خبراء يحذرون من مخاطر التضخم على الأمن الغذائي في إيران

على الرغم من تأكيد المسؤولين الإيرانيين مرارًا على ضرورة كبح جماح التضخم، إلا أن تسارع وتيرة التضخم الشهري في السلع الغذائية الأساسية يشكّل ناقوس خطر جدّيًا على الأمن الغذائي واستقرار الأسر الاقتصادي.

ميدل ايست نيوز: عقب إعلان مركز الإحصاء الإيراني عن تقرير التضخم لشهر يوليو الجاري، تصدّرت مادتا الخبز والزيت قائمة السلع الأكثر ارتفاعًا في الأسعار، مسجّلتين أعلى معدلات التضخم الشهري. وتشير التحليلات إلى أن جزءًا من هذه القفزة السعرية يعود إلى زيادة الطلب المفاجئ في أعقاب الحرب التي استمرت 12 يومًا.

وقالت وكالة تسنيم للأنباء، إن التقرير الرسمي الصادر عن مركز الإحصاء الإيراني حول مؤشر أسعار المستهلك في يوليو 2025 يُظهر أن التضخم الشهري للأسر في عموم البلاد بلغ 3.5%. وقد ارتفع المؤشر العام لأسعار المستهلك إلى 360.2، ما يمثل نموًا بنسبة 41.2% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وارتفاعًا بنسبة 35.3% خلال الأشهر الاثني عشر المنتهية في يوليو.

وتشير البيانات الرسمية لمركز الإحصاء إلى أن معدل التضخم، سواء الشهري أو السنوي، دخل مرحلة تصاعدية جديدة منذ شتاء العام الماضي، وشهد في الأشهر الأخيرة تسارعًا ملحوظًا. فالتضخم السنوي الذي كان منخفضًا نسبيًا في شهري فبراير ومارس 2025، بدأ بالارتفاع منذ بداية العام الإيراني الجديد، ليبلغ في يوليو مستويات مقلقة.

ويُعد هذا الارتفاع المتجدد، في ظل استمرار حالة الركود النسبي في الاقتصاد الوطني، مؤشرًا مقلقًا لاحتمال الدخول في حلقة مفرغة من الركود التضخمي، وهي حلقة من شأنها أن تلقي بثقلها الأكبر على كاهل الفئات الهشة اقتصاديًا.

وجاءت مجموعة الخبز والحبوب في صدارة السلع من حيث معدل التضخم الشهري، حيث سجّلت ارتفاعًا بنسبة 16.6%. تلتها الزيوت والدهون الغذائية بنسبة 7.3%، ثم التبغ بنسبة 6.3%، فمجموعة السكر والشاي والكاكاو بنسبة 5.8%.

وتُظهر التحقيقات الميدانية وتحليلات الخبراء الاقتصاديين أن جزءًا من هذا الارتفاع في أسعار المواد الغذائية مرتبط بتداعيات الحرب التي اندلعت لمدة 12 يومًا بين إيران والكيان الصهيوني. فبعد اندلاع المواجهات، لوحظت في الأسواق مظاهر زيادة في الطلب الانفعالي على السلع الأساسية مثل الطحين، والخبز، والزيت، والمعلبات، خاصة في المدن الكبرى والمناطق الحدودية.

ويرى بعض المحللين أن الخوف من استمرار الحرب وما قد يترتب عليها من اضطرابات في شبكات التوزيع، دفع العديد من الأسر الإيرانية إلى الاحتكار على مستوى المنازل، وشراء السلع بشكل استباقي، ما ساهم في زيادة مؤقتة في الضغط على الطلب وخلق تقلبات في الأسعار.

وقد أثار الارتفاع الحاد في أسعار الخبز والزيت القلق، نظرًا لأن هذين الصنفين يشكلان جزءًا أساسيًا من سلة استهلاك الإيرانيين ذات الدخل المنخفض. وإن استمرار هذا المسار من شأنه أن يعمّق التفاوتات الاجتماعية ويزيد من هشاشة الأوضاع المعيشية للفئات الضعيفة. ويؤكد الخبراء على ضرورة التدخل السريع والموجّه في الأسواق الاستهلاكية، خاصة في أوقات الحرب وعدم الاستقرار الإقليمي، للحيلولة دون استغلال التقلبات السعرية من قبل المضاربين.

وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين الإيرانيين مرارًا على ضرورة كبح جماح التضخم، إلا أن تسارع وتيرة التضخم الشهري في السلع الغذائية الأساسية يشكّل ناقوس خطر جدّيًا على الأمن الغذائي واستقرار الأسر الاقتصادي. ويبدو أن صناع القرار مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالاستعداد لمواجهة التداعيات الاقتصادية للحرب، والعمل على منع انتقال التوقعات التضخمية إلى قطاعات أخرى.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى