأراضي الفلسطينية بغزة والضفة الغربية، بقرار من مجلس الأمن. وأدان المجلس الوزاري عملية إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على وفد دبلوماسي يضم سفراء وممثلي دول عربية وأجنبية، أثناء زيارتهم مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، بتاريخ 21 مايو/أيار الماضي.
وحذر البيان الختامي من “تداعيات الاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين لباحات المسجد الأقصى المبارك، بما تحمله من خرقٍ خطير للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشريف ومقدساته، وانتهاكٍ لقدسية المسجد الأقصى المبارك واستفزازٍ لمشاعر المسلمين”.
سورية
وبشأن التطورات في سورية، أكد المجلس الوزاري “أهمية احترام سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية، وأن أمن سورية واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار أمن المنطقة”. كما أدان “الاعتداءات والانتهاكات والهجمات المتكررة الإسرائيلية على سورية”.
إيران
وأعرب مجلس التعاون عن قلقه من “تطورات الملف النووي الإيراني”. وأكد المجلس “أهمية الإسراع في التوصل إلى تفاهمات بناءة بهذا الشأن للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وعلى استعداد دول المجلس للتعاون والتعامل بشكل فعال مع هذا الملف، وعلى ضرورة مشاركتها في جميع المفاوضات والمباحثات والاجتماعات الإقليمية والدولية المتعلقة به”.
وجدد أهمية أن “تشمل هذه المفاوضات بالإضافة للبرنامج النووي الإيراني، القضايا والشواغل الأمنية كافة لدول المجلس، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيرة، وسلامة الملاحة الدولية والمنشآت النفطية”.
وشدد على “أهمية التزام إيران بعدم تجاوز نسب تخصيب اليورانيوم التي تتطلبها الاستخدامات السلمية، وضرورة الوفاء بالتزاماتها كافة، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، مرحباً بالمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، مثمناً جهود سلطنة عمان في استضافة وتيسير هذه المحادثات الرفيعة المستوى.
وأكد المجلس الوزاري على أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية لدولة الكويت، وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة المحاذية للمنطقة المقسومة السعودية – الكويتية، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق لاستغلال الثروات الطبيعية في تلك المنطقة، وفقاً لأحكام القانون الدولي واستناداً إلى الاتفاقيات المبرمة والنافذة بينهما، وأكد على رفضه القاطع لأي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في هذا الحقل أو المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بحدودها المعينة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت.
كما أكد المجلس الوزاري مواقفه الثابتة وقرارته السابقة بشأن ما وصفه بـ”استمرار احتلال إيران للجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)”.
قضايا أخرى في المنطقة
وفي معرض حديثه عن اليمن، رحب المجلس الوزاري بـ”استمرار الجهود المخلصة التي تبذلها السعودية، وسلطنة عُمان، والاتصالات القائمة مع الأطراف اليمنية كافة، لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق حل سياسي شامل ومُستدام في اليمن”.
وأكد “أهمية انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام لتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني”.
وبشأن لبنان، أكد الوزاري الخليجي “ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان”. وأدان استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، التي نتج عنها الآلاف من الضحايا المدنيين وتهجيرهم وتدمير البنية التحتية والمنشآت المدنية والصحية.
وبشأن العراق، أكد المجلس الوزاري على الشراكة الإيجابية بين مجلس التعاون والعراق، مؤكداً على المضي قدماً في إنجاز مشروع الربط الكهربائي لربط العراق بشبكة الكهرباء في دول مجلس التعاون، لتحقيق قدر أكبر من التكامل والترابط بين العراق ودول المجلس، بما يحقق مصالحهما المشتركة ويمهد الطريق لمزيد من التعاون في المستقبل.
وأخيراً تطرق للأوضاع في طرابلس الليبية المتصاعدة منذ 12 مايو/أيار الماضي، ودعا المجلس الوزاري “الأطراف كافة في البلاد إلى تغليب الحكمة والعقل، واعتماد الحوار السياسي في حل الخلافات، بما يحفظ لدولة ليبيا مصالحها العليا، ويحقق لشعبها تطلعاته بالتنمية والازدهار”.