برلماني إيراني: ترامب محكوم عليه بالإعدام شرعاً منذ اغتيال سليماني

قال عضو لجنة الشؤون الداخلية والمجالس في البرلمان الإيراني إن ما يجري حالياً بين إيران والكيان الصهيوني هو تفاهم شفهي فقط على تعليق القتال، ولا يُعد وقف إطلاق نار بالمعنى المتعارف عليه.

ميدل ايست نيوز: على خلفية الإهانات والتهديدات التي وُجّهت إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي من قبل مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أصدر عدد من مراجع التقليد في إيران فتاوى تقضي بأن تهديد قيادة النظام الإسلامي، ولا سيما من قبل الأجانب والأعداء، يُعد بمثابة محاربة لله ورسوله، وأن أي تعاون أو دعم لمثل هذه التهديدات محرم شرعاً.

ووفق ما يقوله رجال الدين، فإن هذه الفتاوى صَدرت استناداً إلى مكانة المرشد في الإسلام وضرورة الحفاظ على النظام الإسلامي والأمة الإسلامية.

وقد اعتبر هؤلاء المراجع أن كل تهديد أو اعتداء على القيادة والمرجعية الدينية يُعد ضرباً لأصل الإسلام والأمة الإسلامية، وأصدروا حكم “المحارب” بحق من يقومون بذلك، في حين اعتبر بعضهم أن “المحارب” مهدور الدم.

ووفقاً لما أعلنه رجال الدين الذين شرحوا هذه الفتاوى، فقد تم التأكيد فيها على أهمية الحفاظ على النظام الإسلامي ووحدة الصف في مواجهة أعداء الإسلام، كما تم اعتبار أي تعاون أو مساعدة في تنفيذ هذه التهديدات أمراً محرّماً. فعلى سبيل المثال، أعلن آية الله مكارم شيرازي: “كل شخص أو نظام يهدد أو يعتدي على المرشد الأعلى والمرجعية الدينية بهدف ضرب الأمة الإسلامية وحاكميتها، يُعد محارباً (أي يحكم عليه بالإعدام)، وأي دعم من قبل المسلمين أو الدول الإسلامية لهذا العمل هو حرام شرعاً”. كما صرّح آية الله نوري همداني بشأن التهديدات التي طالت حياة آية الله خامنئي بأن “أي اعتداء أو تهديد ضده أو ضد المرجعية الشيعية من قبل أفراد أو دول يُعد بمثابة محاربة، وكل من يساعد في هذه الجريمة ينطبق عليه الحكم نفسه”.

حكم شرعي بقتل دونالد ترامب

وفي هذا السياق، قال كامران غضنفري، عضو لجنة الشؤون الداخلية والمجالس في البرلمان وممثل طهران، في مقابلة مع موقع “دیده‌ بان ایران” إنه على إثر التهديدات والإهانات التي وجهها ترامب مؤخراً لقائد الثورة، والتي اعتُبرت تجاوزاً واضحاً، أصدر كل من آية الله مكارم شيرازي، وآية الله نوري همداني، وعدد من رجال الدين الآخرين، فتاوى تقضي بأن من يهدد قائد الثورة الإسلامية أو يهينه يُعد محارباً، وحكم المحارب هو القتل، وبالتالي فإن حكم قتل ترامب قد صدر فعلاً.

وأضاف غضنفري أن حكم قتل ترامب كان قد صدر سابقاً أيضاً، مشيراً إلى أن قائد الثورة كان قد صرّح خلال ولاية ترامب الأولى، بعد اغتيال الشهيد قاسم سليماني بأمر من الرئيس الأميركي، بأن القاتل والآمرين بالجريمة يجب أن يُعاقبوا، أي أن الذين نفذوا الجريمة ميدانياً وأولئك الذين أعطوا الأوامر، بمن فيهم ترامب نفسه، يتحملون المسؤولية. وبالتالي، فقد صدر حكم إعدامه من قبل قائد الثورة منذ ذلك الوقت، وأنه “متى ما تمكّنا من الوصول إلى ترامب، يجب القضاء عليه وإنزال الهلاك به”.

وفي سياق متصل، ردّ غضنفري على تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مقابلته مع تاكر كارلسون، والتي نفى فيها أن تكون الفتوى الصادرة عن المراجع تتعلق بقتل ترامب، قائلاً: “الرئيس بزشكيان لديه مستشارون ومعاونون يقدمون له أحياناً معلومات خاطئة تضلله، وهو يتبنى مواقف بناءً على تلك المعطيات الخاطئة دون أن يقوم بالتحقيق بنفسه، ويكتفي بتكرار ما يُقال له دون تمحيص”.

وأوضح النائب عن طهران أن هذه إحدى نقاط ضعف الرئيس، إذ إنه لا يحقق في التقارير والمعلومات التي تُعرض عليه، ويثق ثقة عمياء بمستشاريه ومعاونيه، ويتحدث بناءً على ما يزودونه به من معلومات خاطئة. وأضاف: “لو أن بزشكيان كلّف نفسه فقط دقائق قليلة للبحث على الإنترنت عن مواقف قائد الثورة بشأن ترامب، لكان اكتشف أنه على الأقل في مرتين صرّح بوضوح بضرورة معاقبة ترامب. ولو قام بهذا البحث لما اتخذ ذلك الموقف خلال مقابلته مع المذيع الأميركي”.

كما أشار غضنفري إلى أن بزشكيان أبدى رأياً حول الفتاوى الصادرة عن المراجع من دون أن يحقق في مضمونها أو يعرف إلى من وُجهت، مضيفاً أن ذلك يعكس جهلاً وسذاجة وثقة مفرطة من جانبه، بالإضافة إلى اعتماده على مستشارين لا يتصفون بالأمانة.

وفي ما يتعلق بالوضع العسكري بين إيران وإسرائيل، قال عضو لجنة الشؤون الداخلية والمجالس في البرلمان الإيراني: “نحن حالياً لا نعيش حالة وقف إطلاق نار، بل في وضع تعليق للقتال. ورغم أنه يُقال اصطلاحاً إن هناك وقفاً لإطلاق النار، إلا أن الواقع ليس كذلك، لأن وقف إطلاق النار الحقيقي يعني جلوس طرفي النزاع للتفاوض والتوقيع على اتفاق رسمي يحدّد شروط وقف القتال، وهو ما لم يحصل بين إيران والكيان الصهيوني”.

وختم غضنفري قائلاً: “ما يجري حالياً بين إيران والكيان الصهيوني هو تفاهم شفهي فقط على تعليق القتال، ولا يُعد وقف إطلاق نار بالمعنى المتعارف عليه، خاصة أن هناك إمكانية في أي لحظة لانتهاك هذا التفاهم من الطرف الآخر، وبالتالي يجب على قواتنا المسلحة أن تبقى في أعلى درجات الجاهزية لمواجهة العدو”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى