نشطاء البيئة يحذرون: مشروع رشت – أستارا غير اقتصادي لما يسبب من تدمير كبير للأتربة والغابات

سيعبر مشروع سكك حديدية كبير عبر جيسوم أو بالفارسي (گيسوم)، وهي إحدى الغابات الواسعة في محافظة جيلان والتي تمتد مباشرة إلى البحر، وواحدة من أجمل المناطق الخضراء في الشمال الإيراني.

ميدل ايست نيوز: سيعبر مشروع سكك حديدية كبير عبر جيسوم أو بالفارسي (گيسوم)، وهي إحدى الغابات الواسعة في محافظة جيلان والتي تمتد مباشرة إلى البحر، وواحدة من أجمل المناطق الخضراء في الشمال الإيراني.

وبحسب صحيفة شرق، رشت – أستارا هو مشروع سكة حديدية يربط مدينة رشت الإيرانية بأستارا على الحدود الأذربيجانية بطول 160 كيلومتر، حيث يمر كيلومتران من هذه السكة الحديدية عبر غابات الشمال الشهيرة جيسوم.

وأثيرت مخاوف بشأن تدمير غابة جيسوم في حالة تنفيذ المشروع، لا سيما أن تفاصيل هذا الأخير وتقييمه البيئي لم يعلن.

ووفقًا للاتفاقية الأخيرة بين إيران وروسيا، يهدف قسم السكك الحديدية من رشت إلى أستارا على حدود البلاد مع جمهورية أذربيجان إلى زيادة الطاقة المرورية السنوية البالغة 15 مليون طن من البضائع على هذا الخط بحلول عام 2026، بمشاركة روسية في تمويل وبناء وتوريد المعدات واللوازم.

وذكرت الخبيرة البيئية سمية رفيعي، أنه خلال تنفيذ هذا المشروع، سيتم تدمير غابة جيسوم ومائة ألف قطعة من الأشجار التي يبلغ قطرها 30 سم وشراء العديد من الأراضي الزراعية، مما سيؤثر على الأمن الغذائي.

نهضة تجارية إقليمية… أهمية مشروع “رشت – أستارا” الإستراتيجية لإيران

وقالت: “تدّعي الجهات المعنية أن الخط الحديدي هذا والذي يمر بأربع قرى أنه يستطيع نقل 15 مليون طن من البضائع، إلا أن الحقيقة هي عندما الانتهاء من هذا المشروع لن تتجاوز السعة الإجمالية لها أكثر من خمسة ملايين طن”. وأكدت أن “الشركة الاستشارية والمقاولة هي من تتخذ القرارات لبلدنا وحكومتنا”.

وصرحت رفيعي أنه بعد عدة أشهر من دراسة المشروع توصلوا إلى نتيجة مفادها أن “هذا المشروع يمثل إشكالية أساسية وليس له أي مبرر اقتصادي وفني وتقني، لأن جميع موارد البلاد ومناجمها الرملية محظورة لهذا المشروع لا سيما أن أساسه يعتمد على الأسمنت. كما لا توجد أموال وموارد لشراء أراض زراعية”.

وعلى وقع هذه المعطيات، تفاوضت حكومة رئيسي في 17 مايو الفائت مع روسيا بشأن إنشاء خط سكة حديد رشت – أستارا دون الالتفات إلى هذه التحذيرات، حيث من المفترض أن يستثمر الاتحاد الروسي فيه 1.6 مليار يورو.

ورغم توقيع هذا العقد لم تعلن منظمة حماية البيئة حتى الآن عن نتائج تقييمها فيما يتعلق بتنفيذ هذا المشروع، وهنا يطرح السؤال التالي، كيف وقعت الحكومة على عقد كهذا دون نتائج التقييم البيئي، على الرغم من أن نتيجة التقييم قد تكون تدمير البيئة وعدم الكفاءة البيئية؟

وحول أهمية غابة جيسوم، قال حنيف رضا جلزار، ناشط بيئي وخبير كبير في التربة: “من حيث تنوع الغطاء النباتي، فقد رصدنا ما يقرب من 45 نوع من النباتات في موطن الغابات هذا، منها 14 نوعًا من الأخشاب و31 نوعًا من الأعشاب”.

