“زلزال صامت”.. آلاف المواقع التاريخية في إيران مهددة بالزوال بسبب الانخساف الأرضي
إن نحو أربعة آلاف موقع تراثي في إيران تشمل أماكن تاريخية ومتاحف وقرى أثرية ومناطق سياحية، باتت مهددة بسبب هذه ظاهرة الانخساف الأرضي.

ميدل ايست نيوز: باتت المواقع التاريخية في إيران تتعرض لتأثير ما يُعرف بـ”الزلزال الصامت” الناجم عن ظاهرة “الانخساف الأرضي”. وقدّم وزير التراث الثقافي والسياحة الإيراني في جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت يوم الأحد تقريراً مفصلاً حول وضع الهبوط الأرضي في البلاد.
وبحسب هذا التقرير، الذي لم يُنشر نصه الكامل في وسائل الإعلام الإيرانية، فإن نحو أربعة آلاف موقع تراثي في إيران تشمل أماكن تاريخية ومتاحف وقرى أثرية ومناطق سياحية، باتت مهددة بسبب هذه الظاهرة. اللافت أن التقرير لم يُنشر حتى الآن من قبل الجهة المسؤولة عن التراث الثقافي، ولم يُطلع الرأي العام عليه رغم خطورة الموضوع.
ويحدث الانخساف الأرضي نتيجة الاستخراج المفرط وغير المنظم للمياه الجوفية، ما يستدعي تدخل جهات حكومية مختلفة، مثل وزارة الطاقة ووزارة الجهاد الزراعي ومجلس الشورى الإسلامي، بالإضافة إلى دور المجتمع نفسه، خصوصاً من خلال استهلاك المياه الجوفية لأغراض الزراعة، ما قد يسهم في تفاقم أو التخفيف من هذه الظاهرة.
وقال رئيس قسم الزلازل والمخاطر في مركز أبحاث الطرق والإسكان والتعمير، علي بيت اللهي، في تصريح لصحيفة “دنياي اقتصاد” إن إعداد هذا التقرير يُعد خطوة إيجابية، مشيراً إلى أنه في حال فقدنا هذه المعالم، فلن يكون بالإمكان تعويضها. وأكد على حساسية آثار الانخساف الأرضي بالنسبة للمواقع التاريخية، نظراً لصعوبة استبدالها مقارنة بالبنى التحتية الحضرية مثل أنابيب النفط والغاز.
وأشار إلى أن الرئيس الإيراني أصدر توجيهات بتشكيل لجنة خاصة داخل مجلس الوزراء للتعامل مع هذه القضية بشكل متخصص. ولفت بيت اللهي إلى ضرورة إعطاء الأولوية للمعالجة حسب المحافظات المختلفة، مثل أصفهان وسمنان وزنجان ويزد وفارس وغيرها، داعياً إلى البدء باتخاذ احتياطات هندسية لتقليل المخاطر التي تهدد هذه الرموز التراثية.
وأكد أن هناك تجارب دولية ناجحة في إدارة ظاهرة الانخساف الأرضي، لكنه أشار بأسف إلى أنه لم يَرَ في أي من المناطق المتأثرة في إيران، التي زارها شخصياً، إجراءات خاصة لحماية المواقع التاريخية. وختم بالقول إن “ما قام به وزير التراث الثقافي من طرح هذا الموضوع في مجلس الوزراء قد يشكل بداية لتحرك عملي ملموس، لأن هذه المعالم تمثل أمانة للأجيال القادمة وجذوراً لهويتنا.”