عراقجي: حزب الله في ذروة قوته ولا نتدخل في قراراته
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء الأربعاء، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إن "محاولات نزع سلاح حزب الله ليست بالأمر الجديد.

ميدل ايست نيوز: قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء الأربعاء، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إن “محاولات نزع سلاح حزب الله ليست بالأمر الجديد، والموقف الذي عبّر عنه الأمين العام للحزب (نعيم قاسم) أظهر صلابة هذا الموقف وثباته”.
وقال عراقجي في مقابلة متلفزة أمس الأربعاء “أي قرار في هذا الشأن سيعود في نهاية المطاف إلى حزب الله”، وتابع “نحن ندعمه عن بعد، لكننا لا نتدخل في قراراته”، وأضاف أن حزب الله اليوم “في ذروة قوته، والضربات أو الأضرار التي أُلحقت بحزب الله جرى تعويضها”.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها السعي لنزع سلاح حزب الله معتبرا أن سبب السعي لنزع سلاح الحزب واضح وهو قوة سلاح المقاومة.
ووصف عراقجي موقف الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، بأنه كان حازما، مشيرا إلى أن حركة أمل ونبيه بري دعما موقف الحزب الذي يظهر أنه سيصمد في وجه خطة نزع سلاحه.
المفاوضات مع الولايات المتحدة
ورداً على سؤال حول وجود ترتيبات لجولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في المستقبل القريب، قال عراقجي: “لم يتم تحديد موعد نهائي بعد، كانت هناك محادثات وما زالت مستمرة. لقد تلقينا رسائل من الجانب الأميركي، وما إذا كانت ستجري مفاوضات في المستقبل القريب أو البعيد، فإن الأمر برمته يتوقف على ما تقتضيه مصالحنا”.
وأضاف أن المفاوضات جزء من ساحة المواجهة مع بقية العالم، وبشكل خاص مع الولايات المتحدة. وتابع: “نحن نحارب حين تقتضي مصلحة البلاد ونفاوض حين تتطلب المصلحة الوطنية ذلك”. وأكد عراقجي أنه “إذا كان الأميركيون يعتقدون أن هجومهم على منشآتنا سيغيّر موقفنا أو يدفعنا للتراجع، فهم واهمون”.
ورداً على سؤال عما إذا كانت انطلاقة أي مفاوضات جديدة مع واشنطن مشروطة بتعهّد الولايات المتحدة بعدم القيام بعمل عسكري، وما إذا كان هناك أمل في الحصول على مثل هذا التعهّد، قال: “لا يمكن أبدا أن نأمل بذلك، لا أحد يمكنه تقديم مثل هذا الالتزام. المهم أن ينجحوا في كسب ثقتنا”.
وشدد على أن بلاده لم تصل بعد إلى قناعة بأن الأميركيين إذا باشروا مفاوضات جديدة، سيكون ذلك بنية جديّة لتحقيق نتائج قائمة على تبادل متوازن للمصالح. وفي حديثه عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضح أن الأوضاع تغيّرت بعد قصف منشآت إيران النووية، وهناك حاجة لصياغة إطار جديد للتعاون مع الوكالة.
العلاقات مع مصر
وفي ما يخص العلاقات مع مصر، قال وزير الخارجية الإيراني إن العلاقات شهدت خلال العام الماضي “قفزة فاقت التوقعات”، كاشفا عن لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أربع مرات خلال هذا العام.
وأضاف: “لم ألتقِ بأي رئيس دولة أخرى بهذا العدد حتى مع الدول التي تربطنا بها علاقات صداقة، فعلى سبيل المثال التقيت الرئيس بوتين مرتين فقط، وكذلك رؤساء دول الجوار الآخرين”.
وأضاف أنه التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أكثر من عشر مرات خلال العام الماضي. وعلّق على الاتصالات الهاتفية قائلاً: “عددها تجاوز الحد، وغالبية هذه الاتصالات تُعنى بالعلاقات الثنائية، وإن كان ملف غزة وفلسطين حاضرا ضمنها”.
اتصال هاتفي جديد
في السياق، أعلنت الخارجية الإيرانية، في بيان، أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أجرى يوم الأربعاء اتصالا هاتفياً مع عباس عراقجي، وبحث الجانبان مسارات التعاون الثنائي، والتطورات الإقليمية والدولية.
وأوضح البيان أن الطرفين ناقشا في هذا الاتصال العلاقات الثنائية، كما تناولا تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بسبب استمرار الحصار الغذائي والدوائي، واستمرار جرائم الإبادة الجماعية، وضرورة تقديم مساعدات عاجلة لأبناء غزة ووقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
كما تم، خلال الاتصال، التطرق إلى ملف إيران النووي، على ضوء الهجوم العسكري الأخير الذي شنّه النظام الصهيوني والولايات المتحدة على إيران.
وفي الوقت ذاته، أفادت وسائل إعلام مصرية بأن وزير الخارجية المصري أجرى اتصالاً هاتفياً مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، وهو ما أثار التكهنات حول احتمال قيام القاهرة بدور الوساطة بين الطرفين.