قطاع الفندقة في إيران يترنح بين تداعيات كورونا والحرب الأخيرة
مع تصاعد التوترات السياسية والعسكرية، وفي ظل غياب السياح الأجانب، كان آخر أمل لأصحاب الفنادق يتمثل في السياحة الدينية والداخلية، غير أن الحرب التي استمرت 12 يومًا قضت على هذا الأمل.

ميدل ايست نيوز: تعرّض قطاع الفندقة في إيران لأول ضربة قوية مع تفشي جائحة كورونا في أواخر عام 2020. وبعد رفع القيود المرتبطة بالجائحة، لم تُتخذ أي خطوات جادة لإعادة إنعاش هذا القطاع، ومع تصاعد التوترات السياسية والعسكرية، وفي ظل غياب السياح الأجانب، كان آخر أمل لأصحاب الفنادق يتمثل في السياحة الدينية والداخلية، غير أن الحرب التي استمرت 12 يومًا قضت على هذا الأمل.
وقال جمشيد حمزه زاده، رئيس اتحاد أصحاب الفنادق في إيران، إن حجم الخسائر التي تكبدها قطاع الفنادق جراء الحرب الأخيرة لا يزال غير قابل للتقدير بدقة، مشيرًا إلى أن الفنادق في المحافظات الغربية تعرضت لخسائر فادحة.
وأضاف: «السفر خرج عمليًا من أولويات حياة الكثير من المواطنين».
وتُعَدّ أزمة قطاع الفندقة في إيران، باعتباره فرعًا من قطاع السياحة، انعكاسًا للأزمات الهيكلية الأوسع في قطاعات أخرى، وهي أزمات كانت قائمة حتى قبل 12 يونيو (تاريخ اندلاع الحرب) وتفاقمت بعدها.
ومن جانب آخر، أدى التضخم المتصاعد من جهة، وعدم نمو دخل الأسر الإيرانية بما يتناسب مع هذا التضخم من جهة أخرى، إلى تركيز ميزانية الأسر على الحاجات الأساسية مثل الغذاء والسكن، ما جعل السفر يتراجع من أولويات هذه الأسر، وهو أمر لم يعد جديدًا.
وفي 16 أبريل من هذا العام، صرّحت زهره جيت ساز، رئيسة قسم الإحصاءات الاجتماعية والثقافية في مركز الإحصاء الإيراني، أن عدد الرحلات الداخلية للأسر الإيرانية انخفض بنحو 30% خلال السنوات السبع الماضية.
ويتركز جزء كبير من فرص العمل، خاصة في المحافظات الأقل تصنيعًا، ضمن قطاع السياحة، ما يجعل ارتفاع التكاليف التشغيلية تهديدًا مباشرًا لهذه الوظائف.
وفي ظل هذا الوضع، ووفقًا لما أفاد به حمزه زاده، لم يتمكن أصحاب الفنادق حتى الآن من التعافي ماليًا من تداعيات جائحة كورونا، في حين وُجهت الموارد الحكومية قبل اندلاع الحرب نحو بناء فنادق جديدة.
وفي نوفمبر 2024، أعلن رضا صالحي أميري، وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية، أن البرنامج السابع للتنمية يُلزم الحكومة بافتتاح 100 فندق جديد سنويًا في البلاد.
ومع التحذيرات المتكررة التي تصدرها الدول الغربية بشأن سفر مواطنيها إلى إيران، فقد شهد عدد السياح الأجانب تراجعًا حادًا.
ويبلغ عدد الفنادق في إيران نحو 1,400 فندق، ويتم افتتاح فنادق جديدة سنويًا بتمويل وتسهيلات حكومية، غير أن السياح الأجانب لا يتوافدون إليها.
ويُعَدّ معظم السياح الأجانب في إيران إما من زوار مدينة مشهد، أو من موظفي الشركات الصناعية الذين يُوفدون من دول آسيوية مثل الصين في مهام مؤقتة.
أما السياح الغربيون القلائل الذين يزورون إيران، فهم في الغالب من المهتمين بالإقامة في نُزل السياحة البيئية أو “الإيكولوجية” (الإقامة الريفية ذات الطابع المحلي).
اقرأ أكثر
الاقتصاد الفندقي في خطر… “فقط 10% من الإيرانيين يقيمون في الفنادق أثناء السفر”