وقيّم جلزار في حديثه حجم الضرر الذي يلحق بالثروات الطبيعية في حالة مرور السكة الحديدية عبر جيسوم: “كما قالت السيدة رفيعي، سيتم قطع مائة ألف شجرة في جيسوم إذا تم إنشاء هذا الخط. ووفقًا لقائمة أسعار هيئة إدارة الموارد الطبيعية ومستجمعات المياه، إذا تم قطع مائة ألف شجرة ، فإن مقدار الضرر الذي سيلحق بأشجار جيسوم سيكون 2 تريليون تومان”.

وتابع هذا الخبير: “فيما يتعلق بالأضرار التي لحقت بالتربة، ينبغي القول أن تربة هذه المنطقة فريدة جدًا وتعتبر من أثمن أنواع الترب في العالم. يقول تقديري أنه إذا تم تنفيذ المشروع، فسيتعين تدمير ونقل حوالي 200 ألف طن من أفضل أنواع الترب في البلاد، مما يعني خسارة 14 تريليون تومان في قطاع الترب. بمعنى، ستبلغ أضرار هذا القطاع والغطاء النباتي حوالي 16 تريليون تومان”.

وأشار جلزار إلى نقطة مثيرة للاهتمام حول مشروع سكة ​​حديد رشت-أستارا بأكمله: “يمر 160 كيلومترًا من هذا المشروع بالكامل عبر منطقة هيركاني. فحتى لو قبلنا أن السكك الحديدية لن تمر عبر مناطق الغابات، فإنها ستدمر موارد الترب الإيرانية، وهي كما ذكرنا قيمة للغاية”.

وأضاف: ” إذا أردنا قياس القيمة بالريال لهذه التربة حسب تعريفة هيئة الموارد الطبيعية فستكون أكثر من مائة تريليون لهذه الـ 160 كم. لذا، في حال تم تنفيذ القانون المتعلق بهذا المشروع، فإن مشروع سكة ​​حديد رشت أستارا سيكون بأكمله غير اقتصادي”.

من جانبه قال سعيد كريمي، مدير عام مكتب التقييم البيئي في منظمة حماية البيئة، إن هذا المشروع لم يحصل بعد على إذن من لجنة التقييم البيئي، لكن التحقيقات التي استمرت عامين تظهر أنه لا صحة إطلاقاً للمزاعم حول المشاكل التي تنتج عن كل الـ 160 كيلو متر من هذا المشروع”.

وعند سؤاله عن سبب توقيع الحكومة عقد هذا المشروع رغم عدم إعلان نتائج التقييم، قال: “سيستغرق بناء هذه الـ 160 العديد من السنوات، وغابات جيسوم ليست في مقدمة مشروعنا، بل بدأ العمل في أماكن أخرى في الوقت الراهن”.

ويعتبر مشروع رشت – أستارا، الذي سيتم إنشاؤه وتمويله بالتعاون مع روسيا وأذربيجان، من أهم مشاريع السكك الحديدية في إيران، والذي نظراً لموقعه المهم في الممر الجنوبي الشمالي، فقد حظي بالأولوية في خطط وزارة الطرق والتنمية العمرانية منذ بداية الحكومة الثالثة عشرة، وانتهت أخيرا جهود متواصلة واجتماعات ومفاوضات دولية عديدة، وتم التوقيع مؤخراً على مذكرة تفاهم بين إيران وروسيا لبناء هذا الخط الحديدي.

ويعد هذا المشروع الرابط الأخير للممر الشمالي الجنوبي، وجسرًا يربط بين الدول الأوروبية بالمحيط الهندي ومياه الخليج، وسيوفر هذا المشروع اتصال وربط بين دول شمال أوروبا والدول الاسكندنافية وروسيا عبر إيران مع دول الخليج والمحيط الهندي وجنوب شرق آسيا.

وتتمتع إيران بموقع جغرافي وجيوسياسي فريد من بحر قزوين إلى الخليج، وهذا الموقع الخاص هو سبب توسيع التعاون في مجال السكك الحديدية بين إيران والدول المجاورة.

وتعد إيران إلى جانب روسيا، أهم دولة على شواطئ بحر قزوين، وتتمثل سياسة الحكومة الإستراتيجية في زيادة التبادل التجاري في بحر قزوين وربط شمال البلاد بالخليج عن طريق السكك الحديدية والجادّات.

ووقعت روسيا وإيران الأربعاء 17 مايو، اتفاقية للتعاون المشترك تتضمن بناء سكة حديدية تربط ميناء آستارا بمدينة رشت في شمال إيران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 + أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى