إيران تترقب أول زيارة لمسؤول رفيع من الطاقة الذرية منذ انتهاء الحرب

أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، أن نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ماسيمو أبارو سيجري زيارة إلى إيران، مشيراً إلى أن "موعد هذه الزيارة قد تحدد، وأنها ستجري خلال أقل من عشرة أيام قادمة".

ميدل ايست نيوز: أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، أن نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ماسيمو أبارو سيجري زيارة إلى إيران، مشيراً إلى أن “موعد هذه الزيارة قد تحدد، وأنها ستجري خلال أقل من عشرة أيام قادمة”.

وأضاف بقائي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تزال عضواً في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) وكذلك عضواً في اتفاقية الضمانات الشاملة التابعة للمعاهدة، مؤكداً أن إيران ملتزمة بتعهداتها ما دامت عضويتها قائمة في هذه الاتفاقيات، إلا أن ذلك لا يمنعها من تسجيل اعتراضها على “النهج السياسي وغير المهني للوكالة” عبر مختلف القنوات، بحسب قوله.

وأشار بقائي إلى أنه في الوقت الراهن “لا يوجد أي مفتش تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران”، مؤكداً أن التعاون بين الوكالة والجمهورية الإسلامية الإيرانية يجب أن يُنظم بشكل كامل استناداً إلى آخر قرار صادر عن مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان). وتابع “تلتزم الحكومة ووزارة الخارجية بتنظيم إطار التعامل مع الوكالة بناء على هذا القرار”.

من جهة أخرى، قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، الاثنين، إن الوفد “مخوّل حصراً بإجراء مفاوضات ومحادثات ذات طابع فني وتقني مع المسؤولين والخبراء من الجانب الإيراني”.

وأضاف عزيزي أنه “لا يسمح بأي نوع من التفتيش من قبل هذا الوفد أو أي جهة أو هيئة أجنبية أخرى داخل المنشآت النووية في بلادنا”، وفقاً لوكالة تسنيم الإيرانية المحافظة.

وكان البرلمان الإيراني قد وافق في نهاية يونيو/حزيران الماضي، في أعقاب الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد البلاد، على مشروع قانون يُلزم الحكومة بتعليق التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي ذلك الوقت، صرّح عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، عليرضا سليمي، لوكالة “إيسنا” الإيرانية قائلاً إنه، وفقاً لمشروع قانون تعليق التعاون، “لا يحق لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة دخول البلاد بغرض التفتيش، ما لم يتم ضمان أمن المنشآت النووية والنشاطات النووية السلمية للجمهورية الإسلامية”؛ كما أن هذا الأمر مشروط بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي.

وفي سياق متصل، تناول المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مساعي الدول الأوروبية الثلاث؛ فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لتفعيل آلية “سناب باك” من أجل إعادة فرض العقوبات وقرارات مجلس الأمن، مؤكداً أن هذه الدول الثلاث “لا تملك لا من الناحية القانونية ولا من الناحية الأخلاقية أي حق في استغلال هذه الآلية لإعادة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وحذّر بقائي من أن “أي استغلال لهذا الأدوات ستكون له بالتأكيد انعكاسات وتداعيات، سواء على نظام الحد من الانتشار النووي أو على هذه الدول الثلاث نفسها”.

الرد على موقف بريطانيا

وفي معرض رده على تصريحات وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، بشأن التشكيك في سلمية برنامج التخصيب في إيران، قال بقائي إن الأخير “ليس في موقع يُخوّله بإثارة الشكوك حول سلمية برنامج إيران النووي”، إلا إذا كان تصريحاته “مجرد موقف سياسي وتدخل سافر”.

وأضاف “إذا كان وزير الخارجية البريطاني يعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية جهة معنية وموثوقة، فعليه بطبيعة الحال أن يقبل بتقاريرها الرسمية؛ إذ لم ترصد الوكالة في أي من تقاريرها أي انحراف عن الإطار السلمي في البرنامج النووي الإيراني”.

وفيما يتعلّق بتطورات المنطقة، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن الأوضاع الإقليمية لا تزال متغيرة وسريعة، معتبراً أن “أبرز حدث يشكل في الوقت عينه عاراً أخلاقياً على القرن الحادي والعشرين، هو استمرار المجازر المرعبة في غزة”.

وأوضح أنّ “غزة تواجه في الوقت نفسه القصف والقتل باستخدام أسلحة مقدمة من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، على رأسها ألمانيا، كما أنها تعاني الجوع، العطش، والنقص الحاد في الدواء”.

وأشار إلى أن أعداد الأبرياء الذين يلقون حتفهم يوميا جراء المجاعة المفروضة وغياب الحد الأدنى من مقومات الحياة تتزايد باستمرار.

وأضاف بقائي أن “هذه المأساة، بلا شك، تُعد واحدة من أفظع الكوارث الإنسانية في القرن الحادي والعشرين، وستسجّل حتما كواحدة من أقسى وقائع الإبادة الجماعية في التاريخ الإنساني”، منتقداً فشل المجتمع الدولي حتى الآن في الاضطلاع بمسؤولياته.

إدانة اقتحام المسجد الأقصى

ومن جانب آخر، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً أعلنت فيه “إدانتها الشديدة للاعتداء المتكرر الذي نفّذه متطرفون صهاينة على المسجد الأقصى بقيادة أحد وزراء هذا الكيان المجرم (إيتمار بن غفير)”، وأكدت أن هذا الاعتداء “يشكل انتهاكاً صارخا لقداسة ومكانة هذا الموقع المقدس، كما يُعد خرقاً لقرارات الأمم المتحدة”.

وأوضح البيان أن المسجد الأقصى “يتمتع بمكانة خاصة لدى المسلمين وشعب فلسطين، وأن التيار الصهيوني الحاكم في فلسطين المحتلة يهدف من خلال تدنيس هذا المكان تغيير الهوية الإسلامية والتاريخية للقدس الشريف، وإثارة مشاعر المسلمين حول العالم، وزيادة التوتر في الأراضي الفلسطينية”.

وشدّدت الخارجية الإيرانية على أن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، وأن على المجتمع الدولي مسؤولية إجبار إسرائيل على وقف سياساتها العنصرية والإجرامية بحق الشعب الفلسطيني.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى