ترامب يعلن “قمة سلام تاريخية” بين أرمينيا وأذربيجان في واشنطن الجمعة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه سيستضيف في البيت الأبيض، اليوم الجمعة، زعيمي أرمينيا وأذربيجان في "قمة سلام تاريخية" تهدف لإنهاء نزاع مستمر منذ عقود بين الجمهوريتين السوفييتيّتين السابقتين.

ميدل ايست نيوز: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه سيستضيف في البيت الأبيض، اليوم الجمعة، زعيمي أرمينيا وأذربيجان في “قمة سلام تاريخية” تهدف لإنهاء نزاع مستمر منذ عقود بين الجمهوريتين السوفييتيّتين السابقتين.

وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال” للتواصل الاجتماعي، أمس الخميس، أنّ رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف “سينضمان إليّ في البيت الأبيض لحضور حفل توقيع رسمي لاتفاقية سلام”، مشيراً إلى أنّ الولايات المتّحدة ستوقع اتفاقيات ثنائية “مع كلا البلدين سعياً وراء فرص اقتصادية مشتركة” من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة في منطقة القوقاز الجنوبي.

وفي منشوره كتب ترامب أنّ “هاتين الدولتين في حالة حرب منذ سنوات عديدة، ما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص”. وأضاف “لقد حاول العديد من القادة إنهاء الحرب، دون جدوى، حتى الآن، بفضل ترامب.. إدارتي تتواصل مع كلا الجانبين منذ فترة”، معرباً عن شعوره بـ”الفخر الشديد بهذين القائدين الشجاعين لفعلهما الصواب”.

وختم الرئيس الجمهوري منشوره بالقول إنّ يوم الجمعة (اليوم) “سيكون يوماً تاريخياً لأرمينيا وأذربيجان والولايات المتّحدة والعالم”.

في السياق، نقل موقع أكسيوس الإخباري عن مسؤول أميركي قوله إن تدخل إدارة ترامب في الصراع بدأ في مارس/ آذار الفائت عندما سافر المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف من موسكو في زيارة مفاجئة إلى باكو، مضيفاً أنّ ويتكوف قام بهذه الرحلة بناءً على طلب الحكومة القطرية، التي شجعته على محاولة التوصل إلى اتفاق.

رويترز: توقيع اتفاق يتضمن حقوق تطوير حصرية لواشنطن في ممر زنغزور غداً

وذكر المسؤول أنّ ويتكوف كلّف بعد الرحلة أرييه لايتستون، وهو موظف حكومي خاص في فريقه، بقيادة الجهود الدبلوماسية، حيث قام بخمس رحلات إلى المنطقة لإجراء محادثات مع الأطراف.

وأضاف الموقع أن أرمينيا وافقت على السماح بممر بطول 43.5 كيلومتراً عبر أراضيها، ستطوره الولايات المتحدة ويُطلق عليه اسم “طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين”، ويربط الجزء الأكبر من أذربيجان بجيب أذربيجاني صغير على الحدود التركية. وأضاف الموقع أنّ الفكرة من الممر هي السماح “بنقل الأشخاص والبضائع بين تركيا وأذربيجان وما وراءهما إلى آسيا الوسطى دون المرور عبر إيران أو روسيا. وهذا غير ممكن حالياً لأن الحدود بين أرمينيا وأذربيجان مغلقة ومُحصّنة للغاية”.

وفي 13 مارس، أعلنت أرمينيا وأذربيجان إتمام صياغة معاهدة سلام، ما بعث الأمل في إنهاء النزاع بينهما. وترغب أذربيجان في اتفاق يثبت انتصاراتها السابقة، فنتيجة لحرب 2020، استعادت باكو معظم الأراضي المتنازع عليها في إقليم ناغورنو كاراباخ، وفي خريف 2023 أحكمت السيطرة على الإقليم، مع نزوح جميع سكانه وإغلاق الباب عملياً للتفاوض حول مستقبل الإقليم، الذي كان مصدراً للحروب بين أرمينيا وأذربيجان منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي.

وتتألف مسودة الاتفاق الحالية من 17 بنداً من ضمنها عودة العلاقات الدبلوماسية، والتخلي عن أي مطالبات بأراضي الطرف المقابل، ووقف النزاعات القانونية والقضائية، وسحب بعثات حفظ السلام الأجنبية.

واستمرت المفاوضات لأربع سنوات للخروج بوثيقة شاملة متكاملة تمنع إمكانية بروز أي خلافات مستقبلاً، وذلك بعد عقود من انعدام الثقة بين الأرمن والأذربيجانيين. وربما يعود سبب طول المفاوضات أيضاً إلى أن أرمينيا سعت لمصالحة تدريجية، للتخفيف من النقمة الشعبية على الحكومة في حال أقرت بالهزيمة مباشرة، وربما راهن رئيس الحكومة الأرمينية نيكول باشينيان على تغيرات في موازين القوى ومواقف الأطراف الدولية، وسعى إلى تمتين علاقاته العسكرية مع فرنسا والهند.

وفي نهاية عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وقع اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة في بداية العام الحالي.

وفي مايو/ أيار الفائت، أعلن باشينيان أنه سيبادر بشخصه إلى تعديل دستور بلاده ما لم تقر المحكمة الدستورية الأرمينية اتفاقية السلام مع أذربيجان، علماً أن الدستور الأرميني بنسخته الحالية يتضمن إشارة إلى قرار “استعادة الوحدة بين جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفييتية وناغورنو كاراباخ”، رغم اعتراف يريفان بأن هذا الإقليم أصبح جزءاً من أذربيجان.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى