أجواء التفاؤل تسود في محادثات فيينا وطهران تنفي تخليها عن مقترحاتها الجديدة

قال ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل ‏أوليانوف إن الخبراء بصدد العمل على إعداد نص اتفاق نهائي في المفاوضات النووية الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: سادت أجواء تفاؤل حذر في محادثات الاتفاق النووي الإيراني، وتحدث مسؤول أوروبي عن تقدم في مسار المفاوضات على أساس ما تم التوصل إليه في يونيو/حزيران الماضي خلال الجولة السادسة.

لكن وكالة إرنا الإيرانية للأنباء نقلت عن مصدر مقرب من الفريق المفاوض في فيينا نفيه لما أوردته وكالة رويترز بشأن قبول طهران مواصلة المفاوضات على قاعدة مسودة محادثات يونيو/حزيران الماضي.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤول أوروبي -رفض الكشف عن اسمه- قوله إن الوثيقة التي تم التوصل إليها في جلسة يونيو/حزيران الماضي ضمن مخرجات الجولة السادسة ستشكل إطارا للمحادثات.

وقالت طهران إن مقترحاتها التي قدمتها في الجولة الحالية بشأن التوصل إلى اتفاق لا تزال على طاولة البحث، كما قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إن طهران جادة في المفاوضات ودخلتها بحسن نية.

وأكد رئيس الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا حول إحياء الاتفاق النووي، علي باقري كني، أن سلوك بلاده المسؤول أبقى الصفقة حية.

ونقل التلفزيون الإيراني عن باقري كني قوله مساء الجمعة: “سلوك إيران المسؤول أبقى الاتفاق النووي… خلق جو زائف خارج غرفة المفاوضات لا يمكن أن يقوض جدية المفاوضين في التوصل إلى اتفاق يحمي حقوق ومصالح الشعب الإيراني”.

وشدد كبير المفاوضين الإيرانيين: “نحن جادون في المفاوضات ودخلناها بحسن نية وسنستمر كذلك”.

وخلافا لما تم التوصل إليه بين إيران والقوى الكبرى في يونيو/حزيران الماضي، قدم الوفد الإيراني الجديد برئاسة علي باقري مسودتي مقترحات خلال الجولة السابعة التي انطلقت الشهر الماضي، وعادت للانعقاد أول أمس الخميس.

وتريد إيران رفع جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بعدما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق عام 2018، على أن يتم ذلك في عملية يمكن التحقق منها.

وبمقتضى الاتفاق الذي أبرمته إيران و6 قوى عالمية عام 2015، قلصت طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عليها.

ولأن طهران ترفض التواصل المباشر مع واشنطن، تجري حاليا محادثات أميركية إيرانية غير مباشرة في فيينا، يتنقل فيها دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين بين الجانبين، تستهدف دفع الطرفين للعودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق.

من جهته، جدد المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي -في تصريحات للجزيرة- استعداد الإدارة الأميركية للتفاوض المباشر مع الإيرانيين، لأن ذلك هو الطريق الأمثل في ظل هذا القدر من انعدام الثقة بين الجانبين، حسب قوله.

إزالة سوء الفهم

من جانبه قال ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل ‏أوليانوف إن الخبراء بصدد العمل على إعداد نص اتفاق نهائي في المفاوضات النووية الإيرانية.

وأضاف أوليانوف في تغريدة أن الأمر قد يستغرق وقتا وجهودا لكن المشاركين يعملون لتحقيق نتائج، على حد تعبيره.

وأشار أوليانوف في تغريدة أخرى إلى أن المفاوضين بفيينا تمكنوا من إزالة بعض سوء الفهم الذي واجهته المفاوضات نهاية الأسبوع الماضي وبدؤوا في التحرّك عمليا، على حد تعبيره.

خيارات بديلة

وبالتزامن مع المفاوضات في فيينا، بحث الجانبان الأميركي والإسرائيلي في البنتاغون التنسيق العسكري لمواجهة الطموحات النووية الإيرانية، مع تصاعد الحديث عن خيارات أخرى إذا أخفقت المسارات الدبلوماسية.

وقال البنتاغون أمس الجمعة إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بحث مع نظيره الإسرائيلي بيني غانتس “الجاهزية العسكرية بمواجهة التهديد المشترك الذي تمثله إيران”.

لكن البنتاغون قال إنه ليس لديه ما يعلنه بشأن أي تدريبات عسكرية إضافية أو مجدولة سابقا مع إسرائيل.

وأوضحت الوزارة في الوقت نفسه أنها تعتقد أن الفرصة لا تزال متاحة لنجاح الدبلوماسية مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (يمين) يستقبل نظيره الإسرائيلي بيني غانتس في البنتاغون الخميس الماضي (رويترز)
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قال لدى استقباله نظيره الإسرائيلي بيني غانتس أول أمس الخميس “أنا قلق للغاية من تصرفات الحكومة الإيرانية في المجال النووي في الأشهر الأخيرة، واستفزازاتها المتواصلة وعدم التزامها الدبلوماسي”.

وأضاف أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال بوضوح إنه عند إخفاق السياسة “نحن جاهزون للانتقال إلى خيارات أخرى”.

ولم يحدد الخيارات المطروحة، لكنه تحدث عن مناورات عسكرية مشتركة أجريت قبل مدة قصيرة في البحر الأحمر بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والبحرين. وأضاف أوستن “سنواصل تطوير هذه الهندسة الأمنية الإقليمية من خلال تعاون عسكري وتدريبات ومناورات”.

من جهته، قال الوزير الإسرائيلي إنه أتى “لتعميق حوارنا وتعاوننا في مواجهة إيران ولا سيما الجاهزية العسكرية المشتركة للتصدي لإيران، ووضع حد لعدوانها في المنطقة وتطلعاتها النووية”. وأضاف أنه على ثقة تامة بالتزام الإدارة الأميركية بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة وإسرائيل ستبحثان إجراء تدريبات عسكرية مشتركة للاستعداد “لأسوأ الاحتمالات”، وهو اللجوء إلى ضرب منشآت نووية إيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية.

إيران تتوعد

وجاء الرد الإيراني على التهديدات الإسرائيلية على لسان بعض المسؤولين الكبار أمس الجمعة، إذ قال العميد علي فدوي نائب القائد العام للحرس الثوري إن إسرائيل لا تجرؤ على تنفيذ تهديداتها لأنها “ستزول إن فعلت ذلك”، وفقا لتصريحات نقلها موقع “يونيوز”.

ونسب الموقع إلى فدوي أيضا القول “أعددنا العدّة وجاهزون تماما لتسوية إسرائيل بالأرض إن هاجمتنا”.

في السياق نفسه، قال وزير الداخلية أحمد وحيدي إن أي خطأ إسرائيلي في الحسابات سيفتح على تل أبيب أبواب جهنم من طهران وأصدقائها، حسب تعبيره.

وأضاف وحيدي أن تهديدات إسرائيل ليست جديدة، وأن أي خطوة عدوانية ضد بلاده ستكون “خطوة إسرائيل الأخيرة”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى